حنان عثمان: في حرية القائد أوجلان حلول لأزمات الشرق الأوسط

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أشارت ممثلة مؤتمر ستار ونائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان “حنان عثمان”، إلى أن النساء يشعرنَ بحالة من القلق والخوف بشأن صحة وسلامة القائد عبد الله أوجلان، وأنه من الواجب إنهاء هذه العزلة، وتحقيق حريته الجسدية، وتمكينه من ممارسة دوره السياسي، لأنه يمثل مفتاح الحل للقضية الكردية، وقد أتضح هذا الحل بمقاومته التاريخية الداعية إلى إرساء السلام، وأخوة الشعوب في المنطقة.

للحملة العالمية المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان “الحرية لعبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية” أهمية كبيرة، لأن حريته السبيل إلى إحلال السلام في المنطقة وحل القضية الكردية حلا عادلا.

هذا وقد أطلقت النقابات العالمية والأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في 74 مدينة حول العالم، في العاشر من تشرين الأول الجاري؛ حملة لحرية القائد عبد الله أوجلان، وهي حملة عالمية، هدفها الأساسي المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

ولاقت هذه الحملة تضامناً واسعاً في الأوسط العالمية والإقليمية، والتي عليها بدأت الفعاليات التضامنية للحملة في عموم دول العالم.

فكر القائد مفتاح حل لأزمات الشرق الأوسط

وفي السياق، تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع ممثلة مؤتمر ستار ونائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان “حنان عثمان” وقد استهلت حديثها: “كان المفكر الكردي عبد الله أوجلان من أوائل المفكرين، الذين حللوا واقع الشرق الأوسط والعالم، واستطاع من خلال رؤيته الثاقبة وتعمقه التاريخي أن يرى مسبقاً ما ستؤول إليه الأحداث والوقائع والمستجدات، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط”.

وأضافت: “حيث نشهد اليوم حرباً عالمية ثالثة تدور رحاها في الشرق الأوسط، إما بشكل مباشر أو بالوكالة، وتستخدم فيها الأسلحة الفتاكة، والمحظورة دولياً ضد الشعوب بأكملها؛ بهدف الإبادة الجماعية، ذلك أن الدول القومية التي تتطلع إلى الحفاظ على وجودها وتماسكها وزيادة تمددها وتوسعها، عادةً ما تكون بحاجة إلى الحروب الجنونية لإطالة عمرها وبسط نفوذها، وما يقوم به أردوغان وحكومته الفاشية ضد إرادة شعوب المنطقة عموماً، وضد الشعب الكردي خصوصاً، إنما تتشابه تماماً مع ما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.

وأردفت: “بالمقابل، رأى القائد عبد الله أوجلان أهمية التغلب على الحروب والنزاعات المسلحة، من خلال بناء مشروع يستند إلى رؤية “الأمة الديمقراطية”، و”الكونفدرالية الديمقراطية”، وباتت الرؤية التي طورها مصدر إلهام للمضطهدين والشعوب والنساء والشبيبة، ولكل الذين يبحثون عن الحرية”.

فكر القائد هو طريق إرساء السلام والأمان 

وأكدت في حديثها: “قامت العديد من القوى الثورية والاشتراكية واليسارية، وكذلك المثقفون والأكاديميون في أجزاء كثيرة من العالم، بدراسة تحليلات القائد عبد الله أوجلان، لأنها رؤية متقدمة وفيها طرق لإيجاد الحلول البديلة والجذرية”.

وأشارت إلى أن القائد عبد الله أوجلان يمثل شعباً بأكمله، ويطرح مشروع حل للقضايا العالقة في الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الكردية والقضية الفلسطينية: “لهذا نرى التفافاً كبيراً، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي العالم أيضاً، حول قضية حرية القائد أوجلان؛ وذلك لنجاح فكره الديمقراطي، وفلسفته العميقة، والأطروحات الإنسانية التي فيها حل للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية، أن القائد عبد الله أوجلان يعد مانديلا الشرق؛ لأنه دفع سنوات عمره وحريته ثمناً لما يؤمن به في سبيل حرية الشعوب”.

وبينت حنان: “ربع قرن والقائد أوجلان معتقل في سجن انفرادي بجزيرة إمرالي، وتفرض عليه أشد أنواع التعذيب والانتهاكات والممارسات اللاإنسانية والعزلة المطلقة عن العالم الخارجي”.

وتابعت: “كما هو معلوم، انطلقت في العاشر من تشرين الأول الجاري، حملة تحت عنوان “الحرية لعبد الله أوجلان الحل السياسي للقضية الكردية:”، بقيادة ممثلي النقابات العمالية والأحزاب السياسية، والمنظمات الاجتماعية، والشخصيات البارزة من الفلاسفة، والحائزين على جائزة نوبل، في كافة القارات، وفي أربع وسبعين دولة من العالم”.

أهمية الحملة

وعن أهمية هذه الحملة أكدت حنان: “ليس فقط فيما يتعلق بالشعب الكردي، بل ولشعوب الشرق الأوسط، لأنه حل القضية الكردية يجلب السلام والديمقراطية والاستقرار، ليس فقط في أراضي كردستان، بل وفي الشرق الأوسط برمته”.

 ونوهت، بأن “القائد عبد الله أوجلان القائد الأكثر احتراماً وثقة بين الشعب الكردي، بل إنه الشخص الوحيد الذي بيده مفتاح السلام للقضية الكردية، وبالتالي لجميع قضايا المنطقة، لهذا من الضروري جداً أن يكون القائد عبد الله أوجلان حراً طليقا لإيجاد حلول ديمقراطية لكل هذه الآفات والويلات في المنطقة، وهنا تكمن أهمية هذه الحملات العالمية”.

هذا وقد لفتت حنان إلى “القضية التاريخية للمرأة، فإن القائد عبدالله أوجلان ساهم بأفكار وأطروحات قيمة جداً في قضية حرية المجتمع وحرية المرأة، وعند النظر إلى أطروحات الفلاسفة والقادة الكبار عبر التاريخ، نرى بأنهم لم يتعمقوا ولم يصلوا إلى الدرجة التي غاص فيها القائد أوجلان، حيث حلل جذور المشكلة الحقيقية، وترجم تلك التحليلات إلى مشاريع ملموسة، وهذه كانت نقطة تحول في مسيرة المرأة الكردية سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، حيث نراها اليوم تؤسس نظامها الدفاعي الخاص بها رداً على حملة إبادة النساء (الفامينيسايد)، التي قام بها داعش وأعوانه ضد النساء في شنكال على سبيل المثال، لا الحصر”.

العمل على نجاح الحملة وتحقيق أهدافها

وأكدت حنان: “نحن النساء في لبنان، والمشاركات في هذه الحملة، نرى أن إطلاق سراح المفكر أوجلان يعد الشرط الأساسي للسلام ولحل القضايا العالقة، سياسية كانت أم اجتماعية، وأننا قد وضعنا خططاً ملموسة للانخراط في هذه الحملة العالمية لحرية أوجلان، وسوف يتم الإعلان عن كل خطوة منها في وقته، مع التنويه إلى أملنا في ألا تؤثر سلباً الأحداث الأخيرة الحاصلة في فلسطين، وتداعياتها على لبنان عموماً والجنوب اللبناني خصوصاً، على خططنا هذه، لكن، وبصورة عامة، فإننا نتطلع إلى توفير انضمام أكبر عدد من  المنظمات الاجتماعية، من نساء وشباب وأحزاب سياسية في لبنان للحملة، حيث بإمكاننا معاً العمل من أجل نجاح هذه الحملة وتحقيق أهدافها التي تسعى جاهدة للوصول إليها”.

في الختام أشارت ممثلة مؤتمر ستار ونائبة رئيس رابطة نوروز الثقافية والاجتماعية في لبنان “حنان عثمان” إن النساء تتوجس خيفة بحالة من القلق والخوف بشأن صحة وسلامة القائد عبد الله  أوجلان: فقد مرّ ما يقارب ثلاث سنوات على التعتيم الإعلامي حول وضع القائد الصحي، وهذا وضع خطير، ما يستوجب إنهاء هذه العزلة وتحقيق حريته الجسدية، وتمكينه من ممارسة دوره السياسي، لحل النزاعات بين الكرد والدولة التركية بصورة خاصة، وبين مختلف دول الشرق الأوسط بصورة عامة، فالقائد أوجلان يمثل الإرادة السياسية للشعب الكردي، ويمثل مفتاح الحل للمشكلة الكردية، وقد ثبت بمقاومته التاريخية، أنه يقف بحزم ضد أشكال الاضطهاد والظلم والتعذيب”.