No Result
View All Result
المشاهدات 1
روناهي/ شهباء ـ سلسلة من الفعاليات نظمها مؤتمر ستار لمقاطعة عفرين للنساء في إطار فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وذلك في العديد من قرى ونواحي مقاطعة الشهباء، وضمّت الفعاليات العشرات من نساء عفرين بهدف شرح ماهية هذا اليوم والأحداث التي جعلت من هذا اليوم يوم لمقاومة المرأة أمام السلطة والذهنية الذكورية التي رفضت بهن الأخوات الثلاث الخضوع للحكم السلطوي وقتلهن بشكل مفجع لتبقى أختهم الصغيرة وتدوّن قصة مقاومة الأخوات الثلاث ليجعلنَ من ثباتهن قصص وكتابات تُستذكر على مرِّ التاريخ.
وفي كافة الفعاليات المنظمة تم التعريف عن الأخوات الثلاث ميرابال وعرفن عن مكانهن والملحمة اللواتي قاومن بها وتركت بصمة في التاريخ ليُستذكرنَ في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 من هذا الشهر، وشُرح أثناء الاجتماعات أنواع العنف وأساليب العنف التي تمارس على المرأة والعقوبات التي تُفرض على الذين يمارسونها.
وبعد توضيح العنف بشكل موسع ودقيق، تداول في معظم نقاشات النساء على كيفية الحد من العنف الممارس بحق المرأة عن طريق توعية النساء والتركيز على توعيتهم على فكر قائد الأمة الديمقراطية عبدالله أوجلان الذي جعل المرأة من أهم القضايا الرئيسية في مشروعه الديمقراطي كونها كانت على مدى آلاف السنين الريادية في إدارة المجتمع الذي كان يعم بالسلام والمساواة قبل ظهور الحكم السلطوي.
ندوات توعوية للحد من العنف
وفي هذا السياق نظمت لجنة تعليم المجتمع الديمقراطي سلسلة من المحاضرات للمعلمين والمعلمات في مدارس المقاطعة التي استمرت لمدة أسبوع للتعريف بمعنى الشدة وأساليب ممارستها وتأثيرها على المجتمع.
وناقش الحضور الأسباب التي قمعت المرأة وجعلت من عادات وتقاليد المجتمع كقيود في حرية المرأة وظهور الأديان التي حاصرت المرأة في حدود جدران المنازل تحت مُسمى العورة والعيب والحفاظ على عِفتها.
وكيف أن العنف كبَّلَ دور المرأة في كافة نواحي الحياة لجعل إرادتها ضعيفة وغير قادرة على إثبات وجودها على عكس ما كانت قبل آلاف السنين.
مناهضة الاحتلال التركي هو التجسيد الأمثل لمناهضة العنف ضد المرأة
ومن أهم الاجتماعات التي عُقِدت في هذا السياق، اجتماع عُقِد لزوجات الشهداء في ناحية فافين خلال الأسبوع المنصرم، وركز الاجتماع على محاولة الاحتلال التركي على استهداف نهج الشهداء عبر حث زوجتهم وأولادهم على ترك ذاك النهج الذي ضحوا بأنفسهم في سبيله، وقالت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر “نحن نقاوم يومياً العنف ضد المرأة، ومقاومة نساء عفرين هو الجواب الحاضر أمام عنف الديكتاتور أردوغان وحكومته ضد المرأة”.
وقالت زلال في كلمتها أمام عدد من ذوي الشهداء من أمهات وزوجات “نحن نناهض العنف يومياً وليس فقط في الـ25 من تشرين الثاني، لأن ما يمارسه الآن الاحتلال التركي بحق نساء عفرين والأهالي يتشابه مع الذي حصل مع الاخوات الثلاثة، ومقاومة نساء عفرين هو الجواب الحاضر أمام ديكتاتورية جيش الاحتلال التركي وأردوغان وعنفه، ويجب عدم الوقوف حتى تحرير المقاطعة وإعادة الإرادة الحرة إليها”.
وقالت زلال جكر “بأننا في الوقت الحالي ومنذ القدام عندما نقول إننا نحارب الذهنية الذكورية لا نقول بأننا نحارب الرجال بل نحارب ذهنيتهم السلطوية والديكتاتورية التي زرعتها الأنظمة الفاشية عِبر التاريخ، والآن عِبر نظام الرئاسة المشتركة ستعود المساواة للإدارة بين الرجل والمرأة وتنتهي الطبقية في المجتمع”.
وذكرت زلال جكر قصة الأخوات الثلاث بالقول “قصة ثلاث نساء أخوات واللواتي تصدين للنظام السلطوي وناهضنه، وعليه قام النظام الديكتاتوري بقتلهن وتعذيبهن للقضاء على مقاومة النساء أمام العنف والسلطوية ولكن أختهن الصغيرة أيقظت العالم ونقلت حقيقة ما قام بها الحاكم الديكتاتوري بحق أخواتها الذي رغب بالقضاء على المساواة والعدالة في منطقتهم باسم الحكومة، والتي جعلت التاريخ يتحدث عن حقيقة كفاح أخواتها”.
ولفتت زلال في حديثها إلى حماية زواجات الشهداء نهج أزواجهن وقالت “الاحتلال يهدف إلى القضاء على نهج ازواجكن واللذين ضحوا بأنفسهم لحمايتكن من وحشية ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته، وعليه فاللذين يحمون هذا النهج هو أنتن وللوقوف أمام هذا العنف يجب توعية أنفسكن فكرياَ وتربية أطفالكن على هذا الأساس”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر كلمتها قائلةً “يجب أن تتعلمن على الحياة الحرة، وتحسننَ تعليمكن، وتدربنَ أنفسكن جيداً حتى تستطعن تسليح مقاومتكن أمام العنف والذهنية السلطوية”.

المحاضرات تميّزت بآراء الرجال حول هذا اليوم
فيما عُقِدت محاضرات بصدد هذا اليوم للرجال للنقاش عن الأسباب والسبل التي تؤدي إلى ممارسة الرجال العنف بحق النساء واستخلص النقاش على أن العنف يُعتبر أحد الوسائل التي تُحقق غاية الرجل ويُفرَض هذا كثيراً على المرأة في المجتمع الشرقي المتحفظ عبر خطابات الجوامع واللذين يشددون على الآية القرآنية الكريمة “الرجال قوامون على النساء” دون التركيز على الوصية النبوية بالنساء أي الهدف هو شرعنة العنف ضد المرأة عبر الدين وبالشكل الذي يريدونه، بأنه نتيجة السلطوية التي ترسخت في عقول الرجال أدت إلى ربط الشرف باسم المرأة فقط للضغط عليها وتحديد قيود لها في المنزل، وتعود أسبابها إلى عدم المساواة والتفاهم والتشارك في المنزل مما يؤدي إلى تشتت العلاقة بين أفراد العائلة وتفكيكها، مؤكدين بأنه يجب أن يكافح الرجال إلى جانب النساء أمام الذهنية الذكورية عِبر إعادة نظام الحياة عبر المجتمع الطبيعي للقضاء على هذه الذهنية لبناء مجتمع سليم بعيداً عن العنف.
وانتهت النقاشات بأن الطريق الوحيد للحد من العنف الممارس بحق المرأة هو توعيتها لنفسها والبحث في تاريخها الحافل بالمقاومة والصمود وأن المرأة هي الأساس في تحقيق العدل والمساواة في بناء المجتمع الحر، والمطالبة بتكثيف المحاضرات التوعوية بصدد مواضيع مشابهة ليوم مناهضة العنف ضد المرأة للرجال والنساء لتجنب فهموا الحرية بأسلوب خاطئ.
اتحاد المرأة الحرة يساهم في تحرير النساء وتقويم دورهن
وفي سياق متصل، عقد اتحاد المرأة الحرة في الشهباء سلسلة اجتماعات لنساء الشهباء، للتأكيد على دور بيت المرأة في الشهباء وكيفية تغيير نظرة الرجال لدور المرأة.
وفي السياق قالت رحاب جبو الناطقة باسم اتحاد المرأة الحرة في الشهباء، أن الأزمة السورية زادت من أشكال العنف ضد المرأة إذا اقتصر العنف سابقاً في الشهباء والمجتمع السوري على العادات والتقاليد لكن بُعيد الأزمة وظهور الجمعات الأصولية المختلفة تغير الحال.
وتشير رحاب إلى أن وضع المرأة في الشهباء تغير بعد تحرير هذه المناطق على يد القوات الثورية وتُشيد بدور المرأة وتنظيم المرأة في إطار اتحاد المرأة الحرة، كذلك تقبل الرجال هذا التغير وغيروا جزء من أفكارهم وهم يسعون اليوم لزيادة مستوى العدالة الاجتماعية وتوعية المرأة أكثر.
وتؤكد رحاب إن المرأة هنا تعرضت للتهميش والتعذيب والجلد والاغتصاب على يد مرتزقة داعش والفصائل المسلحة الإسلامية الأخرى، ناهيك عن العنف النفسي، وتشير إلى أن المرأة في الباب وإعزاز ما زالت تتعرض لأنواع مختلفة من العنف وهذا يؤثر بشكلٍ سلبي على دورها، ومن الأمثلة الواضحة على العنف هو تعرض طفلة قاصرة للقتل في عنتاب التركية، وبالتالي يعمل اتحاد المرأة الحرة على توعية النساء هنا في الشهباء وافتتاح أكاديمية خاصة بالمرأة وإن غالبية منْ يعملن على إدارة هذه الأكاديمية هن من النساء المعنفات واللواتي تعرضن للاضطهاد لكن اليوم تعمل هذه النساء على توعية أقرانهن.
هذا وتستمر الفعاليات المنددة بهذا اليوم في الشهباء وعفرين، عبر ندوات وبيانات ومسيرات سيشارك فيها الرجال إلى جانب النساء يومي الجمعة والأحد بهدف التنديد بالاحتلال التركي والعنف ضد المرأة والمساهمة في توعية الشعب عامة لدور المرأة في المجتمع وتحرير وطنها.
يُذكر بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت يوم 25 من تشرين الثاني اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ومن المفترض أن يكون الهدف منه رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيرها من أشكال العنف، وذلك بعد انتفضت الأخت الصغرى للناشطات السياسيات “الأخوات ميرابل الثلاثة” للمناهضة ضد النظام الديكتاتوري للإطاحة بحكومته الفاشية.
لما تشمل المحاضرات التوعية من رفع مستوى نساء مقاطعة عفرين فقط بل خصصت محاضرات لنساء مقاطعة الشهباء لرفع سوية المناهضة ضد العنف بكون نساء الشهباء من النساء اللواتي تعرضن للعنف حتى يومنا هذا نتيجة العادات والتقاليد السائدة ضمن مجتمعهم.
No Result
View All Result