باشر مزارعو أشجار الفستق الحلبي في كوباني، مؤخراً، بجني محصولهم من موسم الفستق لهذا العام، وسط موجة استياء للمزارعين لتدني أسعار الفستق الحلبي لهذا العام.
وتعدُّ القرى الجنوبية والغربية في مقاطعة كوباني من أكثر المناطق شهرة بزراعة الفستق، حيث تحتل زراعة أشجار الفستق المرتبة الثانية في المنطقة بعد أشجار الزيتون؛ نظراً لتربتها الخصبة، وجوها الملائم لزراعة الأشجار، وتتزايد أعداد الأشجار بشكلٍ كبير في كل عام في المنطقة.
وتتمتع القرى الغربية لمقاطعة كوباني بشكلٍ خاص بتربة خصبة، وجو ملائم لزراعة الأشجار في المنطقة، فالبعض منها تقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والتي كانت تعتبر الأكثر وفرة من حيث الإنتاج، لذا تشتهر تلك القرى بزراعة الفستق الحلبي بكثرة، إلا أن ارتفاع درجات حرارة الجو، والجفاف كان له أثر سلبي على إنتاجية شجرة الفستق الحلبي وباقي أصناف الفاكهة بشكلٍ عام في المنطقة.
العوامل المؤثِرة لانخفاض الإنتاج
ويقدّر متوسط إنتاجية الشجرة الواحدة في المنطقة حوالي 7 ـ 70 كيلو غرام وأكثر، في الأعوام الجيدة، وفق تقديرات مزارعي أشجار الفستق، وتختلف إنتاجية الشجرة على حسب عمرها وقدر الاهتمام بها، إلا أنه وخلال العامين المُنصرمين انخفض إنتاج الفستق بشكلٍ كبير، فيما استعاد هذا المحصول تحسّن إنتاجه نوعاً ما مقارنةً مع تلك الفترة.
وزاد في الأعوام الأخيرة الإقبال على الفستق الحلبي الأخضر، نظراً للطلب الزائد لدى التجار، لاستخدامه في البوظة والحلويات، فيما يُستخدم الفستق الأحمر أي الناضج لأغراض أخرى صناعية أو يُقدم كموالح.
وخلال هذا العام كان هناك عوائل مؤثرة عدة أثرت في دورها على إنتاج المحصول، حيث يشير مزارعون بأن بداية موسم الفستق لهذا العام كانت جيدة. لكن؛ ارتفاع درجة الحرارة الغير مُعتادة، وتلوث البيئة وموجات الغبار؛ أدى إلى انخفاض إنتاج الفستق لهذا العام، وعدم تلقيحه بالشكل المطلوب، مما أسفرَ إلى انخفاض نسبة الموسم بـ50 %.
سعر منخفض مقارنةً مع المصاريف
وتقول المزارعة ليلى خليل من قرية بوبان إحدى القرى الغربية التي تشتهر بزراعة أشجار الفستق الحلبي والفواكه، إن هذا العام جيد النتاج مقارنةً مع العامين المنصرمين.
وعبّرت ليلى عن استيائها لتسعيرة الفستق لهذا العام، وأضافت: “رغم بأن موسم هذا العام أفضل من العامين المنصرمين، لكن التسعيرة غير ملائمة مع المصاريف التي نقوم بها لرعاية أشجارنا من الفستق، فإن السعر ضئلاً جداً”.
وتتراوح أسعار الفستق الحلبي في هذا العام في مقاطعة الفرات من دولارين و25 سنت أميركي للكيلو الغرام الواحد؛ إلى دولارين ونصف، مما سبب موجة استياء للمزارعين لتدني سعر الفستق، مقارنةً بالأعوام الفائتة، التي بلغ فيها سعر الكيلو الواحد للفستق الحلبي ثلاثة دولار ونصف للعام الماضي.
ويأتي تدني تسعيرة الفستق الحلبي نسبةً إلى احتكار التجار لمزارعين، ونسبة أخرى إلى ارتفاع أسعار الجمارك الخارجية مما يُقلل من سعر المادة المباعة، وفق ما أفاده المزارعون لصحيفتنا.