No Result
View All Result
المشاهدات 1
استيرك كلو_
تتالت أدوار اللاعبين من قوى آستانا في القص والتفصيل، وفق مصالح قواها على المدى القصير والبعيد، دون الرجوع أو الكشف عن حقيقة اللعبة وما يخفيه ستار السياسة التركية وراء تعزيز نفوذها في سوريا والعراق، وبما فيها مد قدميها رغم أنف الجانب الروسي والإيراني والسوري حسب ما تعلنه، والرأي العام غير مقتنع من مُخرجات اجتماعات هذه القوى وصبها في المصلحة السوريّة، وخاصةً من بعد تكثيف زيارات الحقائب الدبلوماسية التركيّة بمحطة بغداد ودمشق وهولير.
وينبغي الإشارة إلى أن نبذ روسيا من السياسة التركية في سوريا جاء من بعد احتلالها لمناطق استراتيجية في سوريا، وتوضحت أكثر من بعد إشارة وزير خارجيتها بوجوب خروج تركيا من سوريا، ولكن لم يصغِ أردوغان إلى هذا الطلب، بل زاد من هجماته على شمال وشرق سوريا بضرب البنى التحتية والتي كانت تشكل رقماً مهماً في معادلة الاقتصاد السوري، وزاد من شراسته في المناطق المحتلة لتهتز قوة دمشق في العديد من المناطق وبما فيها جنوب حلب. إلى جانب ذلك ولفتح الطريق أمام تقسيم العراق علناً توجه بكافة قوته للقضاء على قوات الكريلا والتي تشكل بحزمها وقوتها التكتيكية في الدفاع، صفعة قوية كانت مُخجلة بالنسبة لإمبراطورية الناتو في المنطقة.
كلما توجهت قوات الكريلا بالرد، اتهم أردوغان الجانب الأمريكي في تأييد الكرد كسياسة الطفل المشتكي من دون حول ولا قوة، وتبدو اللوحة أكثر اختلافاً مع إقبال تركيا على مرحلة انتخابات محلية هامة في آذار القادم، وأردوغان وحزبه الهزيل يتربصون بإسطنبول ومدن شمال كردستان بعد تعيين الوكلاء المزيفين مكان المنتخبين بإرادة الشعوب الديمقراطية، إذاً، فهنا منحدرات هامة تنتظر حكومة العدالة والتنمية، والتي تؤثر بدورها على مستقبل تركيا بأكمله. وإحدى أهم المنحدرات الجانب الإيراني الخانق بالنسبة لها، في كل من سوريا والعراق وحتى فلسطين واليمن. وإيران بسياساتها تقلم أظافر تركيا في هذه البلدان وخاصةً من بعد إعلان أردوغان تضامنه مع حماس. يبدو هنا الصراع العثماني والصفوي يكرر نفسه على نفس الجغرافيا ولكن بشكلٍ آخر هذه المرة.
كما كثفت تركيا من قواتها العسكرية في جنوب كردستان من بعدما فتح الحزب الديمقراطي أبوابه لجيش الاحتلال التركي لتتمركز ليس عسكرياً فحسب بل كولاية تركية، حتى بعد زيارات متكررة لهاكان فيدان للعراق، وكشف وجود قوات الديمقراطي على الحدود لدعم تركيا في الهجوم على قوات الكريلا ليكشف أساس هذه اللعبة، وهذا بدوره سيفتح الطريق أمام تقسيم العراق واحتلالها كما حدث في سوريا.
دولة الاحتلال التركي تنتهج حرب الإبادة في جميع خياراتها ومع الجميع وعلى رأسهم الشعب الكردي وقياداته، ففي هذه المرحلة تحديداً، يبدو بأن أردوغان يلاقي صعوبات بالغة في تجاوز المخاطر التي تنتظره في حملته الانتخابية داخلياً وخارجياً، والسبب يعود إلى فقدانه الكثير من خلال حرب الاستنزاف عبر سياسة الإبادة والاحتلال التي أثقلت كاهل المجتمع التركي برمته، والمنطقة بأكملها، ويتضح بأن المقاومة الكردستانية وعبر مشروع الحل الديمقراطي تشكّل الحل الأمثل في تطبيق سياسة ديمقراطية ضد كافة أشكال الهيمنة، وأولها سرطنة الاحتلال التركي في المنطقة.
No Result
View All Result