No Result
View All Result
المشاهدات 14
بيريفان خليل_
ربما كان استشهاد الشابة الكردية جينا أميني في إيران 16 أيلول 2022، الشعلة التي أشعلت شرارة الانتفاضة في روجهلات كردستان وإيران، فمنذ سنة وعشرة أشهر تقاوم المرأة الذهنية القمعية والإقصائية وجميع أشكال العنف الممارس بحق المرأة وبحق المجتمع ككل، رافضةً جميع القرارات اللاقانونية واللاإنسانية واللاأخلاقية التي يفرضها النظام الإيراني.
وعلى الرغم من القمع والاختطاف والاعتقال في ساحات المقاومة، والممارسات اللاحقوقية في المعتقلات إلا أن المرأة لم تتوقف عن إدانة تلك الممارسات، وزادت قوةً في المطالبة بحقوقها بانتفاضتها “Jin , Jiyan , Azadî”؛ الأمر الذي يكشف إرادة المرأة ومدى إصرارها على تغيير الذهنية الذكورية والسلطوية في روجهلات كردستان وإيران.
وقد لاقت تلك الممارسات إدانة من بعض الشخصيات الدولية، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولر التي وصفت اعتقال ست ناشطات في مجال حقوق المرأة في إيران، وهن جلوه جواهري، وأزاده جاوشيان، ونكين رضائي، وفروغ سميع نيا، وشيوا شاه سياه، ومتين يزداني اللاتي حكم عليهن بالسجن لأكثر من 60 عاماً في قضية تتعلق بأنشطتهن، في آب 2023 بأنه “مثير القلق” مطالبة السلطات الإيرانية بإنهاء القمع بحق ناشطات حقوق الإنسان والإفراج الفوري عنهن.
ومن جانب آخر عين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المحامية اليابانية ماي ساتو مقررة خاصة للأمم المتحدة بشأن إيران وتتمحور مهمة هذا المنصب بالتحقيق في الوضع الدقيق لحقوق الإنسان في إيران، والذهاب إلى طهران وتقديم تقرير بنتائج بحثه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ويشار إلى أن المقررة الجديدة كانت قد حققت في عقوبات الإعدام في دول مثل اليابان وماليزيا والهند وزيمبابوي وقدمت معلومات عن عقوبة الإعدام وقضايا العدالة الجنائية.
وفي السياق ذاته وبعد فوز “مسعود بزشيكان” رئيساً جديداً لإيران، ازدادت الدعوات والمطالب منه للتعاطي مع انتهاكات إيران الصارخة لحقوق الإنسان بما في ذلك معدلات الإعدام المثيرة للقلق والاضطهاد الممنهج للنساء والقمع الوحشين للأقليات العرقية والدينية وإنهاء الإفلات من العقاب على هذه الممارسات الجائرة، ومعالجة مظالمهم المشروعة والواسعة النطاق ومطالباتهم بالتغيير الجذري، جاء ذلك في تصريح لباحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش.
هذه الشواهد بالإمكان التعمق فيها، وتنفيذها على أرض الواقع، لدعم الانتفاضة من جهة ومنح الحقوق المشروع لأبناء المنطقة والمرأة بشكل خاص، فقول جملة: المثير للقلق ليس كافياً لإنهاء العنف الممارس بحق الناشطات وجميع النساء في روجهلات كردستان وإيران، كما أن تنفيذ المهمة الأساسية من مقررة خاصة للأمم المتحدة بشأن إيران، ستكون لها دور في الكشف عن الجرائم والانتهاكات وخاصة الإعدام، حيث نفذ أحكام الإعدام بحق عشر نساء خلال النصف الأول من العام الجاري وفق إحصائيات صادرة عن وكالات محلية في كردستان وإيران، أمام الدعوات للرئيس الجديد فهي آمال لحقوق مشروعة وضرورية لإنهاء سياسة العنصرية والقمع والإقصاء الذي يتوارثها النظام الإيراني من سلطة رئيس إلى آخر.
وإلى أن يطبق كل ذلك تبقى انتفاضة Jin , Jiyan , Azadî التي وحدت صفوف المرأة ليس فقط في روجهلات كردستان بل في العالم أجمع، قائمةً ومستمرة رداً على النظام الأبوي المتشعب في إيران.
No Result
View All Result