No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد ايبش_
بات من الواضح جداً أن الدور الإيراني في المنطقة لا يقلُّ تخريباً للمنطقة عن الدور التركي، لخدمة الكيان الصهيوني وضرب الدور العربي وخاصةً السعودي المصري، بهدف استقرار المنطقة، ولكن سياسة الدولتين اللتان تسعيان الى “أخونة وتشييع” شعوب المنطقة وكلا الاتجاهين الدينين يدوران في فلك الماسونية العالمية.
ولكل توجه أجنداته الخاصة، والتي تُنفذ تعليمات الجهات الممولة لها وحسب المتغيرات التي تحدث بشكلٍ متسارع، وتحاول القوى الدولية ذات الثقل الاقتصادي والسياسي والعسكري شدها إليها، ومن هنا يجب العودة إلى الخلف قليلاً أي إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي وقيام الرئيس المصري أنور السادات بزيارة إسرائيل، من أجل السلام، علماً أن السلام أصعب من الحرب بعشرات المرات، فلا يُسيّر مسار السلام سوى الأقوياء والذين يضعون مصلحة شعوبهم فوق أي اعتبار، أما الذين يسعون إلى الفتنة والاقتتال كما فعل الإيراني والتركي والنظام السوري في دير الزور، مستخدمين أُناس باعوا أنفسهم بأبخسِ الأثمان، وقاموا بتنفيذ التعليمات لعدة جهات استخباراتية، والتي تصب في نهاية المطاف لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهذا ما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن الحرب في غزة ستُغيّر خارطة الشرق الأوسط تأكيداً على هذا التوجه، وللتأكيد على ذلك فأكثر الدول الإسلامية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية، هي تركيا وإيران ودولة قطر، لذلك ما يحدث في غزة سيدفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً له، لأن حركة حماس مرهونة للثالوث الإيراني التركي والقطري، وهذا الثالوث يحاول إجهاض مساعي الدول العربية لحل القضية الفلسطينية سياسياً، وبالتزامن مع الهجمات التركيّة على مناطق شمال وشمال شرق سوريا، تعرضت الكليّة العسكرية بمدينة حمص لهجوم إرهابي عن طريق طائرة مُسيّرة “لم تحدد هويتها” ولا الجهة التي تقف خلفها، والتي ذهب ضحيتها 120 شخصاً وأكثر من 200 جريحاً ومصاباً بين مدنيين وعسكريين، ولكن ما يثير للجدل والكثير من الشكوك، هو حول توقيت وقوع الهجوم الإرهابي، والذي أتى بعد مغادرة وزير الدفاع والمسؤولين الكبار في المحافظة مكان الاحتفال بدقائق، لذلك ليس من المنطق توجيه التهمة لجهة معينة بعينها، بينما من الوارد القول بأن هناك عدة أطراف إقليمية ودولية تتقاسم فيما بينهما مصالح مشتركة، وهي التي تريد بأن تبقى الأوضاع على ما هي عليه الآن.

سؤال يطرح نفسه بقوة..؟
من هي الجهة التي قامت بهذا الهجوم، ومن يمتلك طائرات مسيّرة غير التركي والإيراني، ولكن الاحتمال الأكبر أن يكون هناك تَنسيق إيراني تركي بخصوص هذا الهجوم الإرهابي، والهجمات على شمال وشرق سوريا، بعدما فشل الجميع في إثارة الفتنة في دير الزور، ولكن ما حدث في الآونة الأخيرة في شمال وشرق سوريا، وسط صمتٍ دولي غير مسبوق تجاه الأحداث التي حصلت في سوريا، وهنا يجب على جميع الأطراف السوريّة غير التي تجلس في حضن تركيا، أن تراجع حساباتها وتحدد مواقفها انطلاقاً من مصلحة الشعوب السوريّة، والعمل معاً لطرد كل الاحتلالات وفي مقدمتها الاحتلال التركي والإيراني، لأن التركي والإيراني ينفذان ما يطلبه منهما الأمريكان والروس، وهما المساهمان في رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، وفق مصالح قوى الهيمنة العالمية، وتلك القوى ليست دولاً كما هو متعارف عليه، بل شركات عابرة للقارات، وهي التي تتحكم بسياسة الدول وتحوّلها إلى قبضات حديدية تضرب بها الشعوب في المنطقة وتكسر إرادتها.
النظامين التركي والإيراني، يقتلان ويزرعان الفتن بنفس الوقت، من خلال أجنداتهما، ومن هنا يُتطلب من شعوب المنطقة أن تنهض من سباتها وتقف في وجه النظامين التركي والإيراني، اللذان تم صناعتهما في مطبخ السياسية العالمية، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعيها كافة شعوب الشرق الأوسط لأنهم هم المستهدفون أولاً وأخيراً.
No Result
View All Result