No Result
View All Result
المشاهدات 3
روناهي/ قامشلو –
أوضحت الإدارية لمنظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة، أنَّ النزاعات التي تنطوي على العنف، تُلقي بتأثيرها غير المتكافئ على النساء، وتُضاعف من حدة التمييز بين الجنسين، كما بينت، أنَّ النساء عوامل فاعلة في إحلال السلام في النزاعات المسلحة، حيث أثبتت ذلك المرأة في شمال وشرق سوريا، من خلال ترسيخ دورها الفاعل في التنظيم بالمنطقة، مؤكدةً ميلان المرأة بالفطرة للسلام أكثر من ميلانها للعنف والحرب.
إنَّ دور النساء في إحلال السلام في المنطقة، لا زال بحاجة أن يُعرفه المتابعون والسياسيون، ولا سيما في المناطق المحتلة في شمال وشرق سوريا (سري كانيه، وعفرين)، حيث تلقى المرأة في هذه المناطق، التي تسيطر عليها الدولة التركية ومرتزقتها شتى أنواع العنف ضد المرأة، من قتل وتعذيب، واغتصاب وتزويج قسري للقاصرات.
ميل المرأة بالفطرة للسلام
ومع اقتراب اليوم العالمي للسلام المصادف الأول من أيلول، ولمعرفة مدى ارتباط المرأة بالسلام العالمي، التقت صحيفتنا “روناهي” الإدارية في منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة “أفين جمعة“، والتي أشارت في بداية حديثها إلى: “أن المرأة بطبيعتها ميالة للسلام والبناء أكثر من ميلانها إلى الحروب والعنف، حيث شاركت المرأة السورية في بناء المجتمع منذ القدم، وكان لها دور ريادي في هذا الأمر، لكن كغيرها من النساء في مناطق الشرق الأوسط، عانت من تسلط الذهنية الذكورية”.
وتابعت أفين: “تصبح حياة المرأة في زمن النزاعات المسلحة أكثر تعقيداً، وتصبح أكثر عرضة للانتهاكات، لذلك القانون الدولي الإنساني أعطى للمرأة الحماية مرتين، مرةً لأنها مدنية، ومرة أخرى لأنها أكثر عرضةً للانتهاك، خاصةً الفتيات القاصرات، لذلك مسألة الحماية حسب القانون الدولي، هي مضاعفة للمرأة، خاصةً المرأة المسؤولة عن عائلتها، والمرأة الحامل أو المسؤولة عن طفل رضيع”.

فكر داعش يُطبَّق بحق المرأة في المناطق المحتلة
كما بينت مسائل تحجيم المرأة ودورها، وذلك ارتباطاً ببعض العادات والتقاليد والتعاليم الدينية في الأديان كافة، التي كانت دوماً تحد من قدرتها في كثير من الأحيان بالمشاركة في بناء المجتمع بشكل فعال: “وقد نالت المرأة السورية ما نالته من الحرب، الهجرة، الإخفاء القسري، وتعرضت للتعذيب، والقتل والتحرش، في المناطق السورية كافة، ولكن كان الأمر أكثر وضوحاً وهمجية في المناطق المحتلة من الدولة التركية والمرتزقة، خاصةً مع تطبيق تعاليم دينية متطرفة ومجحفة بحق المرأة، حيث تُمنَع المرأة من الخروج، والعمل، والتعليم، كما تُمنَع من التجول وحدها، وتتم معاملتها كشخص ناقص بحاجة إلى من يتولى أمرها”.
وأردفت أفين إلى أن المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، تطبق القيم نفسها، التي تطبقها مرتزقة داعش بحق النساء في المنطقة: “أيضاً فرضوا على المرأة الحجاب بشكل كامل، كما حدث أثناء سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة، كما أكدت تقارير تعرض عشرات النساء للاغتصاب، وللتحرش، وللإخفاء القسري، وللتعذيب الجسدي والجنسي”.

إرادة المرأة في وجه الانتهاكات
وأشارت أفين: “تم استغلال المرأة وفتح دور الدعارة لاستغلالها في تجارة الجنس، وقد شاهدنا العديد من النشطاء الحقوقيين، الذين أكدوا استغلال المرأة في هذه الناحية، وحتى الاتجار بها، فقد تم توثيق عشرات الحالات للنساء اللواتي تعرضنَ للانتهاكات، وأكثر من تسع نساء حاولن الانتحار، بعد خروجهن من أماكن الاعتقال، أو تعرضهنّ للاغتصاب في المناطق المحتلة، وذلك بسبب العذاب النفسي الذي تعرضن له، والخوف من قيم العار الذي قد يلحق بهنّ بعد تعرضهنّ لهذا الانتهاك”.
كما كشفت أفين عن تزويج القاصرات وقالت: “شهدنا عشرات الحالات، التي يتم فيها تزويج فتيات قاصرات بأعمار ثلاثة عشر، وأربعة عشر عاماً، من عناصر المرتزقة، خشية تعرضهنّ للاغتصاب، وقد يتم بيعهنّ إلى أكثر من شخص، أو حتى قتلهنّ بعد ممارسة ذلك العمل بحقهنّ، في كثير من الحالات الموثّقة”.
واختتمت الإدارية في منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة “أفين جمعة” حديثها: “تعاني المرأة من عدم قدرتها على إبراز دورها بشكل فعال في المجتمع، بسبب النظرة والتسلط الذكوري عليها، لكن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، أثبتت وجودها ودورها الفعال في بناء المجتمع، من خلال التنظيم الذي شاركت فيه، وقامت بالتكاتف مع نساء أخريات في المنطقة، حيث قمن بتنظيم أنفسهنّ والمشاركة في الأعمال العسكرية، والمدنية، والإدارية، وهو أمر رغم النجاحات التي تحققت، إلا أنه لا زال ثمّة حاجة إلى التنظيم والحصول على السلام المنشود، لأن المرأة بطبيعتها ميالة للسلام، وقادرة على تحقيقه من خلال تنظيم وتكاتف النساء، والتعامل مع كافة حركات التحرر النسائية في العالم”.
No Result
View All Result