مساعي حثيثة للمرأة المثقفة في منبج

روناهي / منبج- في إطار تنظيم المرأة في اتحاد المثقفين؛ عقدت كلّ من سارية محمد مسؤولة الثقافة في روج آفا، وشمال سوريا، وجميلة أحمد المستشارة الإدارية في مدينة منبج، اجتماعاً مع العضوات المثقفات؛ وذلك في مبنى اتحاد المثقفين.

المرأة حجر الأساس للثقافة

 وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، رحّبت الرئاسة المشتركة لاتحاد المثقفين في مدينة منبج عليا شاهين بالمشاركات، وأضافت بالقول: “مرحباً بكل النساء المثقفات؛ اللواتي أثبتن أنّهنّ حجر الأساس الرّصين للثقافة”.

وتابعت عليا بأن هذا الاجتماع يحمل أهمية كبيرة، كونه ينعقد في ظل ظروف عصيبة؛ تمرّ بها المنطقة. وهذا الأمر يلقي بكاهله على المرأة المثقفة على وجه الّخصوص؛ لتتحمّل مسؤولياتها التّاريخية؛ إزاء ما يحدث في سوريا حالياً.

أما بالنسبة لدور المرأة في ضوء التحديات الجسيمة، وسبل مواجهتها؛ فنوهت سارية مسؤولة الثقافة في روج آفا وشمال سوريا بالقول: “إن تكريس الثقافة في حياة المرأة؛ يساهم إلى حدّ بعيد في بثّ الوعي الثّقافي، بوصفها الّقادرة على بلورة تأثيرها على الآخرين. وهذا لا يأتي إلا بقوّة وشجاعة كبيرتين. بينما الغالب ينظر للمرأة على أن عملها مقتصراً في المنزل. وهذا الشيء يقيّدها بخلاف تحرّرها، ويحّيد من طاقاتها الإبداعية؛ بدلاً من انطلاقها؛ نحو تطوير أفراد المجتمع نحو البناء والعمران”.

سيُكمِلنَ مسيرتهن الثقافية

وعن ممارسة المرأة مهامها، ووظائفها اتجاه مجتمعها، أضافت سارية بأن أهمّ واجبات المرأة؛ اتجاه بنات جنسها؛ يكمن في تنظيمهنّ ضمن كتل ثقافيّة أو سياسيّة؛ وذلك للمساواة مع الرجل، فأن دورها ليس أقلّ من دور الرجل المثقف في محاولة تطوير، وتوعية المجتمع. لأن عملية نشر الوعي بكافة أشكاله؛ تبدأ من ذاتها، ومن ثمّ أسرتها، فالمجتمع بأكمله؛ لأن وعي المجتمع، وتقدّمه؛ يُقاس من خلال ما تقدّمه المرأة المثقفة له؛ وهذا بعكس المجتمع؛ الّذي لا يعطي المرأة حقّها الطّبيعي.

بينما تطرقت جميلة أحمد المستشارة الإدارية في مدينة منبج وريفها؛ حول تقديم الحلول المناسبة؛ لأيّ عقبات تقف في وجه المرأة المثقفة. وتابعت جميلة بالقول: “لتعلم المرأة المثقفة؛ أنّ يدنا تُمدُّ لأيّة امرأة؛ تبحث عن إحياء الثّقافة؛ لمؤازرتها؛ فحتى وقتٍ قريب، كان ينظر إليها بالعجز، والشلل، وعدم الإبداع، والحس، ولذا نحن على استعداد؛ لتقديم الدعم اللازم؛ للمرأة المثقفة؛ لتتّمكن من نيل مكانها الطبيعيّ في المجتمع”.

وذكرت جميلة بأن هذا الأمر لابدّ له من حاضنة؛ حيث تستطيع المرأة النّهوض بدورها. وهذا ينطلي، ويمهّد لمرجعّية اتحاد المثقفين من كونه القافلة التي تقلُّ النساء إلى نشاطاتهنَّ. فمن خلاله؛ يتمّ تنظيم الجهود المبذولة؛ لنشر الوعي الثّقافي بين الأفراد، لتتمّكن المرأة من الخروج من قوقعة المنزل، ومزاولة ثقافتها التي تهواها.

وفي ختام الاجتماع؛ أكدت المشاركات أنهن سعيدات بهذه الزيارة، أنهنّ على استعداد تام لتقديم كلّ ما يملكنَ من خبرات ثقافية؛ لتوعية أفراد المجتمع، وإنهنّ سيُكملنَ المسيرة الثّقافية والنضالية لثورة روج آفا والشمال السوري؛ حتى تأخذ المرأة المثقفة مكانها الحقيقيّ في المجتمع.