No Result
View All Result
المشاهدات 1
رفيق إبراهيم_
في الأيام الماضية زار وزير الخارجية الأمريكية تركيا، ومن حيث المبدأ وحسب وسائل الإعلام، فإن هدف الزيارة كان النقاش حول ما يجري بين إسرائيل وحماس، ومسألة انضمام السويد لحلف الناتو، حيث كانتا القضيتين الهامتين اللتان تم النقاش حولهما بحسب وسائل الإعلام، ولكن هل من الممكن أن نُصدقْ بأن الجانبين لم يتطرقا إلى الوضع في سوريا، وبشكل خاص في إقليم شمال وشرق سوريا، وبخاصةٍ أن أردوغان هو الذي يتحدث عن هجماته وتهديداته اليومية لأهالي هذه المناطق، تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة؟
يبدو من الوهلة الأولى، أن زيارة بلينكن عادية وتأتي في إطار الحرب بين إسرائيل وحماس، وما يكتنف قضية انضمام السويد لحلف الناتو من تحفّظ تركي عليها، نعم هاتان القضيتان هامتان وتشغلان بال السياسة الأمريكية، وبخاصةٍ أن أردوغان يُعلن في العلن أنه يقف مع حماس ويعادي إسرائيل، وهو يصرّح ويشجب ويستنكر ما يسميه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ولكن في حقيقة الأمر أردوغان يتعامل مع القضية الفلسطينية بازدواجية، والتقارير والمحليين يؤكدون أن العلاقات الإسرائيلية التركية تحسنت كثيراً بعد الحرب بين حماس وإسرائيل.
وأيضاً تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين عما كان عليه سابقاً، وخلال شهر واحد فقط وصلت أكثر من ثمانين سفينة تركيّة للموانئ الإسرائيلية، وبخاصةٍ تلك التي تحمل المواد التي تدخل في صناعة الأسلحة، أردوغان يحاول مسك العصا من المنتصف، وإمالة الشعوب العربية والإسلامية، بأنه الحامي للشعب الفلسطيني، والعدو الأول لإسرائيل، ولكن الحقائق على الأرض تؤكد العكس تماماً.
أما في مسألة السويد، وحسب قول أردوغان، إن السويد لم تفِ بما طلبت منها تركيا، في مسألة تسليم الوطنيين الكرد الذين يعملون من أجل قضيتهم العادلة لتركيا، والقوانين السويدية والأوروبية لا توافق على تسليم الأشخاص إلا في قضايا الإرهاب وتجارة الممنوعات، وإن فعلت السويد ذلك ستواجه شعبها والقوانين الأوروبية وحتى قوانين حقوق الإنسان، التي ترفض تسليم الأشخاص لدولهم التي فروا منها نتيجة القوانين الجائرة، في تلك الدول التي تستهدف إرادتهم وحريتهم الشخصية وإرادتهم الوطنية، ومن هذه الدول تركيا.
نحن متأكدون بأن الزيارة لم تقتصر على هاتين القضيتين، وندرك تماماً بأن أردوغان يحاول في كل مرة من خلال لقاءاته مع الأمريكان والروس وغيرهم من الدول، أن يثير قضية الكرد ومشروع الإدارة الذاتية، ويحاول إمالة جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى جانبه بضرب المشروع الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا، متبجحاً بوجود الإرهاب فيها، وهو يعلم أن من حارب الإرهاب وانتصر عليهم هم الكرد وشعوب إقليم شمال وشرق سوريا.
وعلى الرغم من عدم حصوله على الضوء الأخضر في هجوم بري على إقليم شمال وشرق سوريا، ولكنه لا يتوانى عن الهجوم براً وجواً على المدنيين والعسكريين والبنى التحتية والمؤسسات الخدمية، في ردٍ واضح على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، بأنكم إن لم تسمحوا لنا باحتلال مناطق جديدة لن نوقف الهجمات على تلك المناطق، وعلى ما يبدوا أن هناك ضوء أخضر على الهجمات الجوية، مع عدم استثناء المدنيين منها.
وبعد زيارة بلينكن لتركيا لاحظنا زيادة في الهجمات الهمجية التركية على كل سُبل الحياة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وهذا يدل على تواطؤ أمريكا والتحالف الدولي وروسيا مع دولة الاحتلال التركي، وشراكتها في كل ما يحدث من هجمات.
والصمت حيال هذه الهجمات يدل على أن هناك توافق أمريكي تركي ودولي على العدوان التركي وهجماته، ما يؤكد أن أردوغان وبلينكن قد تطرقا إلى هذه الهجمات، واستمرارها دليل على الموافقة الأمريكية عليها، ومن الواضح إن خفايا الزيارة تم التكتم عليها، ولم يتحدث أحد عنها، ولكننا نعلم جميعاً أن من يستطيع إيقاف هذه الهجمات بالدرجة الأولى أمريكا، ومن ثم روسيا، وبخاصةٍ أنهما الضامنتين لاتفاقية وقف إطلاق النار.
واليوم المطلوب منا كشعوب في المنطقة، أن نتضامن ونتكاتف ونتوحد في وجه هذه الهجمات التي تطال كل شيء، لأن أملنا الوحيد هو المقاومة والثبات ومواجهة التحديات، لإننا واثقون بأن المجتمع الدولي لا تهمه حقوق الإنسان بقدر ما تهمه مصالحه التي دائماً يحصل عليها من خلال إثارة الحروب والصراعات في العالم، وغير مهتم من أجل تحقيق غاياته تدمير المنطقة وقتل شعوبها.
No Result
View All Result