No Result
View All Result
المشاهدات 9
سوزان علي_
لم تكن امرأة عادية، بل كانت امرأة ثورية، ورائدة في حزب العمال الكردستاني، تصدت للذهنية السلطوية البائدة في المجتمع ودافعت عن حقوق النساء بعد انضمامها لحركة التحرر الكردستانية، وناضلت مدة ثلاثة عشر عاماً في سجن آمد أمام أساليب التعذيب المختلفة، التي كانت تمارسها سلطات الاحتلال التركي على السجناء، إنها المناضلة ساكينة جانسيز “سارة” التي استشهدت في باريس مع رفيقتيها فيدان وليلى، وكانت ككل النساء القياديات هدفاً لدولة الاحتلال التركي.
استهداف النساء القياديات جزء من سياسة الإبادة، التي تمارسها دولة الاحتلال التركي على الشعوب الكردستانية؛ بهدف إضعاف هذه الشعوب والقضاء على حركة حرية المرأة، ففي التاسع من شهر كانون الثاني من عام 2013م، استهدفت الاستخبارات التركية القيادية في حزب العمال الكردستاني ساكينة جانسيز وممثلة المؤتمر القومي الكردستاني في باريس فيدان دوغان، إلى جانب عضوة حركة الشبيبة ليلى شايلمز؛ في سياسة واضحة لاستهداف النساء وممارسة سياسة الإبادة بحقهن، في الوقت الذي سجلت السلطات الفرنسية المجزرة ضد مجهول، وأغلقت القضية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استهدفت دولة الاحتلال التركي مرة أخرى ثلاث نساء قياديات في حركة المرأة الحرة في باكور كردستان، وهن سيفي ديمير، فاطمة أويار، وباكيزة ناير وذلك في الخامس من شهر كانون الثاني من عام 2016م؛ وذلك لمنع إقامة نظام ديمقراطي في باكور كردستان.
عدم محاسبة السلطات الفرنسية لقاتل شهيدات باريس الثلاث بالرغم من مرور السنوات عليها، وإغلاق ملف القضية؛ دفعت دولة الاحتلال التركي إلى تكرار الجريمة ذاتها في باريس في الثالث والعشرين من شهر كانون الأول عام 2022م بحق أعضاء المركز الثقافي الكردي في باريس، وهم أمينة كارا، ومير برور، وعبد الرحمن كيزل؛ وأغلقت السلطات الفرنسية الملف مرة أخرى وسجلت المجزرة ضد مجهول. ففرنسا التي تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان هي بعيدة كل البعد عن ذلك؛ ذلك أن فكر الأنظمة الاستبدادية المتمثل بالفكر الرأسمالي هو الفكر ذاته، فلا تكاد فرنسا تختلف عن تركيا بشيء؛ ذلك أن تحقيق المصالح يكون من الأولويات لدى هذه الأنظمة، ولا يهمها ما يدور في العالم من أحداث وما يقع من مجازر وما يمارس من انتهاكات. وما استهداف الشهيدة ساكينة جانسيز، سوى استهداف للفكر الحر واستهداف لحركة التحرر الكردستانية، وكذلك استهداف لقيم المجتمع؛ ذلك أن الشهيدة ساكينة كانت المرأة الأولى التي انضمت إلى حزب العمال الكردستاني ولعبت دور الريادة فيه وكانت مثالاً عن المرأة المناضلة التي صمدت أمام صراع الحياة وأمام ممارسات المحتل التركي ضد الشعب الكردي وحركة التحرر الكردستانية.
نضال الشهيدة ساكينة جانسيز ورفيقاتها الناشطات في باريس فيدان دوغان وليلى شايلمز؛ فتحت الدرب أمام المئات من النساء الكردستانيات للانضمام إلى حركة التحرر الكردستانية ومقاومة الذهنية الاستبدادية في المجتمع. وما منجزات المرأة اليوم في شمال وشرق سوريا وباكور كردستان سوى ثمرة لهذا النضال.
No Result
View All Result