No Result
View All Result
المشاهدات 3
هيفدار خالد_
منذ أيام عاد الحديث عن التطبيع بين حكومة دمشق، والنظام التركي إلى واجهة الأحداث في المنطقة، وذلك بعد تصريحاتٍ رئيس النظام التركي أردوغان قال فيها، “إنه لا يوجد سبب يحول دون التطبيع مع حكومة دمشق، ولا توجد أي نية للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وإنهم مستعدون للعمل على تطوير العلاقات مع سوريا، كما كانت في الماضي”… متناسياً الشتائم التي وجهها فيما سبق لحكومة دمشق وإلى رئيسها على وجه الخصوص.
تصريحات أردوغان تلك، ومحاولاته التطبيع مع حكومة دمشق؛ أثارت حفيظة العديد من الأطراف السورية والإقليمية، التي أكدت من جانبها أن عودة العلاقات بين البلدين والتطبيع بينهما سيضر بمصالح وتطلعات أبناء الشعب السوري، ولن يكون الأمر حكراً على شعب معين، أو فئة محدودة من السوريين، بل يشمل الجميع دون استثناء.
شاهدنا قبل أيام كيف عبّر السوريون عن غضبهم تجاه هذه الخطوة الخطرة فيما يتعلق بهم في الوقت الحالي، فقد شهد ريف حلب الشمالي المحتل في شمال غربي سوريا، ردود فعل غاضبة ومنددة ضد الاحتلال التركي، تمثلت في حرق شاحنات وإنزال أعلامٍ تركية من المباني والمؤسّسات.
وما لفت انتباهي حقاً من خلال متابعتي للاحتجاجات، التي شهدتها المناطق المحتلة ضد تركيا، ما نشره السوريون حول الشعار المكتوب في نقاط التفتيش والحواجز العسكرية في المناطق المحتلة من تركيا “التآخي ليس له حدود”، حيث قاموا بنشره بصورةٍ مغايرة من خلال كتابتهم “التآخي ليس له وجود” في إشارةٍ إلى عدم تقاربهم أو صلتهم بالمحتل التركي، وتعبيراً عن سخطهم وغضهم تجاه سياسات النظام التركي العدائية تجاههم، لا سيما الأخيرة، ومنها “التطبيع”.
ويجمع الكثير من المحللين على أن عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق في الوقت الحالي، ليست من مصلحة الشعب السوري، وإنما تصب في مصلحة النظامين، ولا سيما النظام التركي الذي طالما استغل مآسي السوريين، وتاجر بدمائهم لتحقيق أجنداته، وأن سوريا بحاجة إلى حل سوري ـ سوري بعيداً عن التدخلات الخارجية، التي زادت الأزمة تعقيداً، في ظل عجز حكومة دمشق عن أي رؤيةٍ سياسيةٍ واضحة، فالقرار ليس بيدها، وإنما يتنقل من طرف إلى آخر مع تقلباتها للبقاء، وإن كان على حساب الشعب السوري، الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وهكذا من تطبيع إلى تطبيع ينتقل الحال بالسوريين من سيئ إلى أسوأ، فموقف الدول العربية من الأزمة السورية لم يكن فعالاً يوماً من الأيام، حتى بعد تطبيعها مع حكومة دمشق، فدمشق أصبحت عاصمة المخدرات، ولم يلبِّ بشار الأسد أياً من مطالبها، أو حتى إبداؤه مرونة في هذا الخصوص، وهو حال التطبيع التركي، إن حصل وفق مراقبين. لذا؛ على أبناء الشعب السوري النضال معاً من أجل إخراج جيش الاحتلال من أرضهم، التي هُجِّروا منها قسراً وتشردوا في دول الجوار، وعدم الهرولة وراء ألاعيب أردوغان الخبيثة، التي تستهدف الشعوب السورية، وذلك يكون بتصعيد احتجاجاتهم ضد تركيا، التي طالما تاجرت بقضيتهم، واستخدمتهم ورقة ضغط؛ خدمة لأجنداتها الداخلية والخارجية، وهم إن أرادوا، القادرون على تقرير مصيرهم بعيداً عن التدخلات الخارجية، وخاصة دولة الاحتلال التركي.
No Result
View All Result