سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انعقاد ملتقى المرأة في الرقة دعمًا لنساء شنكال وأفغانستان

روناهي/ الرقة –

عقدت التنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، ملتقى لدعم نساء شنكال وأفغانستان وذلك تحت شعار “ردا على إبادة المرأة… نبني حياة حرة”، بمناسبة الذكرى التاسعة لمجزرة شنكال، وسيطرة حركة طالبان على أفغانستان، التي قيدت حرية المرأة.
انطلاقاً من تكاتف ووحدة الصف النسائي، عُقد ملتقى لدعم نساء شنكال وأفغانستان من التنظيمات النسائية لشمال وشرق سوريا، في يوم الإثنين المصادف للسابع من شهر آب في مدينة الرقة. وحضر الملتقى ممثلات عن وحدات حماية المرأة (YPJ) والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا، أبرزها مؤتمر ستار، واتحاد المرأة الإيزيدية، وجنولوجيا، وتجمّع نساء زنوبيا، ومكاتب ومجالس المرأة في الأحزاب السياسية، ومجلس المرأة السورية، ومنظمات المجتمع المدني.
أهمية الملتقى وأهدافه
جاء هذا الملتقى لتسليط الضوء على ما قامت به داعش من جرائم بحق الإنسانية، والتي مورست بأبشع الأساليب الإجرامية بحق النساء الإيزيديات، إبان هجوم مرتزقة داعش على جبل شنكال وارتكاب (74) مجزرة بحق الشعب، وكانت المرأة هي الضحية الأكثر تعرضاً لتلك الممارسات، ولشرح النهج العدائي للمرأة والتحديات التي تواجه الديمقراطية وحرية المرأة، وكان لابد من تشكل ملتقى تشارك فيه نساء مناطق شمال وشرق سوريا، لفضح المؤامرات، والجرائم، التي تقوم بحق المرأة، وتوضيح الدور، الذي يمكن للمرأة أن تقوم به في طريق النضال والتحرر من الظلم وقيود العبودية.
ومن خلال المنتديات والفعاليات، التي تقوم بها المرأة في شمال وشرق سوريا تثبت للعالم دورها الريادي في المجالات السياسية، والعسكرية، والمجتمعية كافة، ناهيك عن الجوانب الفكرية والإيدلوجية، التي تنطلق منها في قيادة المجتمعات، لذلك كان لابد من توضيح الجوانب، التي يمكن أن تؤثر في مسيرة المرأة الديمقراطية، وفضح الجرائم ضد الإنسانية التي تقوم بها الأنظمة السلطوية والمجموعات المرتزقة بحق المرأة، وكانت الجرائم التي ارتكبت بحق النساء الإيزيديات دليلاً على الذهنية الإجرامية والإقصائية للمرأة، ليس فقط في سوريا والعراق، وإنما في بقع كثيرة من العالم، فقيمة المرأة يجب أن تصان لأنها اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات الديمقراطية.  وفي هذا أشارت نائبة ناطقة مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل “سميرة العزيز” لصحيفتنا: “نحن التنظيمات النسائية عقدنا هذا الملتقى، وذلك بعد أن أطلقنا بياناً ختامياً تنديداً بما قامت به مرتزقة داعش بحق النساء الإيزيديات في جبل شنكال وتكلل بإشعال الشموع عشية الذكرى، التي دخل فيها مرتزقة داعش جبل شنكال، لذلك نحن التنظيمات النسائية نقوم بعقد هذا الملتقى؛ لأننا الأكثر ضرراً من جرائم داعش، ويترتب علينا ترتيب أنفسنا ورص صفوفنا، وبعد قيامنا بتشكيل إدارات ومجالس، وكحركات نسائية في شمال وشرق سوريا وبالتنسيق مع الحركات النسائية في الشرق الأوسط والعالم نعقد هذا الملتقى”.
محاور الملتقى النسائي
ومن خلال الملتقى تم تسليط الضوء على أربعة محاور، بالإضافة لفضح الجرائم، التي تعرضت لها المرأة في أنحاء العالم كافة، ودور المرأة في مجالات الحياة، ومقاومة النساء الإيزيديات والتصميم على النضال والتحرر. ففي المحور الأول (إبادة المرأة على مستوى العالم)، ألقت الكلمة “لينا باور” ناشطة نسوية تعمل في مجال حقوق المرأة، وفي المحور الثاني عن (إبادة المرأة في الشرق الأوسط – أفغانستان نموذجاً)، ألقت الكلمة “أوريفان عبدو” عضوة مركز أبحاث علم المرأة، أما المحور الثالث فكان عن (إبادة المرأة ومقاومة النساء الإيزيديات)، فتلقيه “بيريفان برزان سلو” عضوة اتحاد المرأة الإيزيدية، وأما المحور الرابع (الحلول)، أي الحلول، التي يمكن أن تساهم في حماية حقوق المرأة لتأخذ دورها الريادي في المجتمع والإدارات وتشكيل مجتمع ديمقراطي، تلقيه “ريحان لوقو” ناطقة مؤتمر ستار. ويتخلل المحاور الأربعة عروض لشهود عيان عن الواقع والجرائم، التي تعرضت لها المرأة في شنكال، ومناطق أخرى من العالم.
وقد أكدت عضو منسقية تجمع نساء زنوبيا “نسرين حسن” لصحيفتنا: “أننا ماضون في النهج النضالي والتحرري، وسنشرح للعالم أجمع ما يمكن للمرأة أن تقوم به، ونفضح الجرائم، التي تتعرض لها المرأة، وسنبقى الركيزة الأساسية، التي ننطلق من خلالها في بناء المجتمع الديمقراطي التعددي اللامركزي، وما قامت به المرأة الإيزيدية مثال كبير على قدرة المرأة على مواجهة العنف والإرهاب، واستطاعت فضح الجرائم، التي ارتكبتها مرتزقة داعش”.
ومن الجدير ذكره، أن التنظيمات النسائية في الشرق الأوسط، تستطيع أن تثبت ذاتها في شتى مجالات الحياة، وصناعة مجتمع إنساني ديمقراطي لجميع المكونات النسوية في العالم، فمن خلال التماسك والتنسيق في مسيرة الصمود والتصدي، ومن خلال الإنسانية، وفضح الجرائم، وتحديد المسار الإنساني الحقيقي، ستحقق المرأة ثورة كبيرة، تساهم في نقل المجتمعات من طور الجمود والعبودية إلى أطوار الديمقراطية والإنسانية.
ويندرج هذا الملتقى ضمن فعاليات التنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا الداعمة لحملة منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، التي أطلقت حملتها تحت شعار “نحن نقف مع نساء أفغانستان، وشنكال ضد هجمات الرجل المهيمن” في الأول من آب الجاري، وستستمر حتى 15 من الشهر نفسه.