No Result
View All Result
المشاهدات 0
أكدت “روضة حمدو”، التي تتوجه كل صباح إلى حقول قرية “تل طويل” التابعة لمقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، فتعمل على جمع الذهب الأبيض في حقول عصت عن المحتلين والغرباء، ناشرة حبات القطن الأبيض بين السواقي والهضاب، في تحدٍ للموت والهجران.
في ظل الحرب والهجمات المستمرة، اختار المدنيون في الريف، والقرى الواقعة غرب ناحية تل تمر التابعة لمدينة الحسكة، طريق المقاومة ضد هجمات الدولة التركية بالطائرات والمدفعيات.
تواجه قرية تل طويل الآشورية، الواقعة غرب ناحية تل تمر في شمال وشرق سوريا، هجمات من الدولة التركية، منذ أربع سنوات، وعلى الرغم من خطر الهجمات وقذائف المدفعية، لا يزال أهل القرية، التي تشكل معظم مساحتها أراضٍ زراعية، يزرعون فيها حقولهم في مواسم الشعير، والقمح، والقطن، بعناية فائقة غير مكترثين للاستهدافات التركية.

الزراعة جزء من المقاومة
الحفاظ على الزراعة وجه آخر للمقاومة، فهي رسالة للاحتلال التركي، بأن أصحاب الأرض سيواصلون حياتهم ويقضون لياليهم تحت وابل قذائف المدافع.
هناك حقيقة لم تُذكر بعد حتى الآن، لكن الجميع يعلم أنه إذا لم تكن موجوداً في أرضك، وبقاء النساء في القرى الواقعة على خطوط النار، يعني أن المرأة هي عنصر وجود وبناء للقرى، التي حافظت عليها النساء منذ البدء، ولم تسمحن بأن تصبح قرى قاحلة، ومهجورة.
فالنساء مثل الفراشات الملونة تزين حقول القطن في كل مكان، وعلى طول طريق قرية تل طويل، فمع كل فجر، يستعد العاملون، للذهاب إلى الحقول لجني محاصيلهم من القطن الأبيض في قرية “تل كرابيت”، لكنهم يحذرون من الخطر التركي المحدق بهم؛ لأن قراهم تقع على خطوط التماس مع المحتل التركي.
ذهب أبيض بين وابل الرصاص
روضة حمدو (30 عاماً)، تذهب إلى العمل لجمع القطن كل يوم: “إن الذهاب إلى حصاد وجمع القطن تحت هجوم وقصف المحتل التركي، أصبح جزءاً من مقاومتنا”، مشيرةً إلى أنهم بدؤوا جمع القطن منذ ما يقارب الشهر، “عندما يبدأ المحتل التركي بقصف مناطقنا، نعود إلى منازلنا لحماية أنفسنا، وعندما يتوقف، نذهب مرة أخرى إلى الحقول لنواصل عملنا ونجمع القطن”.

الهجمات والانتهاكات
وحول ما إذا كان يتم القصف أثناء جمع القطن: “نعم، القصف يحدث وأغلبه على قرى الطويلة والدشيشة وأم الكيف، هناك خوف من القصف، فنحن مع أطفالنا وشيوخنا وحتى مواشينا، كلنا نتعرض لهذه الهجمات”، مضيفةً: “فالقصف الذي أتحدث عنه يحدث كل يوم تقريباً، والهجوم الذي يحدث لا يضر الأهالي فحسب، بل الزراعة والطبيعة تضرران من هذا القصف الهمجي”.
وفي ختام حديثها أكدت “روضة حمدو”: “بدل كل قذيفة تسقط على أرضنا سنزرع مائة لوزة قطن، لن نذهب إلى أي مكان آخر”.
وبعد الانتهاء من قطف القطن، تجلس العوائل للتأمل بهذه الطبيعة التي حباها الله جملا وخصبا منقطع النضير، يشربون يأكلون ما لذ وطاب من إنتاج أرضهم المعطاء، وهكذا ينتهي عملهم مع إطلالة الشمس للمغيب، فيعودون في فجر اليوم التالي لجمع القطن الجديد.
وكالة أنباء المرأة
No Result
View All Result