تقرير/ صلاح إيبو –
في لقاء خاص لصحفتنا مع رئيس المجلس الوطني السرياني السوري بسام اسحاق؛ تمحور حول التطورات التي حدثت وتحدث في الشمال السوري، والموقف الأمريكي حيال الهجمات التركية في الآونة الأخيرة، وتطور العلاقات بين الإدارة الذاتية والولايات المتحدة الأمريكية، والدستور السوري الجديد ومواضيع أخرى تتعلق بما يجري في المنطقة بشكل عام.
تجربة شمال سوريا الديمقراطية تُرعِب تركيا
في البداية وحول التطورات الأخيرة في الشمال السوري ميدانياً وسياسياً، والهجمات التركية على إقليم الفرات والذي تزامن مع انتهاء الاجتماع الرباعي في إسطنبول؛ حدثنا بسام إسحق قائلاً: “إن هذا التزاوج الأيديولوجي بين إسلاميي وقوميي تركيا يشعرهم بالرعب من تجربة شعوب شمال سوريا الديمقراطية التعددية، فلو نجحت واستمرت هذه التجربة سيأتي الدور على تركيا التي تخاف رياح التغيير التي ستؤدي حتماً إلى انتفاض الشعب التركي. لذلك؛ هم يتحينوا الفرصة للانقضاض على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بحجج واهية لم تعد خافية على أحد، والولايات المتحدة الأمريكية تعلم ما هي مخططات تركيا في المنطقة، وبخاصة في شمال وشرق سوريا، وستحاول تجنب حصول معركة بين قوات سوريا الديمقراطية وبين الطرف التركي، أمريكا ستتدخل عبر الطرق السلمية كوسيط لا يُريد خسارة الطرفين وبالحوار المباشر معهم. والطريقة التي تعاملت أمريكا مع الاعتداءات التركية طريقة خجولة وعبر بعض الوسائل الإعلامية، وهذا يعتبر رداً سلبياً على التدخلات التركية في المنطقة”.
في أمريكا نُحاول توضيح ما تقوم به الإدارة الذاتية
وحول رؤية الإدارة الأمريكية والشارع الأمريكي لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشمال السوري؛ أكد إسحق قائلاً: “هناك جهات في الإدارة الأمريكية، وحتى في المجتمع الأمريكي لا تعرف الكثير عما يجري على الساحة السورية، أو أن لديها صورة مشوهة وضبابية عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشمال السوري وهي لا تعرف الكثير عن هذه التجربة ومدى تطبيقها. ولذلك؛ نحن وبحكم وجودنا هناك ومن خلال لقاءاتنا معهم، نسعى لتوضيح حقيقة هذا المشروع وهو تحد كبير في مجابهة حملات التشويه، كما نحاول دائماً أن نوضح لهم مشاركة الجميع في هذه الإدارة التي تقوم بإدارتها شعوب المنطقة. ونطالب دائماً بتواجد دبلوماسي لممثلي الإدارة الذاتية في واشنطن، ونسعى لتحقيق ذلك وضرورة وجود مُمثلية للإدارة الذاتية في أمريكا لما لها من أهمية قصوى، ولا بد أن تعترف الإدارة الأمريكية بالإدارة الذاتية سياسياً، وتعترف بفاعليتها على الأرض وبدونها لا يمكن الوصول إلى الحل في سوريا”.
وفيما يخص فرض أمريكا معادلة سياسية وميدانية في سوريا في ظل التنافس الروسي والوجود الإيراني والتركي، واستراتيجية أمريكا في سوريا أوضح إسحق: “لا يوجد الآن موعد محدد بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا لاعتبارات عديدة، المصالح الأمريكية اليوم رهينة ما سيأتي عليه الصراع على سوريا وما ستتمخض عنه من نتائج، وأمريكا الآن تربط وجودها بوجود الإيرانيين والميليشيات الموالية لها، وحتى بالوجود الروسي. ومخططات تركيا وإيران والنظام والمعارضة المسلحة والمعارضة المؤدلجة دينياً وحتى الروس، كلها تسعى لفرض هوية واحدة ورفض التعددية والشراكة الحقيقة، وجل خلاف هؤلاء اللاعبين هو على من يحكم سوريا، ومع كل أسف الجميع يركض وراء مصالحه ويسعى لتحقيقها وعلى حساب الدماء السورية”.
لدينا رؤيا واضحة لسوريا المستقبل
