ثورة 19 تموز.. تحدِّيات وإنجازات للمرأة أبرزها نظام الرئاسة المشتركة

الشهباء/ فريدة عمر –

أكَّدت عضوة مؤتمر ستار لمقاطعة عفرين والشهباء أليف محمد، أنَّ ثورة 19 تموز شكَّلت انطلاقة أساسية للمرأة للتحرر من المجتمع الأبوي ونظام الدولة، وأتاحت لها الفرصة لممارسة دورها الريادي في بناء نظام مجتمعي جديد، مميَّز في نظام الرئاسة المشتركة، فيما طالبت المجتمع الدولي الاعتراف بما حققته المرأة، والنساء جميعًا لحماية هذه المكتسبات. 

تُعد ثورة روج آفا في شمال سوريا من أهم الأحداث التاريخية، التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخيرة، وهي ثورة اندلعت في عام 2012 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، رغم محاولات وأد المكتسبات، التي حققتها.

تميَّزت هذه الثورة بالعديد من المكتسبات الهامة التي حصلت عليها المنطقة، ولا يمكن التحدث عن هذه المكتسبات دون الحديث عن دور المرأة الهام ومشاركتها الفعَّالة فيها منذ البداية، وقد بذلت المرأة الكثير من الجهود لإقامة نظام يضمن حقوقها والتساوي بين الجنسين، وبفضل هذه الجهود تمكَّنت المرأة من تحقيق مكتسبات هامة على الصعيد الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي.

ثورة البناء والتغيير 

وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، عضوة منسقية مؤتمر ستار لمقاطعة عفرين والشهباء، “أليف محمد“، فباركت مستهل حديثها، الذكرى الحادية عشرة لثورة روج آفا، كما استذكرت شهداء الثورة: “نبارك الذكرى الحادية عشرة للثورة، لشعوب المنطقة، والمرأة والشبيبة على وجه الخصوص، كما نستذكر بهذه المناسبة الشهداء الذين ضحوا في سبيل أن نعيش أحراراً”.

وأوضحت أنَّ لثورة روج آفا مميزات ليس ككل الثورات: “إنَّ ثورة روج آفا، هي ثورة البناء والتغيير، ثورة حققت معها العديد من المكتسبات على الأصعدة، ثورة شعوب المنطقة ضد الظلم والفاشية، ثورة الإرادة الحرة للمرأة والشبيبة، هذه الثورة خلقت معها تغييرات جذريَّة، وهذا ما يميُزها عن باقي الثورات الأخرى”.

منجزات المرأة في الثورة

وأشارت أليف إلى الدور الريادي للمرأة ضمن الثورة، وما حققت من مكتسبات: “للمرأة دور فاعل وحاسم، منذ انطلاقة الثورة وحتى هذا اليوم، وقد حققت العديد من المكتسبات على الأصعدة كافة، فحققت المرأة في روج آفا تقدماً كبيراً في مجال حقوق الأسرة والعائلة، فتم إصدار قوانين ولوائح تحمي حقوق المرأة، التي تحدُّ من العنف الأسري والاعتداءات الجنسية وتم تعزيز موقع المرأة في المجتمع الكردي بشكل عام والسوري بشكل خاص، كما تم توفير الدعم اللازم لتعزيز الأدوار النسائية في المجالات التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما تمكَّنت من إنشاء منظمات ومراكز تعليمية وتدريبية تهدف إلى تمكينها وتعزيز دورها وقدراتها الفنية والمهنية في المجتمع، وتأسيس مجموعات نسائية تهتم بالعمل الإنساني والإغاثي والتنموي، وتم إطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز الصحة النسائية وحقوق الأمومة”.

ونوَّهت إلى دور المرأة في المجال العسكري: “ولا يمكن إغفال دور المرأة في القتال ضد مرتزقة داعش ومجموعات أخرى تهدد الأمن والسلم في المنطقة، فقد شاركت المرأة بشكل فاعل في معارك ضد الإرهاب، والتطرف، وتمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة، وأن تكون المرأة ضمن وحدات الحماية مثالاً يحتذى به في العالم، فالآلاف من القديسات وصلن للشهادة في سبيل الدفاع عن الأرض وحماية المرأة، وخلاصها من عباءة الظلم والعبودية”.

نظام الرئاسة المشتركة أبرز الإنجازات

و كما أشارت أليف، إلى نظام الرئاسة المشتركة، الذي حققته المرأة ضمن الثورة: “أحد أبرز المكتسبات التي حصلت عليها المرأة في روج آفا هو الإقرار بحقوقها الأساسية، وضمان حرية التعبير والمشاركة الفعَّالة في الحياة السياسية والعامة، والحصول على حق الاختيار والتصويت في الانتخابات، كما أنها تمكنت من العمل والمشاركة في مجالات مختلفة في المجتمع بما في ذلك المجالات الاقتصادية، والتعليمية، وأن تكون المرأة إدارية، وقيادية في جميع المجالات، وكان لنظام الرئاسة المشتركة دور بارز، فحصلت المرأة على نسبة 50 بالمائة من مكانها في الهيئات والمؤسسات والمراكز، وتمثل هوية المرأة ووجودها في مختلف المجالات، وتشغل المرأة في روج آفا مناصب هامة على الأصعدة السياسية”.

استهداف مكتسبات المرأة

وسلَّطت أليف، خلال حديثها، الضوء على محاولات استهداف المرأة ومكتسباتها: “من خلال هذه المكتسبات التي حصلت عليها المرأة في روج آفا، تمكنت المنطقة من الوصول إلى مستويات أعلى من التنمية والاستقرار والديمقراطية. ولا شك أن دور المرأة في هذه الثورة سيظل محط إعجاب واحترام العالم كله، حيث تمكنت من كسر الصورة النمطية التي كانت تربط المرأة بالتبعية والضعف، وأثبتت المرأة قدرتها على تحقيق التغيير والتقدم بقوة وعزيمة، ولكن لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه المرأة في روج آفا، فالتهديدات والهجمات على المنطقة، هي استهداف للثورة ولمكتسبات المرأة عبر استهداف النساء الفاعلات في المجتمع، هذا الاستهداف يأخذ شكلاً مباشراً، وكذلك يكون عبر حرب خاصة لإبعاد المرأة عن حقيقة الثورة، وإرجاعها إلى سنوات الظلم والعبودية، فالعشرات من النساء الرياديات والطليعيات، أمثال جيان تولهلدان، زينب، ليلى، هند وسعدة، هفرين خلف وغيرهن، تم استهدافهن، لأن العدو يخشى من ما تحققه النساء الرائدات في هذه الثورة”.

على المجتمع الدولي عدم التغاضي عن الانتهاكات المرتكبة بحق المرأة

كما طالبت أليف، المجتمع الدولي والجهات المعنية، بدعم ما حققته المرأة، وعدم التغاضي عن الانتهاكات التي ترتكب بحقهن: “يجب على جميع الأطراف الدولية العمل بجدِّية وتكثيف الجهود لدعم دور المرأة في ثورة روج آفا، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، والعسكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، وتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين في المنطقة. وعلى المجتمع الدولي تقدير الجهود المبذولة للمرأة في روج آفا وتقديم الدعم اللازم لها، وعدم التغاضي عن حقوقها ومكاسبها، وإعطاؤها المكانة المستحقة في العالم، وعدم التجاهل والتغاضي عن الانتهاكات، التي تتعرض لها المرأة في المنطقة، ويجب على المنظمات الدولية والحقوقية العمل على حماية حقوق المرأة وضمان حمايتها من التمييز، والعنف والاضطهاد، لأنَّ دور المرأة في ثورة روج آفا ليس دوراً نسائيًّا، وحسب، بل هو دورٌ حاسمٌ وضروري في بناء المجتمعات الديمقراطية والعادلة، وتثبت يوماً بعد آخر أنَّها قادرة على تحقيق التغيير، والتحول الاجتماعي الإيجابي في المنطقة”.

علينا حماية مكتسبات ثورة المرأة

وأكَّدت عضوة منسقية مؤتمر ستار لمقاطعة عفرين والشهباء، أليف محمد، على ضرورة حماية المكتسبات، التي حققتها المرأة: “عقد من الزمن مليء بالإنجازات، وبالنضال وبمقاومة النساء، هذا ما يمكننا وصف ثورة روج آفا، حققت فيه المرأة العديد من المكتسبات، فعندما نقارن وضع المرأة في شمال وشرق سوريا قبل ثورة روج آفا، وبعدها ندرك الفرق، بتغيرات عديدة طرأت على المجتمع والمرأة، لقد عملنا بشكل كبير عليها، وقدمنا العديد من التضحيات لتسطيع المرأة أن تنتقل من التهميش إلى قيادة المجتمع، ووضعت المرأة بصمتها في الحياة”.

واختتمت بالحديث عن أهمية التكاتف لإفشال مخططات المحتل: “ولكي تستمر هذه الثورة نحتاج لتكاتف الجميع والاستمرار بدعمها، فمهما بلغت قوة الأعداء لا يمكنها إفشال مشروع أصحابه مؤمنون به. لذلك؛ على النساء في مناطق شمال وشرق سوريا تنظيم أنفسهنَّ؛ لكي نحمي مكتسبات ثورتنا، التي انتصرت بدماء شهدائنا وشهيداتنا”.