No Result
View All Result
المشاهدات 12
إعداد/ عبد الرحمن محمد_
اشتق اسم “الكفرون” من الآرامية وتعني الحارة أو الحي، وهي تجمع لسبعة “كفارين “هي كفرون رفقة، وكفرون حيدر، وكفرون بدره، وكفرون زريق، وكفرون نبع كركر، وكفرون بور، وكفرون سعد، وتتبع للكفرون قرى دوير المليحة، وادي المجاور، والكفارين السبعة، وقرى أخرى”.
وتعد منطقة الكفرون من أجمل المصايف السورية، التي تميزت بالطبيعة الخلابة، وسحر المناظر إذ ترتفع عن سطح البحر قرابة 450 مترا، وتبعد عن صافيتا 16 كيلو متراً وعن طرطوس 48 كم، وعن مشتى الحلو قرابة ثلاثة كيلومترات، والحفاوة والكرم من السكان حديث من يقصد الكفرون، ما جعلها قبلة الكثير من السياح من الداخل والخارج.
سكنها الفينيقيون والرومان والبيزنطيون، فهناك العديد من الآثار البيزنطية، التي لا تزال تشهد على عراقة وأصالة هذه المنطقة كالقناطر الحجرية، وآبار المياه التي صنعت على النمط الروماني القديم.
الطبيعة المتميزة والينابيع وأشجار الغار والزيتون تمنح الكفرون أجواء ساحرة، ومن ينابيعها المعروفة نبع الشيخ حسن، والشير، وكركر، والحومة، والصحن، وفرشلو وغبيسي، والصوراني، والسارود، والعروس، ونبع وادي العديدة، وكلها تشكل مع غيرها روافد نهر الأبرش.
تحيط بالكفرون ثلاثة جبال كأنما تقف حارسة لها هي:
ـ جبل السيدة العذراء: وهو بركاني مخروطي قاعدته كلسية، يقع في الجهة الشمالية الغربية للكفرون بارتفاع 600 متر عن سطح البحر، وعلى قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار، ويقام على جبل السيدة سنوياً حفل فني بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، في 15 آب من كل عام، يحضره عدد كبير من السياح والمصطافين من داخل سوريا وخارجها.
ـ جبل السايح: يمتد من الغرب إلى الشرق مقابل قرى الكفارين، وتغطي قمته غابة صغيرة بنيت عليها مجمعات الشاليهات الجبلية الحديثة.
ـ جبل السن: الواقع في الجهة الشرقية لقرية نبع كركر.
كثرة الينابيع ووفرة الماء والأرض الخصبة، توفر الفرصة الذهبية لأشجار التفاح واللوزيات والحمضيات والزيتون والكرمة بالإضافة لذلك يقوم السكان بزراعة الخضروات والبقوليات بأنواعها.
تمتاز الكفرون بكثرة المقاصف والمنتجعات السياحية الفخمة والاستراحات الشعبية، وتمتاز اجتماعيا بأنها قضت على الأمية منذ بدايات القرن الماضي.
يذكر أن الأمية انتهت في قرية الكفرون منذ أواخر القرن التاسع عشر، يضاف إلى ذلك الجو الشاعري الذي أنجب كتاباً وشعراء ومبدعين لهم حضور قوي منهم الأديب العالمي الدكتور حليم بركات، والشاعر والأديب الراحل حيدر علي، والدكتور الراحل يوسف الصايغ، والدكتور فؤاد رفقة، والزجّال الكبير نسيم مسوح.
تعد السلاسل الصخرية الجبلية في كفرون علامة سياحية فارقة فيها، كما يعد الجسر المعروف فيها معلما آخر بناه الفرنسيون ويعد هذا الجســر من أشهـر ما يميز الكفرون عن غيرها بتصميمه الفريد، ويعد مقصدا هاما للسياح.
كذلك تعد “الحومة” وهي بركة أو تجمع من الماء الواقع في الأراضي الزراعية لقرية “كفرون بدره” في أكثر نقطة انخفاضاً، أجمل المقاصد والأماكن روعة، وفيها تعانق فريد للصخور والأشجار الباسقة والكثيفة ومن حولها الماء في تعانق وتآلف لا مثيل له.
ويعد نهر “الشرشار” كذلك من أبرز الروافد النهرية، الذي ينحدر من الجبل المواجه للقرية والمعروف باسم جبل السايح على شكل شلال كبير، ويكون صوت الشرشار مسموعاً في أنحاء القرية وربما كان هذا هو سبب تسميته بهذا الاسم.
ويبقى للتنوع البيئي وعذرية الغابات طابعها المميز وألقها الخاص الذي توج الكفرون بتاج الصحة والجمال.
No Result
View All Result