ثمّن منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، باسم كامل، قرارات المؤتمر الأخير لحزب العمال الكردستاني، بإعلان مرحلة الكفاح المسلح، وأكد، أنه على تركيا تحمل مسؤولياتها حيال مبادرة السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان.
لا تزال ردود الفعل الإيجابية المرحبة بالقرارات التاريخية، التي أعلنها حزب العمال الكردستاني قبل أيام، والقاضية بإنهاء أعماله المسلحة، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة ومفصلية في تاريخ القضية الكردية.
المبادرة أخذت طابعاً عالميا
في السياق، تحدث، منسق عام التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، باسم كامل، لوكالة فرات للأنباء: “جاء نداء السلام وقرارات حزب العمال الكردستاني، في وقتها المناسب، وتلك القرارات، لم تكن مجرد إعلان فقط، بل مبادرة أخذت طابعاً عملياً”.
وشدد: “تلك الخطوة يجب أن تتبعها خطوات في المقابل من الحكومة التركية، أو ما يمكن تسميته بإبداء حسن النية بإخلاء سبيل المعتقلين الكرد بالدرجة الأولى، وخاصة إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، كبادرة لخوض عملية السلام”.
وأكد: “عملية السلام لن تحدث بين عشية وضحاها، لكن لا بد أن يكون هناك إعلان حسن نية واضح، بشأن إجراء تعديلات قانونية ودستورية، تدمج الكرد في مناحي الحياة، داعياً، إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وفتح حوار مجتمعي بين القوى الاجتماعية في تركيا، بما فيها الكرد، هذه الخطوات تبدو بسيطة لكنها تحمل دلالات ومعاني كبيرة، على صعيد حسن النية من النظام التركي”.
واختتم منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، باسم كامل: إن “الخطوات التي أشرت إليها سابقاً، إن تمت، سيتوصل الطرفان إلى حلول للمشاكل العالقة، ما سيجعلها خطوة تاريخية في الاتجاه السليم، ستتبعها مزيد من الخطوات والإجراءات على صعيد تحقيق السلام الشامل”.
إشادة دولية ودعوات للحرية
وأتى قرار حزب العمال الكردستاني في أعقاب نداء كان قد أطلقه المناضل عبد الله أوجلان، من سجنه في إمرالي، في شباط الماضي، دعا فيه إلى اعتماد “الخط الثالث” القائم على السلام والديمقراطية ونبذ العنف، بوصفه المسار الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الكردي وضمان الاستقرار الإقليمي. وأشادت عدد من العواصم والمنظمات الدولية بهذه الخطوة، واعتبرتها فرصة ذهبية لإنهاء دائرة العنف في تركيا والمنطقة، وفتح باب حقيقي أمام مفاوضات سياسية، قائمة على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكردي في تركيا، كما اعتبرت مؤسسات أوروبية أن القرار يعكس نضجاً سياسياً واستجابة لنداءات السلام، التي أطلقتها شخصيات دولية ومحلية خلال السنوات الماضية.
كما لاقت مبادرة حزب العمال الكردستاني، ترحيباً كبيراً في الأوساط السياسية العربية، التي شددت على أنها تعبّر عن شجاعة سياسية ومسؤولية تاريخية، يتحملها الحزب، من أجل تجنيب المنطقة مزيداً من الدمار وسفك الدماء، ولفت العديد من الساسة إلى أن دعوة القائد عبد الله أوجلان، كانت حاسمة في توجيه هذا المسار، وأن على الحكومة التركية أن تتلقف هذه الفرصة بروح إيجابية، تمهيداً لمرحلة من الحل السياسي الشامل.
وفي إطار ذلك أيضاً تتواصل الدعوات للإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، لا سيما بعد أن أثبت الواقع السياسي أن نداءاته للحل السلمي كانت صائبة، ومتقدمة، وأن استمراره في العزلة داخل سجن إمرالي لا يخدم مسار السلام الذي يتشكل في الأفق.
ويُنظر إلى هذه التطورات، على أنها لحظة فارقة في تاريخ الصراع الكردي – التركي، يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التعايش السياسي، والاعتراف بالحقوق القومية، ضمن إطار الدولة الديمقراطية، في ظل تزايد الدعوات الإقليمية، والدولية، بضرورة اغتنام هذه اللحظة لإنهاء أحد أطول النزاعات المسلحة في المنطقة.