في الثالث من مارس/ آذار 2021 استجابت الأمم المتحدة للمطالبات المغربية بتكريم شجرة الأرغان، ومنحها اعترافاً عالمياً بأهمية وقيمة الشجرة الذهبية، التي تشتهر بها المغرب، وحددت الأمم المتحدة العاشر من مايو/ أيار من كل عام كيوم عالمي لشجرة الأرغان وموقع للتراث غير المادي للبشرية ومصدر تراثي للتنمية المستدامة.
الأرغان ليست مجرد شجرة، فهي تحتل مكانة مهمة في التراث الأمازيغي، وتمنحها الميثولوجيا الأمازيغية مكانة أسطورية، فهي شجرة الحياة كما يصفها الأمازيغ، وتعتمد عليها حياة من تبقى من قبائل الأمازيغ، فهي مصدر الرزق والعيش بما تحويه من خيرات طبيعية مستدامة.
واستخدم الأمازيغ زيت الأرغان لقرون في مكافحة الآثار القاسية على الجلد والشعر بسبب المناخ الجاف في تلك المنطقة شبه الصحراوية.
المنتج الأساسي لشجرة الأرغان -زيت أرغان- الذي احتفى به العالم مؤخراً، لما له من عظيم الأثر في المجالات الطبية والدوائية واستخدامات التجميل والبشرة والشعر، استحق أن يُطلق عليه زيت الذهب.
“الأرغان ليست مجرد شجرة، بل هي درس بيئي وثقافي وإنساني، وهو الدرس الذي يجب أن نطبقه في كل علاقاتنا مع تنوع الحياة” هذا ما قالته أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو في أول احتفال أقامته الأمم المتحدة باليوم العالمي لشجرة الأرغان في العام قبل الماضي.
وصفت أودري أزولاي زيت الأرغان حينها بـ”الكنز” لما يتمتع به من خصائص فريدة، جعلته أحد أهم المنتجات الطبيعية في استخدامات الطب والدواء وصناعة مستحضرات التجميل والطهي الصحي.
مكونات زيت الأرغان
يتم إنتاج زيت الأرغان من نواة فاكهة شجرة الأرغان المستوطنة في المغرب، ويستخدم الزيت في الطبخ التقليدي وكذلك في علاجات الطب التقليدي لعلاج بعض مشاكل الجلد وآلام المفاصل.
ويتكون 99% من تركيبة الزيت من الدهون الثلاثية التي تحتوي على حمض الأوليك بنسبة 45% وحمض اللينوليك بنسبة 34%، بينما 1% من تركيب الأرغان يحتوي على مركبات بيولوجية نشطة للغاية وهي السبب الرئيسي وراء العديد من الفوائد الطبية والدوائية للأرغان وخاصةً على نظام القلب والأوعية الدموية، علاوةً على التهابات المفاصل ومنع تلف الجلد وتأخير علامات الشيخوخة.
وأشارت الدراسات إلى مساهمة زيت الأرغان في علاج الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل الزهايمر وإعتام عدسة العين، والتصبغات الجلدية الناجمة عن السن.
