No Result
View All Result
المشاهدات 0
الحسكة/ محمد حمود –
تعمل لجنتا الاقتصاد في مؤتمر ستار، وفي مقاطعة الحسكة على إطلاق العديد من المشاريع النسوية؛ دعماً لاقتصاد المرأة، والحد من السيطرة الذكورية، التي أقصت المرأة عن سوق العمل طوال السنوات الماضية، ومن هذه المشاريع “تنور عشتار” الذي يجمع ثلاث نساء مهجرات.
مع انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012، شاركت المرأة في المجالات كافة، وكان لها دور في النهوض باقتصاد المنطقة، بالرغم من أنها لم تكن ذات خبرة وتجربة؛ بسبب السياسات الذكورية، التي أقصتها عن سوق العمل طوال السنين الماضية.
لجنة الاقتصاد في مؤتمر ستار أبرز الداعمين
في الصدد؛ تعدُّ لجنة اقتصاد المرأة التابعة لمؤتمر ستار في مدينة الحسكة، أبرز الداعمين للمرأة في المنطقة، حيث تعمل لمساعدتها في تحقيق اكتفائها الذاتي من خلال توفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من النساء، ما يؤدي إلى تعدد وتوسعة المشاريع، التي تعمل عليها اللجنة.
إلى ذلك؛ أكدت عضوة لجنة اقتصاد المرأة التابعة لمؤتمر ستار؛ “تركية سيدو“، أن المرأة في شمال وشرق سوريا، تلعب دوراً هاماً في النواحي كافة، وعلى رأسها الناحية الاقتصادية، من خلال مشاركتها في المشاريع، التي تلبي احتياجاتها واحتياجات مجتمعها: “يوجد لدينا العديد من المشاريع الخاصة بالمرأة، ومنها مشاريع زراعية، بالإضافة إلى الجمعيات التعاونية”.
وأوضحت، أن هناك عدداً كبيراً من النساء، اللواتي هن بحاجة إلى العمل، ولا يملكن معيلاً لهن، ما حدا باللجنة المعنية إلى توفير فرص عمل في مجالات عديدة، كورشات الخياطة، التي تعمل فيها الآن مجموعة كبيرة من النساء، وكذلك معمل الكونسروة الذي يضم أكثر من 30 امرأة من مختلف الأعمار، وكذلك توفير أعمال للمرأة في الأفران، مثل التحاق المرأة في عمل أفران مدينة الحسكة، وناحية الشدادي، حيث يوجد في كل فرن ما لا يقل عن خمس نساء.
وعن المشاريع المستقبلية للجنة اقتصاد المرأة، أشارت تركية إلى، أن “هناك مجموعة من المشاريع لا زالت قيد الدراسة، منها زراعة الخضروات الصيفية، وكذلك مشروع افتتاح مغسلة للسجاد”، مضيفةً أنه “خلال التنسيق مع المجالس يتم عقد اجتماعات للنساء، اللواتي يرغبن بالعمل وبحاجة ماسة للمساعدة، ومعظم المستفيدات في مشاريعنا هن مهجرات من سري كانيه، وكري سبي المحتلتين من تركيا ومرتزقتها، لذا غالبية اجتماعات اللجنة تتم في مخيمات المهجرين”.
لافتةً إلى العائد الربحي من المشاريع، سواءً كانت زراعية، أو ورشات عمل، أو معامل، وأفران، فمعظم عائدها الربحي يعود للنساء العاملات، ويتقاسمنه فيما بينهن.
كما أكدت تركية، أن هذه المشاريع فرصة للمرأة، حتى تتمكن من بناء اقتصادها الخاص، وكذلك مساعدة أسرتها في تلبية احتياجاتها الضرورية.

الجمعيات التعاونية ركيزة مشاريع مقاطعة الحسكة
في السياق ذاته؛ تعمل لجنة اقتصاد المرأة في مقاطعة الحسكة على عدة مشاريع، تستهدف النساء، اللواتي لا يجدن معيلاً لهن، وبحاجة ماسة إلى العمل، حيث أكدت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة بمقاطعة الحسكة؛ “سلمى أحمد“: إن عملهنَّ يرتكز على إنشاء جمعيات تعاونية لمساعدة النساء اللواتي بحاجة إلى العمل، وتقديم يد العون لهن.
وأضافت سلمى، إن سلسلة المشاريع الداعمة للمرأة في الحسكة، جاءت لتحسين ورفع المستوى الاقتصادي للمرأة، ودعم النساء من الجوانب كافة، فتوجد مشاريع عدة للجنة اقتصاد المرأة في مدينة الحسكة، وخارجها مثل: ورشات الخياطة، ومعمل الكونسروة، والأفران وزراعة الأراضي.
ونوهت سلمى إلى، إنه على المرأة أن تكون قوية وذات إرادة، ولا يقف أي أمر عائق أمام طموحاتها ومشاريعها.

“تنور عشتار”… مشروع في مواجهة الفقر والتهجير
يُذكر أنه من المشاريع، التي أطلقتها لجنة الاقتصاد في مقاطعة الحسكة؛ مشروع فرن، باسم “تنور عشتار” لخبز الصاج؛ وتعمل فيه ثلاث نساء من مخيم واشو كاني قرب بلدة التوينة التابعة لمقاطعة الحسكة، حيث توفر اللجنة المتطلبات اللازمة لتشغيل التنور، من طحين ومازوت، وقد تم إطلاق المشروع بداية العام الحالي 2023.
“فضة العبيد” إحدى العاملات في المشروع؛ وهي مهجرة من قرى سري كانيه: “هجرنا من أرضنا بعد احتلال مرتزقة الاحتلال التركي لمناطقنا، إلى مخيم واشو كاني في الحسكة، وأعمل منذ سبعة أشهر في فرن عشتار، الذي ساعدني كثيراً في تأمين قوت يومنا؛ حيث أنني لدي أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأشارت إلى أنهن يذهبن في الصباح الباكر لبدء عملهن دون كلل، وملل “بالرغم من الصعوبات التي تعترضنا في عملنا، إلا أننا مستمرات به، وما يفرحنا في هذا العمل، أننا أصبحنا مستقلات مادياً، ولمسنا في استمرارية عملنا في التنور ازدياد عدد المرتادين إليه بكثرة، مقارنة بالوقت القصير الذي قضيناه في افتتاح الفرن”.
وتتمنى فضة العبيد في المستقبل أن يتطور مشروعهن بمساعدة لجنة اقتصاد المرأة، وتحويله من فرن لخبز الصاج إلى فرن لخبز التنور والمعجنات والفطائر.

أما العاملة؛ “حسينة العلي“، وهي مهجرة من ريف سري كاني المحتلة إلى المخيم: “بعد احتلال قريتنا هُجرنا إلى مخيم واشو كاني، ومنذ قرابة سبعة أشهر أعمل في هذا الفرن؛ لأنني كنت بحاجة إلى العمل، لأن زوجي مقعد لا يستطيع العمل ولديّ سبعة أطفال، بالإضافة إلى أولاد ابني الذي استُشهد إثر الهجمات التركية المحتلة”.
وأضافت أنها تعمل مع امرأتين أخريين في الفرن: “أتشارك العمل مع امرأتين من المخيم منذ الساعة الرابعة صباحاً، لإعداد الخبز، والبدء بالعمل لمدة خمس ساعات متواصلة، ولكن في مثل هذا الوقت من الصيف تقل عدد ساعات العمل بسبب الطقس الحار”.
وعبرت حسينة عن سعادتها بهذا العمل، وخاصةً بعد تلقيها التشجيع والدعم من قبل النساء، والأهالي: “بعد عملنا في الفرن تعرفنا على الكثير من النساء، اللواتي أصبحن زبائن الفرن، ونتلقى منهن الدعم والتشجيع على العمل، كما أن نساء أخريات يبحثن عن عمل مماثل، ومن خلال عملنا هذا استطعنا مساعدة عائلاتنا وتحسنت ظروفنا المعيشية خاصًة أننا مهجرات لا نملك شيئاً”.
في الختام؛ شددت النساء العاملات في الفرن، على ضرورة استقلال المرأة اقتصادياً من خلال الاعتماد على ذاتها، والعمل في المهن كافة، حتى تلك التي يحتكرها الرجال، من أجل إعالة أنفسها وأسرتها، وتكون المرأة قدوة للعائلة، وللمجتمع.

No Result
View All Result