العشائر العربية: “الهجمات التركية هي اعتداء على سوريا قاطبة”

تقرير/ آلدار آمـد ـ دلال جان  –

بعد تصاعد تهديدات الدولة التركية على مناطق شمال وشرق الفرات، وقصفها لبعض المناطق والقرى الحدودية في كل من كوباني وكري سبي (تل أبيض) والتلويح بالتدخل العسكري المباشر في شرق وشمال سوريا؛ عُقِد في قلعة السلام بمقاطعة الحسكة ملتقى لشيوخ ووجهاء العشائر في الحسكة للتنديد بالاعتداءات التركية على شمال وشرق سوريا، للوقوف صفاً واحداً في التصدي للعدوان التركي، وأصدروا بياناً أدانوا فيه الاعتداءات التركية وتهديداتها لمناطق شمال شرق سوريا ومقاومتها بجميع الوسائل الممكنة.

الاحتلال التركي وقفَ في وجه طموحات الشعب السوري

 وعلى هامش المُلتقى؛ التقت صحيفتنا بعدد من الوجهاء وشيوخ العشائر العربية الذين أكدوا وحدة مصير الشعوب في شمال وشرق سوريا حيث حدثنا نائب رئيس مجلس عشيرة الجبور الشيخ نواف الدخيل قائلا: “لا بد لنا من التأكيد على أن الشعوب التي عاشت في هذه المنطقة بالرغم من اختلاف الأعراق والطوائف والمذاهب عاشت بسلام بجوار بعضها البعض لمئات السنين، حيث كان يسود السلام والأمان والإخوة فيما بينهم، ولم تكن هناك من نزاعات أو خلافات. ولكن؛ سلطات النظام السوري عمدت إلى إثارة النزاعات والنعرات الطائفية والقومية بين أبناء المنطقة الواحدة، وبخاصة الدولة العثمانية التي حكمت المنطقة واحتلتها لمدة أربعة قرون، حيث اضطهدت جميع شعوبها، وارتكبت بحقهم المجازر البشعة، ولم تعترف بحق الشعوب في الحياة، ومارست الظلم بكل أشكاله، ولا تزال على تلك الذهنية الديكتاتورية، حيث ترسم أجندات واضحة في المنطقة ضد أبنائها من كرد وعرب وسريان، وتحاول أن تقضي على كل أشكال الديمقراطية في المنطقة”.

وتابع الدخيل حديثه بالقول: “لهذا بدأت تركيا بالتدخل في الأزمة السورية منذ اليوم الأول ودعمت الفصائل الإرهابية بكل أصنافها وزودتها بالمال والسلاح للوقوف في وجه طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وهي تمارس هذه التهديدات في هذه المرحلة بعد أن تمكنت شعوب شمال سوريا من تحقيق الوئام والسلام فيما بينها وفق مبدأ إخوة الشعوب التي تستند إلى الديمقراطية والاعتراف بالآخر، وهذا هو جوهر الموضوع. وتخشى تركيا من انتشار الديمقراطية في المنطقة. لذلك؛ تحاربها كي لا تصل إليها، وبالتالي ستهدد كيانها العثماني بالانهيار، وتحاول القضاء على تجربة الشمال السوري التي باتت نموذجا للعيش المشترك بين شعوب المنطقة”.

واختتم الشيخ نواف الدخيل حديثه بالقول: “نحن أبناء هذه المنطقة بكل أطيافها وعشائرها وأديانها نؤكد على الوقوف صفاً واحداً في وجه التهديدات التركية وعدوانها على شمال سوريا وشرق سوريا وستكون المقاومة هي خيارنا الوحيد في وجه هذه التهديدات، ولن تستطيع النيل من وحدة أبناء المنطقة مهما مارست من ألاعيب ومؤامرات، والمكونات السورية ستُفشِل كل محاولات الدولة التركية في شق وحدة الصف بمنطقة شرق الفرات وشمال سوريا”.

الإدارة الذاتية أرست دعائم الديمقراطية

وحول الموضوع ذاته؛ حدثنا عن المكون الآشوري برخو نويا قائلاً: “بعد انطلاقة الثورة السورية التي مرّت عليها ثمان سنوات، والتي كانت ثورة تحرر وحرية في البداية سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح وتحولت عن مسارها الديمقراطي، وذلك بسبب التدخل التركي المباشر عبر دعمها للتنظيمات الإرهابية التي أنشأتها وبدأت تهدد شعوب المنطقة برمتها وتمرر عبرها أجنداتها الخاصة بها. ولا سيما العداء المباشر للشمال السوري، حيث تعيش فيها مكونات عديدة تمكنت من الحفاظ على أمن واستقرار مناطقها، وقارعت الإرهاب والمرتزقة الذين أرسلتهم الفاشية التركية إلى مناطقنا. إن التهديدات التركية واعتداءاتها على شرق وشمال سوريا ما هي سوى خوفها من تجربة الإدارة الذاتية المُعاشة في المنطقة والتي أرست الحرية والديمقراطية لمكونات الشمال السوري. والحكومة التركية تخشى من الديمقراطية التي تفتقدها وهذه هي الدوافع الحقيقة لأردوغان وحكومته، فالفاشية التركية لا تعترف سوى بالعنصر التركي وترفض كل شيء اسمه التعددية أو الديمقراطية، ونحن المكونات السورية في شمال وشرق سوريا وبعد نضال دام سنوات، قدمنا الكثير من الشهداء والتضحيات في سبيل تحقيق الأمن والسلام والعيش الكريم في مناطقنا”.

وأنهى برخو نويا حديثه بالقول: “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات واعتداءات الدولة التركية، وسنتمسك بأرضنا وقيمنا التي حققت الديمقراطية والحرية لجميع المكونات، بعد أن كنا محرومين منها لمئات السنين وسنقف صفاً واحداً ويداً واحدة. وسنقف جميعاً خلف قوات سوريا الديمقراطية التي حققت الانتصارات الكبيرة، وحررت أغلب مناطق الشمال السوري وتمكنت من القضاء على بؤر الإرهاب في المنطقة، ولا تزال تخوض حرباً ضروس ضد الإرهاب العالمي والتي تدعمها حكومة أردوغان، وسيكون النصر حليف الشعوب المنتفضة من أجل حريتها، ولن تستطيع أي قوة الوقوف في وجه العدالة والديمقراطية وحقوق الشعوب”.

تستهدف جميع شعوب المنطقة

كما حدثنا الممثل عن قبيلة الطي نايف الظاهر قائلاً: “إن الحرب التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية ضد معاقل الإرهابيين في شرق الفرات، والتي ستؤدي إلى القضاء على مرتزقة داعش في مناطق شرق الفرات هي ضربة قاسية لحكومة أردوغان التي دعمت الإرهاب وساندتها من أجل القضاء على التجربة الديمقراطية التي يعيشها الشمال السوري والتي حققت إنجازات عظيمة خلال السنوات الماضية على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية، ووفرت لجميع مكونات الشمال السوري الحرية والديمقراطية والعدالة في تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهذه لم تكن موجودة خلال العقود الماضية، حيث سادت الإخوة بين جميع المكونات وكان العيش المشترك والاعتراف بالآخر هو الأساس في هذه التجربة”. وتابع نايف الظاهر حديثه بالقول: “إن التفاف جميع الشعوب والمكونات حول الإدارة الذاتية أتت من قيامها بما هو ممكن في خدمتهم، وشاركت في هذه الإدارة ودافعت عنها، كما أنها تمكنت من حماية مناطقها وحققت الأمان والاستقرار فيه، هذه الانتصارات والإنجازات التي حققتها مكونات شمال سوريا معاً وبتكاتف الجميع هزمت داعش والعصابات الإرهابية، مما دفع بالحكومة التركية وأردوغان إلى التهديدات المباشرة على شمال وشرق سوريا، وهي لا تستهدف مكوناً بعينه، إنما تستهدف تجربة الحرية والديمقراطية برمتها. وتريد بالعودة إلى حكم الاستبداد والديكتاتوريات العثمانية، ونحن في الشمال السوري بجميع أطيافنا ومذاهبنا نؤكد بأننا لن نتخلى عن مكاسبنا التي كانت ثمرة تضحيات كبيرة قدمتها شعوبنا جميعا، حيث امتزجت دماء أبناء جميع مكونات الشمال السوري في سبيل تحقيق الحرية والديمقراطية ولن تذهب هذه الدماء هدراً”.

وفي ختام حديثه قال نايف الظاهر: “سندافع عن كرامتنا ووطننا وسنقاوم التهديدات والاعتداءات التركية في كل مكان ولن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنناضل من أجل تحرير جميع المناطق التي احتلتها في سوريا، ولن يستطيع أردوغان والقوى التي تسير في فلكه من تنفيذ مخططاتها المعادية لشعوب الشمال السوري؛ لأن القوة التي تربط بين المكونات أقوى من كل مؤامراته ومخططاته، وإرادة الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية”.