No Result
View All Result
المشاهدات 0
روناهي/ الرقة ـ
لم يشهد التاريخ يوما من ممارسات، وظلم، وقهر، وتسلط على قيمة، وكينونة المرأة، مثلما حصل أثناء حكم مرتزقة داعش الإرهابي، حتى جعلتها سلعة تُباع وتُشترى، ولذلك عمدت المرأة إلى كسر قيود الظلم؛ فأصبحت شريكا هاماً في عملية التحرير والبناء، فأقامت مجتمعا ديمقراطيا حرا قائما على العدل والتسامح في الإدارة الذاتية.
عندما سيطرت مرتزقة داعش على مدينة الرقة في سوريا، عانت المرأة تحت وطأة قمعها، وتطبيق سياساتها القاسية، فواجهت المرأة تحديات هائلة ومعاناة لا توصف في ظل الحكم الصارم لهؤلاء المرتزقة، ومع ذلك، لعبت المرأة دوراً بارزاً وجسوراً في عملية تحرير المدينة، حيث أن دور المرأة في التحرير لم يكن مقتصراً على الحملات العسكرية فحسب، بل شمل أيضاً جوانب اجتماعية، واقتصادية، وثقافية عديدة.
وخلال فترة سيطرة مرتزقة داعش على الرقة، تم تطبيق نظام إرهابي يسلب المرأة حقوقها، ويقيّدها في حياتها اليومية، وتم فرض الحجاب الإجباري، ومنعت المرأة من العمل والتعليم، وتعرضت للعنف والتهديد والتشهير العام، ولظروف معيشية صعبة.
وفي ذلك كشفت الإعلامية “عذراء السعدو” لصحيفتنا: “الممارسات الإجرامية، التي تعرضت لها المرأة في الرقة، كانت مثار جدل، واستهجان لكثير من مجتمعات العالم، فقد حرمت من التعليم والخروج، ومورست عليها أشد التعليمات الصارمة، التي تنقص قيمة المرأة وفكرها الحر، وقد نكلت بها المرتزقة أشد تنكيل، وذلك كله مخالف لقواعد الدين والسنة والإنسانية”.

جهود المرأة في مدينة الرقة نقطة تحول تاريخية
مع تحرير قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة عام 2017، شهدت المرأة تغييراً هاماً في واقعها، فبدأت المرأة تنهض من جديد، وتبني دوراً فاعلاً في إعادة بناء المدينة، وتعزيز المجتمع المحلي، ولقد أصبحت المرأة شريكاً مهماً في العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية جنباً إلى جنب مع الرجل، حيث عمدت المرأة إلى تفعيل دور هام في عملية التحرير، بدأ فيما قبل التحرير، حيث شاركت في تشكيل العديد من المجالس المحلية والمنظمات النسوية، التي ناضلت ضد داعش، وعملت على الحفاظ على الهوية والثقافة السورية.
وعندما بدأت المعارك لتحرير الرقة، شاركت المرأة في الجبهات العسكرية إلى جانب القوات المقاومة؛ قوات سوريا الديمقراطية، وقد أظهرت قوة وشجاعة كبيرة في مواجهة التحديات وتحقيق الانتصارات، وأضافت في ذلك عذراء: “إن هدف المرأة في السير على طريق التحرر والديمقراطية، ما هو إلا نتيجة التعذيب والحرمان والقيود، التي فُرضت عليها بسبب فكر مرتزقة داعش، لذلك أخذت على عاتقها التخلص من الفكر الظلامي والانخراط في الصفوف العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، والمؤسسات، واللجان كالرئاسة المشتركة فأخذت دورها الفعال في تحرير المدينة”.
وبعد تحرير المدينة، بدأت المرأة في العمل على إعادة تأسيس المجتمع. فشاركت في جهود إعادة الإعمار والتنمية المحلية، من خلال المساهمة في إعادة البنية التحتية وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والمرافق العامة، كما شاركت في إحلال الاستقرار الاجتماعي والنفسي من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وتربوية وتوعوية.

دور المرأة في دعم الوعي المجتمعي والديمقراطي
لعبت المرأة دوراً هاماً في تعزيز الوعي والتثقيف في المجتمع، فعملت على تعزيز قيم التسامح، والاحترام والمساواة بين الجنسين، كما نظمت مبادرات لتعليم الأطفال، والشباب وتوفير فرص التعليم والتدريب الفني؛ ما ساهم في بناء مستقبل أفضل للمدينة.
وفي ذلك أكدت الرئيسة المشتركة لمنظمات المجتمع المدني “رودين مصطفى” لصحيفتنا: “ساهمنا في بناء مجتمع متكامل ديمقراطي، وأسسنا اتحادات شاركت فيها المرأة مشاركة حقيقية، واستطاعت تأكيد ذاتها في مجال التربية والتعليم والصحة واللجان كافة. ويجب أن نشدد على أن دور المرأة في تحرير الرقة لم يأت من فردانية وحسب، بل هو تمثل جماعي للمرأة السورية في مختلف المناطق، التي تأثرت بتهديدات المرتزقة، ومع ذلك، فإن دور المرأة الحقيقي في البناء والتحرير يتطلب المزيد من الجهود لتعزيز المشاركة النسوية في القرارات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمنظمات المجتمع المدني “رودين مصطفى” حديثها: “يجب علينا أن نكرم المرأة، التي واجهت التحديات، والمعاناة خلال سيطرة داعش على الرقة، وتحقيق الانتصارات والتقدم في عملية التحرير، وإعادة إعمار المدينة، وكما ينبغي علينا أن نتعلم من قوة وتصميم المرأة في بناء مجتمع عادل، ومزدهر، يحترم حقوق المرأة ويعزز دورها في المجتمع”.
واستطاعت المرأة أن تنقل المجتمع من الظلمات إلى النور، بجهود وتصميم وتحدٍ، وفي انخراطها ومشاركتها في عملية تحرير مدينة الرقة، وهذا دليل نجاح للمرأة السورية في مواجهة التحديات، وبناء مجتمع ديمقراطي.

No Result
View All Result