روناهي/ حلب ـ بمناسبة يوم مناهضة العنف ضد المرأة، وفي إطارِ النشاطِ الثقافيّ التوعويّ وتحت شعار (يداً بيد، نبني المرأة الحرة لسوريا المستقبل)، عقد مكتب تنظيم المرأة بفرع حزب سوريا المستقبل بمدينة حلب صباح الثلاثاء 20/11/2018 في حي الشيخ مقصود المنتدى النسويّ الأول لمناهضة العنف ضد المرأة، بحضور خالدة عبدو مسؤولة مكتب المرأة ومروة قونيالي نائبة رئيس فرع حلب وفهيمة حمو مسؤولة مكتب تنظيم المرأة في مجلس سوريا الديمقراطيّة وجيهان السمان ونسرين علي أعضاء فريق سوريا للسلام، وذلك بمشاركة فعّالة من الأحزاب والمؤسسات المجتمعيّة والشخصيات المستقلة ذات العلاقة، ومنظمات المجتمع المدنيّ.
بدأ المنتدى أعماله بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً وإجلالاً لأرواح الشهداء، ومن ثم عُرض فيلمٌ وثائقيّ عن حياة الأخوات ميرابال ضحايا الاستبداد في جمهورية الدومنيكان، وتضمن برنامج المنتدى النقاش حول ثلاثة محاور هي: العنف ضد المرأة وأسبابه، المرأة في الأزمة السوريّة، مناهضة العنف ضد المرأة وتفعيل دورها سياسيّاً، وكلّ محور خُصِص له تقريرٌ وشهد المنتدى نقاشاً مكثفاً بين المشاركين الحضور، وأظهرت أفكاراً مختلفة تناولت الآثار السلبيّة على المجتمع نتيجة ممارسة العنف ضد المرأة بكلِّ أشكاله على الشخصيّة مباشرة والأسرة وعلى كامل مساحة المجتمع وتوقف لدى ظاهرة تزويج القاصرات وأسبابها.
تناول النقاش الأزمات المجتمعيّة وإسقاطات ارتداداتها على شخصية المرأة نفسيّاً وجسديّاً وماديّاً ومعنويّاً وفي أشكال الوجود الطبيعيّ داخل المجتمع باعتبار عنصراً فاعلاً في خلق التوازن المجتمعيّ الطبيعيّ بعيداً عن الثقافات العابرة للحدود، وأنّ حقيقة أنّ المرأة كانت المستعمرة الأولى في التاريخ، جاءت نتيجة تبني ممارسة العنف عليها في ظل الثقافة الذكوريّة المتمثلة بالرجل والمرأة على حدٍّ سواء وأنّه لا يمكن الحديث عن مجتمع ذكوريّ أو أنثويّ صرف، بل الحديث عن المرأة هو الحديث عن المجتمع ككل، وعندما أيّ ثورة اجتماعيّة ستكون فاقدة قيمتها ما لم تأخذ المرأة مكانها الطبيعيّ اللائق فيها، ولعل من أهم أهداف الثورة تصحيح المصطلحات والمفاهيم، لأنّها ستكون معايير الحكم على السلوك العام وحول تُنسج الأفكارُ ومجملِ الحراكِ الفكريّ.
إنّ كلّ المظاهر السلبيّة والمظلوميّة التي طالت قضية المرأة في مجتمعنا سببها سوء الفهم التاريخيّ لها، فالإنسان واحد يتجلى بصورتين ذكر وأنثى وبالتالي فمسائل حقوق الإنسان لا تحتاج تفصيلاً على الدوام من حيث حق الحياة الكريمة والحريات العامة وتملك الإرادة الشخصيّة وصيانتها من ممارسة العنف والتعديات بكلّ أشكالها.
مداخلات الحضور سلطت الضوء على أهميّة البحث عن حلولٍ جذريّة مستدامة وليست ظرفيّة طارئة، وإيجاد آليات مناسبة لتطبيقها وترسيخها في جذور المعرفة المجتمعيّة وممارستها عمليّاً في إطار الحلِّ الدائم للأزمات بعيداً والظواهر الطارئة التي تعصف بالمجتمعات الإنسانيّة.
واختتمت أعمال المنتدى ببيان ختاميّ تضمن الخطوط العريضة للحلّ والتي تعتمد على الأصول المجتمعيّة المغيّبة قسراً عن ساحة الوعي والإدراك ووضع الأسس الصحيحة في بناء الخلية الأصغر بالمجتمع وديمومتها لبناء المجتمع الأخلاقيّ والخروج من فوبيا العنف المنتشر داخل المجتمع وتمّ التأكيد على استمرار عقد مثل هذه الفعاليات وصولاً إلى ردم الشروخ البنيويّة في المجتمع.
