بروح المقاومة يُنظمنَ نساء الشهباء أنفسهن

قالت عضوة تنسيقية مؤتمر ستار في مخيم المقاومة (برخدان) ليلى إيبش بأن النساء اللاتي تهجّرنَ من عفرين من بطش واعتداءات الجماعات المسلحة إلى الشهباء، بدأن بتنظيم أنفسهن خلال فترة قصيرة، وأنهن لم ولن يستسلمن.

بعد دخول جيش الإحتلال التركي والجماعات المرتزقة التابعة له إلى مدينة عفرين واحتلالها، وتهجير أهالي عفرين إلى الشهباء، واصلنَ مقاومتهن في المخيمات وقرى الشهباء.

وبهذا الصدد تحدثت عضوة تنسيقية مؤتمر ستار في مخيم المقاومة في الشهباء ليلى إيبش عن مقاومة نساء عفرين في المخيمات وقرى الشهباء، قائلةً: “لأنهن منظمات بشكلٍ جيد لم يتشتتن كباقي النساء السوريات”، وذكرت أيضاً بأن النساء السوريات تلقيّنَ الويلات في المخيمات ومورست بحقهن شتى وسائل القمع والتصرفات غير المقبولة، وأن النساء في غربي سوريا كان وضعهن مختلفاً تماماً.

وأوضحت ليلى بالقول: “كانت نساء غربي سوريا منظمات ويعلمن الحقيقة جيداً، وكن يعلمن مدى قوتهن أيضاً، ولاشك أنهن وصلن إلى هذه المرحلة من الوعي بفكر وفلسفة القائد أوجلان، ففلسفة القائد أوجلان دعمتنا كثيراً وجعلتنا ندرك مدى قدرتنا على تنظيم أنفسنا، وعلمتنا أن المجتمع لن يكون حراً ما لم تتحرر المرأة”.

نساء عفرين صامدات

وقالت ليلى في ذكرها نساء عفرين بالقول: “خرجنا من عفرين وتوجهنا إلى هنا، كغالبية نساء سوريا كنا سنتعرض للتشتت والضياع لولا تنظيمنا القوي، الذي جعلنا مع وحدتنا نلملم شملنا من جديد، ونحمي أنفسنا من الضياع”.

لم يكن الخروج من عفرين سهلاً

وأشارت ليلى بأن الخروج من عفرين لم يكن بالأمر السهل، وذكرت بأن هذا الألم يبدو جلياً على وجوه نساء عفرين وأطفالها.

وتابعت بالقول: “عندما ينظر المرء إلى الوراء ويرى كيف تباح أرضه وتنهب أمواله وتسلب منه مدينته يشعر أن أرضه تناديه وتدعوه للتمسك بها، وحينها يكون الألم في أعلى مستوياته”.

النساء في الشهباء لم يتعبن بعد

وذكرت ليلى أنهن ومع وصول أول القوافل إلى الشهباء بدأن بتنظيم أنفسهن، وأنهن بدأن بوضع نظام لأنفسهن، مشيرةً بأن تنظيم المرأة وحمايتها كان أول المهام في الشهباء.

وأضافت بأنه عندما نقوم بحماية المرأة حينها نقوم بحماية المجتمع برمته، لاشك أن النساء تلقيّنَ الويلات وعاصرن الكثير من الألم في قلوبهن، لكننا كنا دوماً بجانبهن ونحاول التخفيف من معاناتهن وآلامهن.

تنظيم المرأة في الشهباء

وأوضحت ليلى بأن أولى الأولويات حالياً هو العمل على تعليم وتدريب المرأة، وقالت: “إن المرأة التي تتعلم تصبح أكثر وعياً وأكثر فهماً لواقعها وحقيقتها، وحينها سيكون باستطاعتها حماية نفسها بشكلٍ أفضل، وبينت بأنهن قمنَ بداية الأمر بتشكيل الكومينات وضمن هذه الكومينات لجان الحماية، اللجان العدلية، التعليم وغيرها، ولفتت بأنهن من ثم بدأن بالتعليم.

وأكدت ليلى “أن ما يسعى إليه عدونا هو تشتيت شملنا وتهجيرنا حتى من مخيماتنا، لهذا فنحن نحاول أن نكون في المخيمات أكثر تنظيماً ووحدةً، وكلما كنا أقوياء ومنظمين كان عدونا أضعف”.

واختتمت عضوة تنسيقية مؤتمر ستار ليلى إيبش حديثها قائلةً: “إننا لن نتخلى عن تنظيمنا وليكن ما يكون، سنحاول دوماً أن نتقرب من النساء وننظمهن، وإن تمكننا من ذلك سنتمكن من تحرير النساء في عفرين من بطش الاحتلال التركي وأعوانه”.