No Result
View All Result
المشاهدات 5
هيفيدار خالد_
وسط لهيب الصيف وبتاريخ 19 تموز من عام 2012 انطلقت شرارة الثورة في مدينة كوباني الكردية، في شمال وشرق سوريا والتي ذاع صيتها بالمقاومة التاريخية في وجه أعتى تنظيم إرهابي عرفته الإنسانية، بسواعد شباب وشابات من المدينة، حملوا معها بشائر الأمل عن بداية فجر حياة جديدة لجميع شعوب المنطقة ولتصبح صوت من لا صوت له، في وجه سياسات النظام الشمولي في سوريا، وسلطات حزب البعث الحاكم الشوفيني، الذي قضى على مقومات الحياة الأساسية جميعها عبر منهجيّة استبدادية ظالمة لم تجلب لأبناء هذا الوطن سوى المزيد من الدمار والحروب والصراعات، إذ لم يعترف بحقوق الشعب الكردي القومية بدءاً من تعليم اللغة الكردية إلى ممارسة حقوقهم الثقافية الطبيعية، وفرض على الجميع التحدث باللغة العربية حتى على الذين لم يكونوا يجيدونها كان يجب عليهم التحدث بها في دوائر حكومة دمشق ومنع التحدث باللغة الكردية بتاتاً مع أنها هوية وقومية شعب عريق من شعوب المنطقة.
شعوب شمال وشرق سوريا التواقة للحرية والحياة الكريمة، لم يستكينوا لتلك السياسات، فهبوا على قلب رجل واحد بثورة عظيمة، وصِفت بالمحطة التاريخية المهمة في مسيرة حياة شعوب المنطقة قاطبةً بعد أن حُرموا من أبسط حقوقهم في الحياة والعيش الكريم، إبّان حكم سلطات حزب البعث للبلاد منذ ستينيات القرن الماضي. الثورة التي قدموا لها كل غالٍ ونفيس من أجل حياة يسودها العدل والمساواة على تراب وطنهم، مؤكدين أنها انطلاقة جديدة وخطوة على الطريق الصحيح نحو الحرية والإدارة الذاتية وترسيخ النهج الديمقراطي بعيداً عن التوجهات القمعية الاستبدادية القائمة على مبدأ إنكار الآخر وعدم الاعتراف به.
إنه ليومٌ عظيمٌ لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، فلا الكلمات قادرة على وصفه ولا العبارات قد تفيه حق قدره، فهو أكبر من ذلك بكثير، وهنا يجب التذكير بنقطة في غاية الأهمية ألا وهي أن صدى ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا جاء معمداً بدماء آلاف الشهداء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تبقى راية ثورة الحقيقة ترفرف عالياً في سماء بلادهم متحدين أعداء الشعوب التواقة للحرية، لأنهم أبناء بلاد لا تكسرها الصعاب والمشقات، مهما كانت الظروف صعبة والمرحلة حرجة، واليوم تغمرني فرحة لا تضاهيها فرحة ونحن نستذكر هؤلاء الأبطال الذي استشهدوا لتحقيق هذا النصر المُبين للإنسانية جمعاء. أنه لأمر مؤثر أن تتحدث عن عظمة نضالهم وكفاحهم المقدس .
والتذكير هنا بمشاركة المرأة في هذه الثورة من المهام التي تقع على عاتقنا جميعاً، فهي من قادت الثورة في كافة مجالات الحياة بدءاً من المشاركة في المنظومة الدفاعية، التي أُسّست بهدف حماية الأرض ومكتسبات الثورة من الهجمات الإرهابية إلى إعادة المرأة لمكانها الصحيح المتمثل بوحدات حماية المرأة، لتشارك في السياسة والدبلوماسية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، ولتصبح طليعة الثورة في مراكز صنع القرار السياسي، وتتقلد جميع المناصب القيادية والإدارية التي كانت قد فتحت المجال أمام النساء لتمثيلهن أحق تمثيل كما يحلو بهن حقيقة.
No Result
View All Result