روناهي/ الطبقة ـ بطموح المرأة التي لا تعرف الحدود، ثابرت منى العساف لتصبح مساعدة جراح، مما جعلها تدخل غرفة العمليات وتساعد الطبيب الجراح وتتخصص في هذه المهنة.
أينما تجد المرأة تعمل، ستجد بأنها تحصل على النجاح رغم الصعوبات التي تواجهها وتتخطاها باعتمادها على ذاتها.
شغفها بمهنتها
دخلت المرأة المجال الطبي بإصرار؛ وذلك من أجل إثبات ذاتها في المجتمع بعد أن تعرفت على الغاية الإنسانية لمهنة الطب في معالجة الإنسان من الأمراض والآلام التي يصاب بها بغية شفائه، لذلك كانت المرأة تسعى جاهدةً لتطوير مهنتها في الطب والتمريض؛ وذلك بدخولها مجالات جديدة فيها؛ كمساعدة جراح في غرفة العمليات.
منى العساف إحدى النساء التي تعمل بمهنة مساعدة جراح، والتي تعتبر حكراً على الرجل وينظر إلى المرأة بأنها غير قادرة على القيام بمثل هذه المهن، وفي لقاء أجريناه مع منى والتي أكدت بأنها بدأت بالعمل في مهنة التمريض في إحدى المشافي في مدينة الرقة منذ عام 2007م، وذلك كممرضة غير مختصة بقسم معين إلى أن دخلت غرفة العمليات في عام 2009م، حيث بدأت بتجهيز المريضات لغرفة العمليات بسبب عدم وجود نساء تعمل في مهنة مساعد جراح، وذلك لتحضيرهن لإجراء العمليات اللازمة لهن، وتحديد وضعية كل عمل جراحي للمريض.
وأشارت منى إلى أن دورها في غرفة العمليات يقوم على التحضيرات للعملية الجراحية قبل دخول الطبيب إلى غرفة العمليات، وأضافت بالقول: “أرتدي اللباس الخاص بغرف العمليات المؤلف من البدلة والماسك وحذاء العمليات، وأقوم بتجهيز طاولة العمليات بالأدوات اللازمة للعملية، وبعد ذلك أقوم بتحضير المريض ووضعيته الخاصة في كل عملية، والأدوات الطبية التي تستخدم خلال العمل الجراحي، ومساعدة الطبيب أثناء العمل الجراحي”.
ويُذكر بأنه من المهام الرئيسية لمساعد الجراح؛ الانتباه للجراح ومراقبة عمله في ساحة العمل الجراحي. وإعطاءه الأدوات وتنبيه الجراح لأي شيء قد يحدث، والتوقع المسبق لما يحتاجه الجراح أثناء سير العملية الجراحية للمريض داخل غرفة العمليات.
وذكرت منى بأن المشجع لها لممارسة هذا العمل هو حب المهنة وحب مشاركتها في غرفة العمليات ومشاهدتها للمريض وهو يتعافى من آلامه التي أُصيب بها، كل ذلك عزز ثقتها بنفسها وأشعرها بحبها للعمل والتفاني فيه، وكان للأهل الفضل في تعزيز الثقة لديها من خلال تشجيعهم وتفهمهم لساعات العمل الطويلة في بعض الأحيان، أما بخصوص أنواع العمليات التي قامت بها فقد كانت متعددة ومتنوعة؛ كعمليات المرارة والفتق والقيصرية والاستئصال والعظمية ونزع الصفيحة وكسر الفخذ والفكية والبولية والحصاة والكتل.
المرأة ستنجح إن قررت
وبيّنت منى بأنها تواجه صعوبات في العمل؛ ومنها من الناحية الجسدية، وتتمثل في الوقوف لساعات طويلة، وأوجاع الرقبة ودوالي الساقين والتعب، وذكرت منى بأن أطول عملية عمِلت منى فيها؛ كانت عملية فك استمرت من 3 إلى 10 ساعات، وعن أبسط العمليات التي عملت بها هي الكتل الموضعية، وأصعب العمليات هي وجود شخص من العائلة تحت العملية ولا تستطيع مساعدته، بالإضافة لوجود اختلاطات للمريض أثناء العملية.
وفي النهاية دعت منى جميع النساء لممارسة هذه المهنة وعدم الخوف من أي شيء، وأكدت بالقول: “أن المرأة قادرة على الإنتاج والنجاح في كافة مجالات العمل إن أرادت، وأن هذه المهنة ليست حكراً على الرجال”.
