No Result
View All Result
المشاهدات 5
هيفيدار خالد_
تركت نتائج انتخابات البلديات في شمال كردستان وتركيا، التي أجريت بتاريخ 31 من شهر آذار المنصرم، وتكلّلت بفوز حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بـ 75 بلدية، أثراً كبيراً على الشارع الكردي في شمال كردستان، الذي بذل جهوداً كبيرةً لتحقيق هذ النصر والفوز العظيم. وبعث برسالةٍ واحدة فقط لأردوغان ألا وهي “انتهت صلاحيتك وصلاحية سياساتك القمعية والاحتلالية”. وبعثت في الجميع روح المقاومة والنضال أكثر من أي وقتٍ مضى. نعم النتائج كانت مذهلةً ورائعة، فقد دبّت الروح في الجميع من جديد.
أثبت الشعب الكردي في شمال كردستان بالإرادة التي أبداها في العملية الانتخابية، أن الشعب المنظّم يستطيع كسر جميع حواجز الخوف والرعب والترهيب التي يصنعها عدوه، وعبّر مرة أخرى بعزيمةٍ لا تلين عن سخطه من السياسات والمؤامرات والألاعيب التي حاول من خلالها استعادة سيطرته وهيبته التي فقدها دون رجعة، والتي كانت بمثابة صفعةٍ قوية في وجه أردوغان وأعوانه في السلطة، نعم أثبت للجميع أن أردوغان بانتهاكاته غير القانونية وممارساته المنافية للأخلاق الإنسانية، لا يستطيع القضاء على شعبٍ له تاريخ طويل من النضال والمقاومة، بسهولة كما يزعم في جميع المناسبات.
وما المقاومة التاريخية التي قادها الشعب الكردي في مدينة وان الكردية في شمال كردستان، ضد ممارسات المجلس الانتخابي الذي قرّر فيها إلغاء فوز مرشح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب من خلال حرمانه من حقه في الترشح بناء على طلب وزارة العدل ووفق أمر قضائي أقدم النظام التركي الفاشي بتعيين مرشح حزب العدالة والتنمية رئيساً للبلدية، ضارباً عرض الحائط أصوات مئات الآلاف من الكرد الذين انتخبوه، من أجل مصادرة إرادة قرابة مليون شخص في هذه المدينة التي تعدّ كبرى المدن الكردية في شمال كردستان، ما هي إلا دليل واضح وصريح على الروح التي يتحلّى بها الشعب الثوري المتعطّش للحرية والحياة الكريمة. وكيف يستطيع أن يتحدّى بنضاله المنظّم وتكاتفه القوي وصرخاته المحقّة، الوقوف في وجه سياسات الاستبداد والظلم والفاشية والعنصرية التي تقودها حكومة العدالة والتنمية في البلاد.
نتائج انتخابات البلدية بثّت الأمل ليس فقط في نفوس الكرد في شمال كردستان، وإنما أيضا في نفوس جميع أبناء الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأخرى، والكرد القاطنين في شتى أصقاع العالم الذين كانوا يتابعون نتائج هذه الانتخابات عن كثب لأنها تهم الجميع، إنها بداية مرحلةٍ ومعركةٍ جديدة في البلاد والمنطقة، ليس للشعب الكردي فحسب بل لجميع الشعوب المتعايشة في تركيا والمنطقة خاصة المكونات والثقافات والمجموعات التي تتعرّض للقمع والانتهاكات على يد حزب أردوغان في وقتنا الحالي.
إرادة الشعب انتصرت في شمال كردستان بعد أن استعادت مدينة وان كرامتها ورؤساء بلديتها بصمود أطفالها وشبابها وشاباتها ونسائها ورجالها، وعدم التخلّي عن كرامتها وعدم الرضوخ لسياسات أردوغان الفاشية، والاستسلام لمخططاته القذرة، نعم انتصرت إرادة أبناء الشمس، انتصرت إرادة أبناء وطن النار والباحثين عن طريق الحقيقة. انتصرت الإرادة الحرة على آلة القمع وهُزّ عرش أردوغان وأغلقت في وجهه الأبواب التي كان يحاول من خلالها طمس هوية الشعب الكردي. نعم خسر أردوغان وانتصرت الإرادة الحرة المناهضة له.
No Result
View All Result