No Result
View All Result
المشاهدات 4
استيرك كلو
تسارع الدولة التركية في الحصول على حصة الأسد من وراء التوازنات السياسية في العراق وسوريا، وذلك بعد اجتماع الناتو وقمة أستانا تحديداً. حيث طالبت بمزيد من الدعم السياسي والعسكري في حربها مع دول الجوار بحجة حزب العمال الكردستاني وزيادة الخطورة على أمنها.
بعد احتلالها الأراضي العراقية وتوغلها فيها من 30 إلى 40 كم وتحديداً في إقليم كردستان ودعوة الأسد إلى التطبيع، زاد قلقها من فقدان ما تحاول إنجازه خلال هذه المرحلة. بداية أجبرت العراق على توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية كما حدث عام 1983 والتي دخل فيها الجيش التركي لأول مرة الأراضي العراقية بموافقة الحكومة العراقية آنذاك، والآن أيضا تحاول الاستمرار على هذا الخط مستغلة الوضع العراقي المتشتت.
سارعت تركيا في تطبيق مخططها في احتلال الأراضي العراقية ودخول قواتها العسكرية دون أي عائق لتتسبب في مزيد من الأزمات السياسية والاقتصادية لها على حد سواء، لكن لم يمر الكثير حتى بادرت بعض القوى بالرد على هذه السياسة وإبداء رد فعلهم تجاه هذا الشكل من الاحتلال كمن يكون على غفلة من أمره ولكن بدون جدوى، فلا القوى الداعمة لإيران حسمت الموقف ولا الناتو بادر بتغيير مسار هذا الاحتلال، ليدفع الشعب الكردي في جنوب كردستان ثمنه بالقتل وحرق المحاصيل والهجرة القسرية وفي المقدمة أهالي المئات من قرى آمدية ودهوك.
هناك مواجهة عنيفة من قوات الكريلا ضد هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع الشعبي حتى بعد دخول الجيش التركي مناطق آمدية وسيدكا ومحاولة حصار تلك المنطقة، واستمرار هذه المقاومة من قوات الدفاع الشعبي تشكل عقبة كبيرة أمام تنفيذ استراتيجية تركيا في قفل المخلب على عكس ما تدعيه في توقيتها، وهذا بدوره يضع تركيا في موقف حرج سياسياً وهذا السبب الرئيسي الذي يكمن في شكايتها بعدم الحصول على الدعم الكافي من حلفائها وعلى رأسها الناتو.
بالتوازي مع كل ذلك، دعا أردوغان الأسد وعائلياً إلى مائدة التطبيع بوساطة بغداد، لكن يبدو التماطل واضحاً في موقف الأخير، فلم ترمِ إدارة دمشق بنفسها من هذا المنحدر مباشرة رغم حجم الضغط التركي العسكري والسياسي من جانب، والإملاءات الروسية من جانب آخر. ولا يمكن هنا تجاهل المطالب الإسرائيلية ومحاولة إرضاء إيران.
حكومة دمشق تطالب بخروج تركيا من جميع المدن المحتلة كشرط أولي في خطوات التطبيع، وغير مستبعد أن يضع كلا الطرفين لمساتهم الأولى في لقائهم ببغداد على مستوى القيادات الاستخباراتية والعسكرية.
وفيما يماطل الأسد؛ فإن أردوغان ينتظر على صفيح ساخن، ويحاول ألا يفقده توازنه في مواجهة المعارضة الداخلية والرفض الخارجي، هذا ناهيك عن العقبات السياسية والمناخ العكسي الموجود بالنسبة له في المنطقة.
أما رجوع الوضع السوري إلى ما قبل عام 2011، فهذا يعني التغافل عما حققته ثورات الشعوب من منجزات وعلى رأسها ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، والتي نحيا ذكراها الثانية عشرة في هذه الأيام. فثورة التاسع عشر من تموز ثورة تحقيق آمال شعوب سوريا في الديمقراطية والحرية.
No Result
View All Result