لجنة الثقافة والتراث بالرقة تبدأ عمليات الترميم ومناشدات لمد يد العون

بعد أن زالت الغمة السوداء عن الرقة إثر تحريرها من مرتزقة داعش، وما ألحقته بالرقة عموما، والآثار، والتراث، والمتاحف خصوصا، باشرت لجنة الثقافة والآثار في الرقة بترميم المواقع الاثرية، وناشدت الجهات المعنية والمنظمات الدولية للحفاظ على الموروث الثقافي المحلي، والعالمي في الرقة.

ترميم المواقع الأثرية

للحديث عن أهمية الترميم وبخاصة في الفترة الراهنة، التقت صحيفتنا “روناهي” المستشار في لجنة الثقافة والآثار محمد العزو، الذي حدثنا عن ذلك: “كانت بدايات عمليات الترميم منذ عام 1978، بدأت دائرة آثار الرقة بترميم سور المدينة كاملاً بطول ثلاثة كيلو مترات ونصف، رمم من الداخل والخارج بارتفاع ثلاثة أمتار تقريباً، وتم ترميم قصر البنات، والمسجد الجامع وباب بغداد”.

 وتحدث العزو عن عمليات الترميم الحالية: “هناك القصور العباسية الواقعة خارج السور، فيوجد قصر هارون الرشيد أو قصر السلام، الذي يقع جانب سوق الغنم حالياً الذي يتم ترميمه بارتفاع مترين تقريباً، وهناك مواقع أثرية أخرى خارج المدينة، وهي تل الصبي الأبيض، وتل خويرة، وتل حمام التركمان، حيث تم التنقيب في هذه المواقع الأثرية”.

التحديات والمشاكل

ومن ناحية أخرى أشار محمد العزو إلى التحديات القائمة أمام لجان الترميم: “أمام الجهة المسؤولة  تحديات كبيرة من أجل ترميم المواقع الأثرية؛ كونها تعاني تصدعات  كبيرة فيها، وهناك تل البيعة، الذي لجات إليه قوافل من اللاجئين ممن فروا من أتون  الصراع في مناطق متفرقة، يسكنون فوق التل؛ ما أدى إلى ضرر بالموقع، ومن تلك الأضرار الجسيمة، حفر جور فنية لكل خيمة وتعدادها بالآلاف، وبذلك أصبح كامل التل يعج بالحفر الفنية، وهذا الموقع إذا تم الحفر فيه للأسفل متراً أو نصف متر، تظهر آثار هامة، وهذا المخيم أساء للتل، الذي يضم في ثناياه مدينة الرقة القديمة، وتحتاج هذه المواقع إلى ترميم، وهي كنز ليس فقط للرقة أو للعرب فقط، بل يهم شعوب المنطقة والعالم”.

وتابع: “هناك خطط في الزمن القريب لدى لجنة الثقافة والآثار، لترميم السور، والجامع، وقصر البنات، وباب بغداد، وقلعة جعبر، التي تعاني من تصدعات في الأبراج، وهناك إيلاء أهمية للآثار والمواقع الأثرية من الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث يتم ترميم الأبراج في قلعة جعبر وخاصة البرج الأبيض، الذي يعاني من تصدع كبير”.

واختتم المستشار في لجنة الثقافة والتراث محمد العزو حديثه:” الآثار تعدُّ علامة مميزة لهذه المدينة، وتحتاج إلى عناية بها تتمثل في ترميم المواقع الأثرية، وإعادة افتتاح متحف الرقة، ونشكر كل الأيادي التي تعمل على المساعدة في ترميم الآثار، وبإعادة الآثار إلى الواجهة والاهتمام”.

وفي سياق متصل أصدرت هيئة الثقافة والآثار في شمال وشرق سوريا بيانا إلى الرأي العام لحماية الآثار والمعالم الأثرية من التدمير، وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا “روناهي” نائب هيئة الثقافة والآثار لشمال وشرق سوريا “زردشت عيسى” الذي تحدث عن الغاية من البيان بقوله: “طالبنا مرارا مد يد الإدارة الذاتية لحماية التراث الثقافي والحضاري للمنطقة، حيث إن سوريا تتميز بغناها بالمواقع الأثرية على جغرافية المنطقة كاملة، بالنسبة للإدارة الذاتية وبعد تشكيل هيئة الثقافة والتراث ومديريات الآثار، فإنها تقوم بحماية هذه المواقع من التعديات، وصيانة هذه المواقع جراء الظروف الجغرافية التي تمر بها”.

وأضاف عيسى: “فيما يتعلق بمخطط عام 2023 لهيئة الثقافة ومديرية الآثار حاليا نقوم بعملية ترميم أجزاء من مستودع هرقل وتوثيق الألواح الفسيفسائية والموزاييك الموجودة حاليا وهذا المشروع قائم مدته أربعة أشهر من تاريخ 1/4/2023لغاية 1/8/2023”.

وأردف عيسى: “بالإضافة لذلك قمنا بوضع عدة دراسات للتدخل لترميم سور الرقة، الذي تعرض، لانهيارات متتالية بسبب قلة التدخلات الإسعافية، كون جميع المواقع الأثرية لها معايير دولية للتدخلات، وتخصيص مبلغ مالي لتدخل هيئة الثقافة لترميم المواقع الأثرية حسب المعايير الدولية”.

ونوه عيسى “قمنا أيضا بتخصيص مبلغاً للتدخل بترميم التصدعات، التي تعرضت لها قلعة جعبر، نتيجة الحروب والظروف المناخية التي حولها”.

هذا وكانت هيئة الثقافة والآثار لشمال وشرق سوريا قد أصدرت البيان التالي: “تتميز سوريا بغناها بالمواقع، والمعالم الأثرية، والتي تعود لفترات تاريخية مختلفة كما تتميز سوريا بكثرة متاحفها الأثرية، والتراثية وطالما كانت هذه المواقع والمتاحف محط أنظار للسواح والجامعات والمؤسسات العلمية المعنية على مدار عقود.

ولم يعد يخفى على أحد ما تعرضت له الكثير من المواقع، والمعالم الأثرية السورية ومتاحفها من تخريب ونهب وتدمير، وكان متحف الرقة ومستودعات هرقلة إحداها، وذلك خلال أزمتها، والتي كانت خسارة لكل السوريين.

ومنذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قامت هيئة الثقافة وجميع لجانها الفرعية ومديريات الآثار التابعة لها القيام بدورها لحماية وصيانة هذه المواقع الأثرية من كل التعديات، والتجاوزات الحاصلة بحقها.

وبناء عليه، وفي هذه المناسبة، التي تمثل اليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف الثامن عشر من شهر أيار في كل سنة، ‏ نناشد باسم هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ولجنة الثقافة والآثار في مجلس الرقة المدني جميع المنظمات، والمؤسسات المعنية بدعم وحماية التراث لمد يد العون من أجل حماية المواقع الأثرية السورية وحماية متاحفها، ومحاسبة تجار الآثار واسترداد جميع قطعها المنهوبة”.