No Result
View All Result
المشاهدات 0
هيفيدار خالد_
بتاريخ العاشر من تشرين الأول من العام الحالي انطلقت حملة عالمية “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”، من قِبل أكاديميين وصحفيين ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب سياسية وبرلمانيين وناشطين مناضلين من أجل حقوق الإنسان، وفلاسفة وحائزين على جوائز نوبل للسلام وممثلين للتنظيمات النسائية والشعوب المحلية من جميع أنحاء العالم.
الحملة العالمية التي انطلقت بقراءة بيان بمدينة ستراسبورغ الفرنسية تلتها قراءة بيانات في 74 مدينة حول العالم، والرقم 74 يرمز إلى السن الذي بلغه القائد عبد الله أوجلان، وإلى جانب الدول الأوروبية، تمت قراءة بيان التضامن مع الحملة في دول مثل بنغلادش، وباكستان، وطوكيو واليابان، والهند، وكينيا، وأفريقيا الجنوبية، وأمريكا اللاتينية وعشرات المراكز الأخرى حول العالم، لتلقى تلك الحملة ترحيباً واسعاً من قبل جميع فئات المجتمع، بمشاركة كتّاب ومثقفين وإعلاميين وصحافيين ونقابات شبابية وتنظيمات نسوية وشخصيات مؤثرة وبارزة في المجتمعات الغربية والعربية والإفريقية، عبّروا عن تضامنهم ودعمهم للقائد أوجلان وخوض غمار النضال من أجل تحقيق حريته.
منذ انطلاق الحملة العالمية “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية” نُظِّمَت نشاطات وفعاليات متعددة وأُقيمت ندوات ومنتديات وملتقيات حوارية، تمحورت حول نهج القائد عبد الله أوجلان وفكره وفلسفته النيّرة الداعية إلى النضال من أجل تحقيق نظام ديمقراطي يحقق الأمن والحرية لجميع الشعوب المضطهدة في العالم، وخلاص الإنسانية جمعاء من سياسات النظام الرأسمالي العالمي المهيمن، الذي لم يعرف حدوداً للقمع والاستغلال، فبات مصدراً لتوليد الأزمات وتأجيج الصراعات وتعقيد النزاعات، بالإضافة إلى خلق أزمات بنيوية في المجتمعات الإنسانية، وإبقائها في حالة اضطراب متواصل حتى الانهيار الكامل، كما استهدفت الحملة العالمية التي لاقت صدىً عالياً في الأرجاء، تسليط الضوء على سياسات العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، والتأكيد على ضرورة تحقيق الحرية الجسدية له في أقربِ وقت، وذلك بهدف ضمه في مرحلة حوار متجددة، لإيجاد حل سياسي وعادل للقضية الكردية.
وفي إطار حملة “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”، نظم أصدقاء الكُرد بتاريخ العاشر من كانون الأول الجاري حملة تحت عنوان “أيام قراءة كتب عبد الله أوجلان” والتي ستستمر لغاية الرابع عشر من الشهر نفسه، في العديد من المراكز الدولية، أبرزها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وفيها تتم قراءة كتب القائد أوجلان بـ 16 لغة، كما تتم قراءة أجزاء من مرافعاته، ومناقشة أفكاره والمطالبة بحريته الجسدية فوراً.
قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان واتخاذ بعض المجموعات المشاركة في الحملة “حوار مع أوجلان”، عنواناً لمحاضراتها ومناقشاتهما، عُدّت خطوة فاعلة ومبادرة قيّمة، لذلك لا بد من الترحيب بها وتوسيع رقعتها والتأكيد على تطبيقها والعمل بها، وخاصةً أن قراءة ومناقشة أفكار القائد أوجلان والنضال والكفاح من أجل تطبيقها في الحياة، مهمة جميع دُعاة الإنسانية وجميع المعارضين لسياسات النظام العالمي القائم على الظلم واستغلال دماء الشعوب المظلومة، خدمةً لديمومة نظامه الاستبدادي الفاسد الذي يرى في الإنسان والفرد الحر خطراً على أيديولوجيته الإقصائية، هذه الحملة واللفتة الرائعة في التعمق في كتب القائد عبد الله أوجلان ومن ثم الدخول في حوار بنّاء حول أفكاره، ألهمت قلوب جميع المثقفين والناشطين والإعلاميين ومناصري حقوق الإنسان وقضايا الحرية وحرية الرأي والتعبير، وخاصةً النساء وهذا ما ظهر جلياً عبر مشاركتهن الواسعة في حملة الحرية، فمنذ بدايتها وهنَّ يعملنَ على قدمٍ وساق على أمل أن تحقق الحملة أهدافها المنشودة.
فكر القائد أوجلان انتشر اليوم بين كافة شعوب العالم، إلا أن الأنظمة الإمبريالية ما زالت ملازمةً الصمت متخذةً من نظرية القردة الثلاثة أساساً لها “لا أرى، لا أسمع، ولا أتكلم” حيال سياسة التعذيب والعزلة التي فُرضت على القائد، حرصاً على مصالحها وخدمةً لأجنداتها الخاصة.
فلسفة القائد أوجلان تضم أسساً ومبادئ وأطروحات حقيقية لحل كافة الأزمات التي استعصت على الأنظمة الدولية والعالم برمته، فدون مرافعاته التي دوّنها في معتقله بإمرالي، تحت اسم “مانفيستو الحضارة الديمقراطية” بأجزائها الخمسة، لا حلول ديمقراطية جذرية تخلّص المنطقة من جميع الصراعات العرقية والطائفية والمذهبية والعنصرية، فمشروعه الديمقراطي بات المسار والحل الأمثل لكافة الأزمات العالقة في الشرق الأوسط، وها هي اليوم دول كبرى قائمة منذ زمن تقف مذهولة أمام ما تم إنجازه في تلك البقعة الجغرافية شمال وشرق سوريا، عندما اتخذت من مشروع القائد مساراً ومنهجاً لها.
فالصراعات والأزمات السياسية التي تشهدها اليوم دول مثل السودان وفلسطين وسوريا إنما يكمن حلها في مشروع الأمة الديمقراطية، الذي صاغه القائد عبد الله أوجلان عبر الدعوة إلى المساواة، وإشراك جميع المكونات والفئات الموجودة في هذه الدول في مراكز صنع القرار دون إقصاء أي مكون، وهو الحل الصحيح والمنطقي الذي يفرض نفسه في هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم فوضى لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في منطقة الشرق الأوسط.
ويصف القائد عبد الله أوجلان في مرافعاته الأخيرة النظام الحالي بالشكل التالي “النظامُ السائدُ لا يَمنَحُك ولو بصيصَ أَمَل، ولا يَعتَبِرُكَ إنساناً، ولا يَأبَهُ حتى بأبسطِ قضايا الهوية، ولا يستطيعُ حلَّها؛ فما عليكَ عَمَله كإنسان، هو معرفةُ ربطِ آمالك واحترامِكَ لنفسك بكفاءةِ إنشاءِ نظامِك الخاص. وإلا، فما يَنتَظرُك على مائدةِ الذئاب، ليس بقايا العِظام، بل قد تَكُونُ أنتَ الفريسةَ بذاتِها.”
ومع كل ذلك، تمارس اليوم أبشع الانتهاكات والجرائم اللا إنسانية بحق القائد أوجلان، بعد أن غُيّب عن الرأي العام، ومُنع حتى من لقاء أقاربه أو محاميه منذ سبعة أعوام، في انتهاك صارخ من قبل سلطة العدالة والتنمية الحاكمة للقوانين والأعراف الدولية، إذ عملت على تشديد وفرض “العقوبات الانضباطية” بحق القائد عبد الله أوجلان بهدف عزل أفكاره عن العالم الخارجي بشكلٍ كامل.
ينتفض الشعب الكردي اليوم في أجزاء كردستان الأربعة وفي السجون وساحات أوروبا، وخاصةً النساء والأمهات الكرديات، من أجل انتصار الحملة العالمية التي أطلقها أصدقاء الشعب الكردي في 10 تشرين الأول الماضي، وسط يقين تام بأن الشعب الكردي قادر بنضاله وكفاحه على تحقيق الحرية لقائده والالتفاف حول أيديولوجيته وقضيتهم العادلة أكثر من أي وقت مضى.
القائد عبد الله أوجلان معتقل منذ 24 عاماً، وتُفرض عليه عزلة مُطلقة منذ قرابة ثلاثة أعوام، في محاولة لكسر إرادة الشعب الكردي، لكن بانتصار حملة 10 تشرين الأول واستمرار المناضلين الأحرار في الدفاع عن قضايا شعوبهم، تهاوت تلك السياسات وآن لها السقوط، لذلك لا بد من تحطيم العزلة والقيود المفروضة على القائد أوجلان، والعمل من أجل إيصال قضية شعبٍ عادلة إلى العالم أجمع. وليعمّ السلام وتلتقي جميع القلوب النابضة بالحرية معاً في أرض الحضارات العريقة ومهد الإنسانية الشرق الأوسط
No Result
View All Result