No Result
View All Result
المشاهدات 2
غفران سليمان كوسا (كاتبة سورية)
د. محمد فتحي عبد العال (كاتب وباحث مصري)
ربما يكون صحيحا ما يقولوه البعض، من أن للإنسان نصيبا من اسمه، وهذا حقيقي في حالة الفنانة “راقية إبراهيم”. وهو اسم ذاع صيته في الثلاثينات والأربعينات، وحتى مطلع الخمسينات من القرن الماضي، ولا يزال يتردد حتى يومنا هذا ليس في الساحة الفنية فحسب، ولكن على صعيد الساحة الأدبية والثقافية والسياسية أيضاً.
ولدت المصرية اليهودية “راشيل أو راحيل إبراهام ليفي” وهو الاسم الحقيقي لها عام ١٩١٩م في مدينة المنصورة، أي في فترة من فترات الحراك الشعبي المصري العظيم الذي انخرطت فيه كافة الطوائف المسلمة والمسيحية واليهودية طلبا للاستقلال. تعلمت في المدارس الفرنسية ثم التحقت بكلية الآداب بالجامعة المصرية.
كان ظهورها الأول بالسينما في فيلم “ليلى بنت الصحراء” مع بهيجة حافظ عام ١٩٣٧ م وهو الفيلم الأضخم من حيث التكلفة ومن حيث التغطية الإعلامية، التي صاحبته حيث عرض في مهرجان برلين الدولي كأول فيلم عربي ناطق وحصل على جائزة ذهبية.
ومن بعدها توالت أدوارها ومن أشهرها فيلم “سلامة في خير” مع نجيب الريحاني عام ١٩٣٧م وفيلم “رصاصة في القلب” عام ١٩٤٤م مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، و”أرض النيل”١٩٤٦م و”ملاك الرحمة”١٩٤٦م.
يبدو أن راقية كانت متصالحة مع كونها فنانة ثقيلة الظل لا تصلح إلا لأدوار الشر، ولا ترتقي للبطولة المطلقة. لكنها بهدوئها ولباقتها وثقافتها وبعدها عن صخب خلافات الفن وشائعاته؛ استطاعت أن تشق طريقها في عالم الصحافة أيضاً، وأن تجري لقاءات مع عدد من الشخصيات الهامة ومنها لقائها الشهير مع أستاذها بكلية الآداب الدكتور طه حسين. لكن دنيا الشائعات التي خاصمتها طوعا، وهي في القمة أبت إلا وأن تطاردها رغما عنها بعد أن اختارت الانزواء.
اتهمتها عدد من الصحف المصرية في أوائل الألفيات بأنها ضالعة في اغتيال عالمة الذرة المصرية “سميرة موسى” في آب عام ١٩٥٢ م بالتعاون مع الموساد، وهو الأمر الذي لا دليل عليه كما أن الثابت أن راقية إبراهيم زارت الولايات المتحدة في كانون الأول ١٩٥٢ م في رحلة علاجية من “التليف الكبدي” أي بعد وفاة سميرة موسى بعدة شهور، ولم ترحل عن مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم، إلا عام ١٩٥٧م بعد انفصالها عن زوجها مهندس الصوت “مصطفى والي” وقد وقعت على وثيقة الطلاق في السفارة المصرية بباريس، وهي ضمن كثير من اليهود المصريين، الذين تركوا مصر بعد ما ضاق عليهم الحال في مصر إثر العدوان الثلاثي على مصر في هذه الفترة، وما تلاه من نظرة عدائية تجاههم.
رحلت راقية إبراهيم مع من رحلوا ولم يثر أي شيء حولها في هذه الآونة، كما لم يصدر عنها أي تصريحات عدائية تجاه مصر، بل إنها وهي تمثل مصر في مهرجان برلين الدولي في حزيران ١٩٥٢ م عن دورها في فيلم زينب (قصته مأخوذة عن رواية زينب لمحمد حسين هيكل، وسبقه فيلم صامت بالاسم نفسه مثلته بهيجة حافظ) كانت فخورة برفع علم مصر ودموعها تنهمر، وهي تسمع اسمها يتردد على كل لسان، وهذا بحسب رسالة منها للمخرج محمد كريم؛ ما يفند منطقيا المزاعم حول عملها لصالح الكيان الإسرائيلي في الأمم المتحدة كما أن صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” في حزيران ٢٠٢١ م حينما احتفت بذكرى ميلادها لم تشر إليها بأكثر من كونها “من مشاهير اليهود المصريين في الساحة الفنية والثقافية” ولو كانت مزاعم تعاونها مع الموساد حقيقية لكانت إسرائيل الأولى بإعلانها والفخر بدورها المبكر في دعم دولتهم الغاصبة.
من المزاعم الأخرى التي طالت راقية إبراهيم في الألفيات أيضاً هو أن شقيقتها هي “نجمة إبراهيم” وبدأت مقارنات بين دور نجمة إبراهيم البطولي في الساحة المصرية مقارنة بغدر راقية إبراهيم وتنكرها لكرم مصر معها، والحقيقة أن كتاب هذه المزاعم لو كلفوا أنفسهم مشقة بحث بسيط على “جوجل” لوجدوا أن الاسم الحقيقي لنجمة إبراهيم هو “بوليني أوديون” وأنها من مواليد القاهرة ودرست في مدرسة الليسية، ولم تكمل تعليمها ومن أشهر أدوارها دور “ريا” في فيلم “ريا وسكينة” ١٩٥٣م وأشهرت إسلامها، ولا صلة لها براقية إبراهيم.
No Result
View All Result