No Result
View All Result
المشاهدات 2
قامشلو/ دعاء يوسف ـ
بين المأمول والمطالب، وتعانق القديم والجديد، تجاوز مهرجان الشهيد هركول للكتاب التحديات والصعوبات، مزيناً مدينة قامشلو لأربعة أيام متتالية، بآلاف الكتب المتنوعة، مختتماً دورته السابعة، في مسعى مستمر لتقديم الأفضل.
تحت شعار “القراءة نور”، احتضنت قامشلو فعاليات الدورة السابعة من معرض الشهيد “هركول” للكتاب، والذي نُظمته هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا وبالتعاون مع هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، واستمر أربعة أيام من تاريخ 28تشرين الأول، لغاية31 تشرين الأول.
حيث يُقام معرض الشهيد “هركول” للكتاب، كل عام منذ سبع سنوات، بهدف تطوير، ونشر ثقافة القراءة بين المجتمع، ويعدُّ المعرض مناسبة للقاء المثقفين والكتّاب، وتوافد الكتب من مختلف البلدان، فأحياناً يتم نشر، أو طباعة كتب في دول أخرى خارج سوريا، ويصعب جلب الكتب من الخارج، إلا أنها ستكون متواجدة في أروقة المعرض.
مشاركة دولية في معرض هركول
معرض الشهيد هركول هذا العام قد وسع دائرة مشاركاته، فطغى الطابع الدولي على أجواء المعرض، فقد قاربت نسبة دور النشر المشاركة من خارج سوريا 75%، وقد تعددت دور النشر المشاركة في المعرض من الإمارات، ومصر، والكويت، بالإضافة إلى بلجيكيا، وإيطاليا، ولبنان، وقد بلغ عدد دور النشر المُشاركة 60 داراً للنشر.
فيما بلغ عدد الكتب المعروضة 140 ألف كتاب، فقد تفوقت عما عرض في العام السابق، والتي كان عددها 130 ألف كتاب، أما العناوين فقد زادت عن السنة الماضية لتصل إلى 14200عنوان، وقد تنوعت باللغات “الكردية، والعربية، والسريانية، والفارسية، والأرمنية، والتركية”، حيث شملت اللغات المتداولة كافة في المنطقة، إضافةً إلى مؤلفات باللغتين الفرنسية، والإنجليزية.
وتنوعت الكتب المعروضة في المعرض، للفكر، والأدب، والكتب الطبيّة، وكتب مختصة بقواعد اللغة الكردية، والعربية، واللغات الأخرى أيضاً، إضافةً للرواية، والقصة، والمسرح، والشعر، وكتب الدراسات، والأبحاث، وكتب ومجلات للأطفال، ومعاجم اللغات المختصة، وكتب باللهجة الصورانية، فيما كان هناك جناحان خاصان بالمرأة لهذا العام، وقد شاركت مجلات عدة لأوّل مرة في مهرجان الشهيد “هركول” للكتاب، كـ “مجلة مزكين، ومجلة آفاق المرأة”.

الأسعار حائل بين القارئ والكتاب
تجول العديد من الزوار في ردهات معرض الشهيد هركول للكتاب بدورته السابعة، على مدار أيام أقامته، متصفحين الكتب تارة، وقارئين لها في أروقة المعرض تارة أخرى، وحينما يعلمون الأسعار المرتفعة يعيدونها إلى أماكنها، فالكثير ممن جذبتهم الكتب، نفر من أسعارها؛ إذ إن الكثير منها يُباع بالدولار الأمريكي، فيما تراوحت أسعار الكتب بين دولارين أمريكيين إلى أكثر من 100 دولارٍ أمريكي! وهي تفوق قدرة القارئ؛ وتختلف أسعار الكتب حسب المحتوى، ومكان النشر، وحجم الكتاب.
ما لفت النظر في المعرض هذا العام تهافت الطلاب، والفئة الشابة لاقتناء الكتب أو قراءتها، وقد لوحظ أن أروقة المعرض والعديد من الأقسام قد اكتظت بالقراء الذين يتصفحون الكتب، فالمعرض هذا العام كان فسحة للقراءة أيضاً، وتبادل الخبرات بين الكتاب، والمثقفين، والفئة الشابة.
فبالرغم من أن رواد المعرض كانوا يتهافتون بأعداد كبيرة في فترات محددة، لم يستطع العديد منهم اقتناء الكتب هذا العام، وقد وصفوا الأسعار “بالخيالية”، مبينين أن المعرض بهذه الأسعار المرتفعة سيتحول إلى مكان لزيارة الكتب، وساحة تجوال للزائرين.
“أصبحت الأسعار حاجزاً بيننا، وبين اقتناء كتب جديدة” بهذه الكلمات عبرت “جين شيخي” أحد زائرات المعرض عن استيائها من أسعار الكتب، وهي تعيد الكتاب الذي تمسكه، بعد أن علمت سعره تجاوز 20 دولاراً أمريكياً، بعد الحسم!
فيما بين أصحاب دور النشر: أن الإقبال على شراء الكتب لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وإن الكتب التي تباع بالدولار، تأتي من دول الخارج، وهناك أجور نقل تضاف لأسعارها، في حين أنّ الكتب من عموم سوريا، تباع بالعملة السورية، إلا أن أسعارها مازالت تفوق قدرة المشترين أيضا.
كما عملت أيضاً دور النشر على تشجيع الفئة الشابة على القراءة، ولاسيما الطلاب الذين لا يملكون قدرة على شراء الكتب، فخصمت دار شلير الكتب لهم بنسبة 70%، كما فعلت العديد من دور النشر، التي شاركت بحسومات متفاوتة، بالمقابل، هناك خصم بنسبة 50 بالمائة للأشخاص الزائرين للمعرض، في محاولة لمراعاة ظروفهم المادية.
وعن ارتفاع سعر الكتاب، بينوا أن “طباعة الكتب مكلفة”، وهذا العام عملت الجهة المنظمة على دعم دور النشر والقرّاء معاً، وذلك بتوزيع بطاقات مدفوعة الثمن لشراء الكتب، فقد وزعت 400 بطاقة مسبقة الدفع على طلاب الجامعة، أتاحت لهم اقتناء كتاب أو كتابين.

“لم تكن المدة والفعاليات كافية”
تميز معرض هركول للكتاب بدورته السابعة، بازدياد أجنحة المرأة، حيث كان هناك جناحان خاصان بالمرأة “آفاق المرأة، وجنولوجي (علم المرأة)”، فيما ازدادت الكتب المخصصة للأطفال ومنها “مجلة مزكين” التي شاركت للمرة الأولى هذا العام، وقد زار الأطفال المعرض بكثرة، فيما كان زوار المعرض أكثر من العام الماضي.
وقد بين عضو اللجنة التحضيرية عبود مخصو، أن الصالة كانت صغيرة هذا العام بسبب ازدياد دور النشر المشاركة، وعدد الكتب، وقد لا تكفي العام القادم، مبيناً أن المعرض قد لاقى حضوراً مبهراً في أيامه الأخيرة، كما لاقى أقبالاً كبيراً من الفئة الشابة وطلاب المدارس والجامعات: “فما ميز المعرض هذا العام هم الفئة الشابة المقبلة على القراءة، والمطالعة”.
يعد الكتاب، والقراء، والمثقفين أن “المعرض فرصة لقاء للمثقفين، وللكتاب، وتوفير الكتب من مختلف البلدان”، بالإضافة لطباعة وعرض كتب جديدة من النتاج المحلي للمثقفين، وتوقيع هذه الإصدارات يحفز الكتاب على إنتاج المزيد. لكن الذي يجعل للمعرض نكهة مميزة وجود كتاب وباحثين، ومثقفين قد أفنوا حياتهم من أجل جمع وكتابة ثقافات شعوبهم المختلفة.
فيما كانت المدة المخصصة لمعرض الشهيد هركول بدورته السابعة غير كافية، فيجد الكثير من زواره أنها مدة قليلة، هذا وتأجل تنظيم المعرض بنسخته السابعة بسبب هجمات الاحتلال التركي على المنطقة، واختصر زمن المعرض لأربعة أيام بدل ثمانية، وهذه المدة لم تسمح للكثيرين بزيارته، فالمعرض يعد مهرجاناً سنوياً للكتاب، والقراء، والمثقفين، ينتظرون قدومه كل عام، لاقتناء كتب جديدة ومميزة.
ولم يتخلل المعرض فعاليات ثقافية، واقتصر على توقيعات لعدة إصدارات جديدة، بلغ عددها 15 كتاباً، ففي السنوات الماضية كانت الفعاليات المسائية تزين وتثري جو المعرض بالعروض والفعاليات الأدبية والندوات الشعرية، والمحاضرات، والفقرات الغنائية التي تجذب محبي الأدب والثقافة والفن، وقد غابت هذا العام عن أروقة المعرض، وذلك لضيق الوقت، حسب اللجنة التحضيرية.
وفي ختام المعرض كُرمت والدة الشهيد “حسين شاويش ـ هركول”، كما تم توزيع 34 درع تكريم على دور النشر، والمكتبات، والاتحادات، والمؤسسات الثقافية المحلية، المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى تقديم جائزة أفضل قارئ استلمتها “ليلاف قجو”، إلى جانب منح “ملا علي رسول” جائزة أفضل زائر.

No Result
View All Result