No Result
View All Result
المشاهدات 0
لم تتوقع العداءة اللبنانية عزيزة سبيتي يوماً أنها قد تحل في مرحلة ما من مسيرتها الرياضية ضمن لائحة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، التي تضم 100 امرأة الأكثر تأثيراً وإلهاماً في العالم لعام 2023، إذ قادها شغفها دوماً في مجال الرياضة من دون أن تفكر بنتيجة أو هدف، حتى إن النجاح لم يشكل هاجساً لها.
تصف عزيزة اللحظة المؤثرة الأجمل في حياتها، التي اكتشفت فيها أن اسمها موجود إلى جانب نساء ملهمات، أمثال ميشيل أوباما، وأمل كلوني، وحاملة الكرة الذهبية بكرة القدم الإسبانية إيتانا بونماتي، والعداءة البريطانية بيناكا وليامس.
وبفضل عشقها للرياضة، استطاعت أن تصل إلى العالمية وترفع علم لبنان بفخر في المحافل الدولية، محققة النجاح تلو الآخر، إلا أن الطريق الذي سلكته لم يكن مزيناً بالورد دوماً.
بيئة داعمة وتنمر
بداية عزيزة سبيتي في عالم الرياضة كانت في الطفولة، كما بالنسبة إلى أي رياضي يغوص في هذا المجال، فكانت طفلة مفعمة بالطاقة والنشاط وتعشق الرياضة على اختلاف أنواعها، فلم تكتشف عشقها لها بين ليلة وضحاها، وإذ تعيد سر النجاح فيها إلى الشغف، تعتبر في حديثها أن وجود البيئة الداعمة والمدرسة التي اكتشفت قدراتها ووجّهتها في هذا الاتجاه كانا حافزاً مهماً لها، وأنها فرصة قد لا تسنح للكل.
لكن على الرغم من قدراتها الفائقة التي ظهرت في سرعة الركض، كانت حريصة على التركيز أولاً على رياضة كرة السلة، فاللعب ضمن مجموعة كان هدفاً لها وسلاحاً أرادت أن تستخدمه لتتخطى ما كانت تواجهه من تنمر في المدرسة، فهي ابنة لأب لبناني وأم ليبيرية، وتقول إنها تعرضت للتنمر في طفولتها حتى كادت تصاب بحال من اليأس والاكتئاب.
لكن سرعان ما حوّلت ضعفها إلى قوة، وتخطت هذه الحال بفضل الرياضة، وكان هذا السبب الرئيس وراء لجوئها إلى رياضة كرة السلة لأنها تقتضي اللعب ضمن فريق، فكان هذا السلاح الذي سمح لها بالاعتماد على نقطة قوة تتمتع بها لتندمج في مجتمع لم يحتضنها أولاً كفتاة ذات بشرة داكنة.
نجاحات متكررة
شاركت عزيزة في بطولات عربية أولاً، وحازت ميداليات ذهبية عدة قبل أن تشارك في بطولة لبنان وتنضم إلى المنتخب اللبناني، وإذ كانت تعرف جيداً إمكاناتها الفائقة في مجال الركض السريع بفضل مدربيها وكل من وجّهها في هذا المجال، تحولت هذه الرياضة إلى جزء لا يتجزأ من نمط حياتها، فهي تعتمد على نظام غذائي خاص ونمط حياة صحي في النوم وفي التدريب الرياضي.
وعلى رغم اختيارها تخصصاً جامعياً في مجال مختلف هو إدارة الأعمال، حرصت دوماً على التوفيق ما بين تخصصها هذا وشغفها للرياضة لتحقق هذه النجاحات وتثبت ذاتها، واستطاعت أن تكسر الرقم القياسي للمرة الأولى في مسافة الـ 100 متر بعمر 26 سنة ضمن بطولة غرب آسيا في الأردن.
بعد النجاحات المتتالية، التي حققتها، انضمت إلى نادي “Let’s Run” الذي تحول إلى راعٍ لمبارياتها وداعم لها، إضافة إلى نوادٍ أخرى راعية تؤمن لها كل ما يلزم لنمط الحياة الصحي الذي تحتاج إليه كرياضية وعداءة.
لائحة “بي بي سي”
أما دخولها في لائحة “بي بي سي” بين 100 امرأة أكثر تأثيراً في العالم، فحصل لاعتبارها أسرع عداءة في تاريخ لبنان وتحمل الرقم القياسي اللبناني لسباقي الـ 60 متراً والـ 100 متر، إضافة إلى نجاحات عالمية حققتها، علماً أن اختيارها كان بصورة مفاجئة، ولم تكن على علم به، إذ تواصلت معها الجهات المعنية للحصول على صورها وسيرتها الذاتية، لكنها لم تتوقع بعدها أن تجد بالفعل اسمها في هذه اللائحة، فكانت لحظة مؤثرة للغاية انهمرت دموعها خلالها، وفق ما أكدت، حين علمت بأنها وصلت إلى هذا المستوى من النجاح العالمي.
حلمها اليوم هو المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس لتمثل لبنان ضمنها، لذلك تتدرب حالياً وفق المعايير المطلوبة لتنجح في هذه الخطوة، لا سيما أن هناك معايير معينة لاختيار شخص واحد من الذكور والإناث من لبنان في رياضة الركض السريع، لذلك لا تنكر أن التحدي صعب وتخصص كل جهودها لتحقيق هذا الهدف.
تحديات وضغوط
حياة عزيزة قد تكون مليئة بالتحديات والتوتر والضغوط وهذه حال المنافسة في الرياضة على رغم فوائدها الكثيرة، فمع كل خطوة تحققها تسعى إلى إنجاز نجاحات أكثر، وقد تفشل أحياناً وتصاب بالخيبة، ويحصل ذلك مراراً، وبعدها يُطلب منها أن تنهض مجدداً وتكرر المسار نفسه بمزيد من الاندفاع والقوة.
“هذا النوع من التوتر ليس سهلاً، وقد ينعكس سلباً على الحال النفسية أحياناً، وهذا ما حصل معي في تجارب عدة، ولو لم يكن لدي هذا الشغف كله لما وصلت إلى هنا، وفي الوقت نفسه أعرف أن الرياضة أعطتني كل شيء، وإن كنت قد تخليت عن أمور كثيرة من أجلها، حتى إني بفضلها حللت في لائحة بي بي سي للنساء الأكثر تأثيراً في العالم”.
وأوضحت: “لولا الرياضة لما أوجدت هويتي وكياني، ولما كنت على ما أنا عليه اليوم، حتى إنها فتحت لي الباب لأكتشف ثقافات متعددة وحضارات في مختلف الدول التي زرتها، بدلاً من أن أحدّ نفسي في مجال معين، لذلك يمكنني القول إن الرياضة أعطتني كل شيء ولم تأخذ شيئاً مني”.
وكالات
No Result
View All Result