No Result
View All Result
المشاهدات 5
استيرك كلو_
بدأ جيش الاحتلال التركي منذ 16 نيسان الجاري، بالهجوم على مناطق الدفاع الشعبي، وتحديداً منطقة متينا، ولكن الغريب في الأمر لم تعلن عنه الدولة التركية، حيث كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن الهجوم سابقاً كما تفعل في كل مرة، هنا لا بد من استفسار آخر لهذا التكتم من قبل وسائل الإعلام التركيّة، التي تعمل كآلة حرب خاصة في كل شاردة وواردة، ضد الشعب الكردستاني.
جاءت هذه الهجمات قبل زيارة أردوغان إلى بغداد بأيام معدودة، والتي كان من المنتظر أن يتم الاتفاق ولو سراً في بعض بنودها، على ما ينبغي تنفيذه من قِبل الطرفين، وضم الطرف الثالث المتمثل في حكومة إقليم كردستان، أو بالأحرى حكومة حزب الديمقراطي الكردستاني.
إن هذه الهجمة تعتبر هجمة المراهنة على استسلام العراق حكومة وسيادة، لذا خرج الآلاف من أبناء الشعب العراقي والكردستاني، للتنديد بهذه الزيارة التي يعتبرونها إهانة لكل عراقي وكردي على حدٍ سواء، انتهاك سيادة العراق لهذه الدرجة، إشارة واضحة بأن نتائج الزيارة ستكون وخيمة، إذا ما لم يتم وضع الحد لهذه السياسة التوسعية على حساب الجيرة.
المسألة لا تنحصر في التوقيع على الاتفاقيات المرتقبة بين تركيا والعراق، بل فيما سيحصل على أرض الواقع إذا استمر أردوغان في تنفيذ مخططاته، التي يعتبرها الخطوة الأهم في تاريخ حكمه، إن الهدف من هذه الهجمات هو قطع الحدود فيما بين الأجزاء الكردستانية جغرافياً، تحت اسم الأمن القومي، ورسم خارطة للمنطقة، تتحكم بها تركيا في الأراضي العراقية والسوريّة وبعمق 30 إلى 40 كم.
وهذه رسالة واضحة بأن تركيا ستتابع خطتها في الحرب شاء أم أبى العراق، ولكن تكوين العراق لا يشبه أي دولة أخرى في الشرق الأوسط، لأنه حكومة ائتلاف وهذه التكوينة البنيوية ستكون إحدى العقبات الهامة أمام مشروع التنمية الذي يحاول به خداع العراق، إلى جانب ذلك، لا يمكن لتركيا الاستخفاف بقوة إيران، التي عملت على حماية دائرة الحرب خارج حدودها منذ قرون، فحتى إن كانت على اتفاق نسبي في تحجيم حزب العمال الكردستاني، على حدودها، ولكن إذا تعلقت المسألة بضمان وجودها في العراق، فستتغير المعادلة كما حصل من قبل، ولن تسمح بالتدخل التركي على حساب مصلحتها، وخاصةً في المناطق الحدودية.
من الآن فصاعداً، ستحتاج تركيا إلى دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأكثر من أي مرحلة سابقة، فسياسة أردوغان في المدح والذم تجاه هذا الحزب، تتغير حسب المصالح المرحلية. ولكن؛ هذه المرة ستكلفه الكثير، وخاصةً على الصعيد الكردستاني وربما ستكون خسارته الأخيرة في هذه المرة، وإذا خسرت تركيا معركتها الصاعدة في هذا الشوط المصيري رغم تهليل وترحيب الديمقراطي الكردستاني بهذه الزيارة العصيبة، والتي أظهرت فيها شوارع هولير برموز تركيّة أكثر من تركيا نفسها.
قد لن يحصل أردوغان على مبتغاه. لذلك؛ سيحاول الاستمرار في استراتيجية الحرب، سواء قبِل أو لم يقبل الجانب العراقي، لأنه مضطر إلى تنفيذها لإنقاذ حكمه في المرحلة المُقبِلة، إلى جانب ذلك، فإن مقاومة قوات الدفاع الشعبي وعملياتها النوعية في مناطق الدفاع المشروع، تجعلها سيدة القرار ليس في معركة الجبل فحسب، بل في المعركة الكردستانية، وعلى كافة الصعد.
No Result
View All Result