No Result
View All Result
المشاهدات 2
استيرك كلو_
نوروز من أكثر الملاحم التي سالت على مرِّ تاريخ شعوب موزوبوتاميا كسيلان نهري دجلة الفرات في مهد الإنسانية. لم تعترف ملحمة المقاومة هذه بأي رادع، بدءاً من مقاومة شعوب هذه الأرض ضد قوى الظلام وإلى قوى الهيمنة الاستعمارية عبر تاريخ الميديين الآباء في جبال زاغروس وطوروس إلى أحفادهم اليوم في زاغروس وزاب وكاري وقنديل. لم تخمد نار نوروز يوماً في القمم، وما من روح الطاو استطاع إن يستمر بهذا السير إلا عبر قيم أخلاقية ووجدانية احتفتها إلى راهننا. شيء رائع ومُذهل إلى درجة يصاب المرء بغبطة فرح كلما ارتفعت شعلة نوروز في المدن، القرى، السهول، الوديان وأكثرها في قمم الجبال التي تلامس عرش السماء سباقاً للحرية. لا الطبيعة ولا آذار قبلت أن تنحرم من روح نوروز، لتكون من أحلى اللوحات المتمازجة روحاً وبدناً بثقافة شعوب موزوبوتاميا.
نوروز ليس عيد الطبيعة فحسب، بل عيد عاشقي الحرية وانتصار المظلومين على الظالمين، يتحلى هذا اليوم بالكثير من المعاني الحيّة لثقافة المقاومة، حيث تغنّى الكثير من الأبطال ببطولاتهم، والشعراء بإشعارهم، والأدباء بآدابهم لهذا اليوم، ولكن لم يستطِع أحداً من هؤلاء أن يتخطى ما سطّره كاوى العصر، مظلوم دوغان والشامخة زكية آلكان حتى تاريخ اليوم، ولم نجد لهم مثيلاً في التاريخ القريب، حيث أصبحوا نوروزاً بحد ذاته، وما من خامد لهذه الشعلة التي أودت بالفاشية التركية إلى سحب أذيالها بعد مرارة الفشل أمام هذه المقاومة، وقد أثبت الشعب الكردي والكردستاني وعلى رأسهم النساء في جميع أجزاء كردستان والعالم قيامه بالانتفاضة في شهر آذار، وضرورة تحقيق حرية القائد آبو.
تجاه هذه المقاومة تحاول الدولة التركية إخماد شعلة نوروز عبر توسيع هجماتها، فيما تُطبِل وسائل الإعلام التركيّة يومياً لهذه الهجمات التي لم تتوقف لا على مناطق الدفاع الشعبي ولا على شمال وشرق سوريا. إن توسيع الهجمات التركية ضد إرادة الشعب الكردي الحر، ينبع من مقاومة الكريلا والشعب الكردستاني الذي بدأ حملته منذ العاشر من كانون الثاني وسيستمر في مرحلته الثانية عبر تصعيد فعالياته ونشاطاته داخل وخارج كردستان. إن هذه الحملة تضمّنت الكثير من الرسائل في تصعيد المقاومة ضد كافة الهجمات وأشكال الاحتلال التي تخطط لها دائرة الحرب التركيّة الخاصة عبر محاولات تقسيم المنطقة تنفيذ مشروعها التقسيمي وخاصةً من منطقة كاري وبعشيقة إلى الموصل وكركوك. الأطماع التركيّة في المنطقة ليست بجديدة، ولكن الكل بات يُدرِك مدى خطورة هذا المشروع الذي يستهدف العراق وسوريا وتهديد جاد لإيران أيضاً، ناهيك عن إبادة الشعب الكردي وحتى التأثير على جميع المنطقة، لذا فإن مجابهة هجمات المحتل التركي تكمن فقط عبر تصعيد روح نوروز وإحياء ثقافة المقاومة ضد كافة أشكال الإبادات.
خلقت مقاومة مظلوم دوغان نوروزاً تمخّض عنه انبعاث شعب ولِد من رحم المعاناة والإبادة، وخلّد بذلك ذاكرة لتاريخ كان على مشارف النسيان، لذا عندما نتحدث عن نوروز نتحدث عن مقاومة زنزانات آمد بقيادة مظلوم دوغان وارتفاع شعلة نوروز بنضال زكية آلكان ورهشان وبيريفان وروناهي والفتريا ضد كل محاولات سحق تراب كردستان.
No Result
View All Result