No Result
View All Result
المشاهدات 1
ميديا غانم –
باغتيال الأخوات الثلاث ميرابال؛ عرف العالم ما هو تاريخ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، لكن المرأة تعيش هذا التاريخ العنيف والجاحد بحقها منذ آلاف السنين، فالعنف ضد المرأة لم يبتدئ باغتيال الفراشات الثلاث، ولم ينتهِ بتعيين اليوم الـ 25 من كانون الثاني من كل عام يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة.
ولكن العالم أجمع أصبح يستذكر هذا اليوم ويظنون بأن وقف العنف فيه هو فضل كبير يمنون به على المرأة، وينكرونها في باقي أيام السنة، فمن زرع هذه الأفكار الذكورية والمستبدة في أذهان المجتمع كان هدفه واضحاً؛ وهو تجريد المرأة من ألوهيتها وتعريتها من كل أنواع الحرية، ولم يكتف بذلك، بل وتخضيعها للعبودية والسلطة الشوفينية والأنانية الذكورية، وبذلك حققت الرأسمالية والدكتاتورية هدفها؛ ألا وهو تجريد المرأة من ذاتها ومن كافة حقوقها، ودفن الآلهة الأم في مقابر الظلمة الذكورية، وهيمنة سطلة الأب والأنا.
الآلهة الأم، وسلطة الذكر شتان ما بينهما، فالأم التي تفننت في أن تعطي دون انتظار المقابل، وبعطفها الذي لا يعرف الحدود وقدرتها على خلق التوازن ضمن الأسرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصادي، قادرة على أن تُنشئ مجتمعاً سوياً الكل فيه سواسية، وتتغلله المحبة والإخاء وروح السلام والعدالة النابع من ذات الآلهة الأم وقدسيتها. عكس سلطة الأب المتمثلة بالذكورية والتسلط من أجل إبراز ذاته وختم طابعه على كل من حوله، وإثبات أنانيته عن طريق تحطيم كل ما يقف في وجه مطامعه في السلطة، فلجأت الرأسمالية عن طريق السلطة الذكورية إلى أبشع الطرق وأسوء أنواع العنف بحق المرأة؛ ليكون هو الآمر الناهي ولتكون المرأة مجرد وسيلة تخضع لأوامره.
منذ آلاف السنين ونحن نتقبل هذا الواقع المرير، وأصبحنا مؤخراً نناهض العنف ولكن بشكلٍ خجول لا يتناسب مع غطرسة الرجل، ولا تستطيع كسر هيمنته وأغلاله بشكلٍ كلي والتي فرضت علينا منذ آمدٍ بعيد ، ألم يحن أن نعلن ثورتنا؟ وضرب القوانين الذكورية عرض الحائط، ونصرخ بأعلى صوتنا لن أقبل العنف، بل سأنهيه!!
هذا ليس مجرد حلم، بل أصبح حقيقة تعيشها نساء روج آفا والشمال السوري بفضل ثورة الشمال السوري، التي بُنيت على أساس تحرير المرأة من العبودية التي فُرضِت عليها، وفتحت لها أبواب السماء لتطلق العنان لنفسها للطيران والتحليق بحرية. فها هي المرأة تعلم وتتعلم، تبني وتشيّد، وتغرس القيم وتطير على كل حقلٍ وزهر، وكل ذلك لم يكن بالنصر السهل، كل ذلك جاء بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين رسموا طريق الحرية بشهادتهم، وبفكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان، الذي فتح آفاقاً جديدة للمرأة وعلمها أن تبحث عن ذاتها وتبرز كافة إمكاناتها وتحقق كل أحلامها، تحت راية الأمة الديمقراطية وبنهج القائد آبو، تستظل النسوة في روج آفا والشمال السوري اليوم، ليصبحن صوت كل امرأة مناهضة للعنف، والحلم لكل امرأة متعطشة للحرية، ولتقول لكل امرأة في العالم، يا نساء العالم اتحدنَ ضد العنف، اتحدنَ ضد الظلم الممارس بحقكن، وإن كنتن على أي بقعة من هذه الأرض.
No Result
View All Result