No Result
View All Result
المشاهدات 3
هيفيدار خالد_
كثف الاحتلال التركي هجماتِه على مناطق شمال وشرق سوريا؛ بهدف تهديد الأمن والاستقرار الذي يسود المنطقة؛ لأن إرساءَ الأمن والأمان فيها يقلق تركيا، ويشكّل هاجساً مخيفاً بالنسبة إليها. لذا؛ تحاول جاهدةً ضرب هذا الاستقرار واستهداف الشعوب المتعايشة معاً، مع المكتسبات التي حققتها جنباً إلى جنب، أولئك الذين وقفوا سداً منيعاً لأجل حمايتها بشتى الطرق والأساليب المتاحة بين أيديهم، إلا أن كل هذا لم يرق لدولة الاحتلال التركي والداعمين له.
استهداف استقرار المنطقة من قبل تركيا يأتي في سياق مساعي أنقرة في تأهيل بيئة خِصْبة تساعد على عودة مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا، لتبث الرعب في صفوف المدنيين الآمنين ولتسيطر -حالمةً- على المنطقة بشكلٍ كامل، لا يخفى أن أي خلل في المنظومة الدفاعية لسكان المنطقة يجعلها في خطر الإبادة، حيث أن هناك أطرافاً -على سبيل المثال حكومة دمشق- تحاول استعادة السيطرة على المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية وإحكام سيطرتها الكاملة على مفاصل الحياة كافة والاستيلاء على جميع المؤسسات وكل ذلك يسري بدعمٍ مباشر من روسيا الحليفة الرئيسة لحكومة دمشق، والتي حوَّلت البلاد إلى ولاية روسيّة تتحرك فيه كما يحلو لها.
لذا يأتي استهداف المنطقة من قبل تركيا بالمُسيّرات وضرب قوت المدنيين، بدءاً من الكهرباء إلى الغاز وصولاً إلى المياه في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد كافة شعوب المنطقة، وعلى رأسهم الشعب الكردي الذي يعمل ليلَ نهار في وجه الهجمات التركية الغاشمة والتي كثفت من وتيرتها أكثر في الآونة الأخيرة؛ لمنع أنقرة من احتلال مناطق جديدة في المنطقة، إلا أن دعم بعض الأطراف الدولية وعلى رأسها روسيا للنظام التركي يساهم في خلق موطئ قدم لتركيا في الأراضي السوريّة على حساب دماء الشعب السوري الذي استغلته في معاركها خدمةً لمصالحها خارج سوريا وداخلها.
يأتي هذا التكثيف في الهجمات على وقع الحديث المُشاع عن عودة العلاقات بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي التي تحاول من خلال تحسين علاقاتها مع دمشق ضربَ المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا ولتوجيه رسالة مفادُها بكل بساطة أنه يجب مواجهة الإدارة الذاتية بالتعاون مع دمشق التي مازالت مُتمسكة بشروطها من أجل اللقاء مع أردوغان ولم تتوفر حتى الآن الظروف والشروط المناسبة لعقد هذه العلاقة من جديد وتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة.
لذا يُتطلب من سكان شمال وشرق سوريا الوقوف صفاً واحداً كما عملت في المرات السابقة في مواجهة الإرهاب، والدفاع عن المنطقة وعدم السماح للدولة التركية المحتلة ورئيسها الفاشي بضرب مكتسباتها ونضالها الثوري، بل تصعيد روح النضال والتأكيد مراراً وتكراراً على ضرورة محاسبة تركيا في المحافل الدولية والحقوقية المختصة والأطراف الفاعلة في مراكز صنع القرار العالمي، وذلك على جرائمها وغطرستها تجاه جميع الشعوب السوريّة، ووضع حد للهجمات التي تتعرض لها المنطقة، مستهدفةً كافة المنشآت الحيوية التي تُقدم الخدمات للسكان إلى جانب المراكز الصحيّة الخاصة بالشعب.
No Result
View All Result