أهمية التمويل الدولي -2-

د.هاجار عبد الفتاح_

تظهر أهمية التمويل الدولي كنتيجة حتمية للعلاقات المالية والنقدية في الاقتصاد الدولي والتي يمكن تصنيفها إلى المجموعات الرئيسية:

-الحسابات المترتبة على المبادلات التجارية بشقيها الصادرات والواردات بين مختلف الدول.

-التدفقات المالية على البلدان المترتبة على الأوضاع السياسية السائدة في العالم، كتعويضات الحروب مثلاً.

ويمكن توضيح أهمية للتمويل الدولي من خلال مجرى تدفق رؤوس الأموال الدولية من الدول المانحة والدول المتلقية كما يلي:

1– أهمية التمويل الدولي بالنسبة للدول المُتلقية:

للتمويل الدولي أهمية كبيرة بالنسبة للدول المتلقية، وخاصةً النامية منها تعاني من فجوة هيكلية في التمويل، ولذا فهي بحاجة ماسّة للتمويل الدولي، من أجل تعزيز مدخراتها المحلية، وتوفير النقد الأجنبي اللازم للحصول على السلع والخدمات الإنتاجية.

كما يعتبر التمويل الدولي للكثير من الدول من أجل تحقيق العديد من الأهداف، لعل أهمها ما يلي:

1- إقامة مشروعات إنتاجية وتوسيعية وتجديد وتحديث رأس المال المستخدم، وهذا ما قد يؤدي إلى رفع معدلات النمو داخل الدولة.

2- ضمان تشغيل المشروعات الإنتاجية باسترداد مستلزمات الإنتاج.

3- دعم الاستهلاك المحلي في ظل الزيادة السكانية، خاصةً في الدول النامية، وهذا ما يؤدي إلى رفع مستويات معيشة الأفراد.

4- الحاجة إلى التوسع في الخدمات بأشكالها المختلفة والتي يعجز الاقتصاد المحلي عن تأمينها.

2– أهمية التمويل الدولي بالنسبة للدول المانحة:

من جهة نظر الدول المانحة للتمويل الخارجي، فإن هناك سيادة للأهداف والدوافع السياسية بالنسبة للتمويل المتدفق من مصادر رسمية ثنائية، ومتعددة الأطراف، وتسعى الدول المانحة إلى تحقيق أهداف عديدة منها:

1- محاولة تصريف الفوائض السلعية لديها، وزيادة صادراتها، وتشعيل جانب كبير من شركاتها الوطنية في النقل والوساطة والتأمين والمقاولات، ومكاتب الخبرة المختلفة لديها.

2- تحسين صورة الدول المانحة أمام المجتمع الدولي، وإظهارها كدولة تحارب الفقر في العالم.

3- حماية مصالح بعض القطاعات الإنتاجية.

3- أهمية التمويل الدولي على المستوى العالمي:

تكمن أهم التمويل الدولي على المستوى العالمي فيما يلي:

1- توفير السيولة المالية الدولية المطلوبة على المستوى الدولي.

2- توفير أداة مناسبة لقياس مستوى النشاط الاقتصادي في مختلف الدول عن طريق أسواق المال التي تشكل بدورها مصدراً ملائماً لتوظيف واستثمار الأموال، ومنبعاً لتمويل التجارة والاستثمار على المستوى العالمي.

3- تمويل حركة التجارة الدولية السلعية والخدمية، بحيث أن أي قصور في عملية التمويل يؤدي الى انكماش العلاقات الاقتصادية بين الدول، وهذا بدوره سيؤدي إلى تراجع القطاع الخارجي للدول.

الخلاصة:

يعبر التمويل الدولي عن آليات رؤوس الأموال من دولة إلى أخرى وفق نظام معين يتكون من خمسة عناصر رئيسية في النظام النقدي الدولي وكافة المعاملات المتعلقة بالمدفوعات الدولية والأسواق المالية الدولية وطرق الإدارة المالية الدولية وأخيراً الضرائب الدولية.

وتتبع أهمية التمويل الدولي من خلال مساعدة الدول على تحقيق أهدافها وتمويله لنشاط التجارة الخارجية، بالإضافة إلى أن لديه أهمية خاصة للدول النامية من خلال سده لفجوة التمويل الداخلية والخارجية التي تعاني منها الدول.