No Result
View All Result
المشاهدات 1
استيرك كلو_
نحن على أبواب عيد آخر من أعياد المقاومة، كأمة المرأة في جميع أنحاء العالم، في الثامن من آذار، انتفضت النساء بثورة الاشتراكية وطالبنَ بحقوقهن، لتدخل الأجندة الرسمية في كوبنهاغن رسمياً عام 1910 بقيادة كلارا زيتكين بعد مقتل 129 امرأة. ومن هناك أعلنت النساء عن شارة الكفاح ضد الهيمنة الرأسمالية بإحياء روح الاشتراكية في جميع مجالات حياتها. ومن موقع الإبادة التي تعرضت لها أعلنت العصيان ضد كافة أشكال الهيمنة الذكورية. والمرأة بفطرتها تحمل خصال الاشتراكية الديمقراطية ككيان تبحث عن الحرية دائماً. منذ 114 عاماً نستذكر هذا اليوم، ولكن إذ ألقينا نظرة على تاريخ مسيرة النساء، سنجد بأنهن كافحن يومياً من أجل نيل حقوقهن بعد أن تعرضن لكافة أشكال العنف في ظل غزو الهيمنة الذكورية عبر دساتير وقوانين شرعنتها الأنظمة الحاكمة.
لم تختصر هذه المسيرة النضالية في الحياة على نساء شعب أو قومية معينة، بل سارت جميع النساء وفي جميع أصقاع العالم هذا الدرب، نظراً لما تعانيه كجنس، وثم كأمة مثلما عرفها القائد عبد الله أوجلان في المجلد الثالث من مرافعاته سوسيولوجيا الحرية. بالطبع هذا التعريف كان الأشمل والأسلم من بين جميع التعريفات التي مرت في التاريخ، نظراً لعمقه التاريخي بحقيقة المرأة وإيمانه بدورها في بناء المجتمع المشاعي الاشتراكي وتنشئة القيم الاجتماعية والأخلاقية لأي مجتمع كان، لذا اختار الثامن من آذار، للإعلان عن أيديولوجية تحرير المرأة، كون قضية المرأة أصبحت قضية إنسانية وتلمس بأبعادها كافة تفاصيل الحياة إذا ما تعمقنا في حقيقة الإبادة ضد المفهوم النسوي.
ففي ظل أنظمة الدول القومية، حُرمت المرأة من جميع حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتبقى وجهاً لوجه أمام سياسة التهميش، الممارسة بحقها، وفي معظم الأحيان يتم ذلك تحت عباءة الدين أو التقاليد التي كتمت أنفاسها سنين طويلة.
في الربع الأخير من هذا القرن تحولت الحروب إلى آلة إبادة النساء أولاً، كما نشهده اليوم في كردستان، تركيا، سوريا، فلسطين وإيران وأفغانستان والعراق. أما في كردستان خاصةً وبعض البلدان الأخرى اختلف الوضع عندما نظمت النساء أنفسهن عبر نظام إداري خاص وجابهن كافة التحديات عبر الانخراط في كافة ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية. المرأة في كردستان اكتسبت هويتها الخاصة لتصبح مصدر أمل لجميع نساء العالم.
الثامن من آذار يأتي اليوم في كردستان بأبهى أشكاله، كما تحيا روح هذا اليوم كشريان نابض في روح انتفاضة النساء ضد كافة أشكال الإبادة. لذا نرى بأن استهداف القيادات في كردستان أصبح من المهام الأولية لدولة الاحتلال التركي في هذا العام أيضاً، حيث استهدفت المناضلات ريحان عامودا، يسرا، روجنة، سارا، زلال زاغروس، فيان وآخرهن صورخوين وآزادي. كانت القيادية صورخوين إحدى النساء الجرحى اللواتي حاربن إرهاب داعش في كوباني، لكن الاحتلال التركي لم يعترف بأي مقياس أخلاقي ككل مرة. في الحقيقة؛ إن روح الثامن من آذار تحيا في انتفاضة “المرأة الحياة الحرية” التي اندلعت في مسكن المناضلة صورخوين. لم تستِطع هذه الهجمات إيقاف النساء من الانضمام إلى مسيرة الحرية بل زادتهن إصراراً في الانتقام من قوى الهيمنة، ليحولن ربيع هذا العام إلى ربيع الانتفاضة، ربيع التمرد والحرية في عالم يسوده نظام المرأة الحرة.
No Result
View All Result