No Result
View All Result
المشاهدات 23
د. علي أبو الخير_
أولاً وقبل كل شيء، نقدّم أسمى آيات التهاني القلبيّة الخالصة للقائد (عبد الله أوجلان)، ولكافة أفراد الشعب الكردي، وذلك بمناسبة عيد ميلاد القائد أو عيد ميلاد الحرية، ففي ذكرى مولد القائد الرابعة والسبعين، فقد وُلد يوم الرابع من شهر نيسان/ أبريل عام 1949، قضى منها 24 عاماً خلف القضبان، لا لشيء سوى أنه أراد الحرية لشعبه الكردي، وتمسك بما يمكن أن نسميه (دبلوماسية الأمل)، وهي دبلوماسية الكلمة الطيبة، التي تنبع من القلب، فتصوغها المشاعر الحانية حروفاً من نور، أشرقت في سرائر الأحرار، وتتألق في ضمائر الثائرين الحالمين، ونعتقد جازمين بأن القائد (عبد الله أوجلان) يتمسك بالأمل وهو في غياهب السجن، فأسمينا ذلك دبلوماسية الأمل، وهي من وحي مؤلفات وأفكار القائد، الذي لم يفقد روحه في المعتقل، ولم يفقد الأمل المنشود، وكله أمل مسنود للشرعية القانونية والشعبية داخل تركيا وخارجها..
ركائز دبلوماسية الأمل عند القائد أوجلان
ترتكز دبلوماسية الأمل عند القائد أوجلان على ثلاثة ركائز رئيسية تتفرع منها تفاصيل دقيقة حيوية، ومن خلالها يفرض رؤيته الحالمة على الكُرد، ويفرض احترامه على الجميع من غير الكرد، فهو يمثل حالة فريدة في الثقافة والفكر، أمّا الركائز الثلاثة فهي:
ـ الركيزة الأولى هي يقينه بأن أمل الكرد في الاستقلال سيتحقق يوماً، وخدمته لشعبه تنطلق عبر التمسك بقيم الكرامة والعدالة والإخاء، وعدم الصدام تجنباً لإراقة الدماء، وهو داخل سجنه يطالب الكرد بالتمسك بالأمل.
ـ الركيزة الثانية تتمحور حول فكره العالمي، فاتخذ من سجنه واحة لحرية الفكر والضمير، فألّف الكتب وأرسل رسائل لشعبه ولكافة الأحرار في العالم، كلها تنحاز للسلوك الإنساني والفكر العالمي، فقد ألّف وكتب عن: القضية الكردية والحرية ـ الديمقراطية ـ المجتمع المدني ـ التاريخ الإنساني ـ وداخل كل مجلد تفاصيل حول التاريخ العالمي منذ الحضارات السومرية والمصرية واليونانية والفينيقية حتى اليوم، متخذاً من التاريخ الإنساني دليلاً على صدق دعوته وفكره.
ـ الركيزة الثالثة تكمن في عدم رفضه للتعاون مع الأتراك أنفسهم، فضلاً عن تعاونه من خلال المحامين عنه مع الشعوب الأوروبية، من خلال مجتمعاتهم المدنية والحقوقية، نورد بعض التعاون مع خصومه من الحكّام الأتراك، ثم مع منظمات المجتمع المدني في الدول الأوروبية، كما أوردها الموقع الإلكتروني Rojnews.news، ووجدنا من خلاله أن القائد أوجلان لم يطلب الحرية لنفسه، إلا ليقود الشعب الكردي لنيل حقوقه بالطرق السلمية، وهو حر وهو في سجنه.
حق الأمل العالمي
أمّا أهم تلك المساعي والمحاولات للإفراج عنه، تتمثل فيما يلي:
ـ على الرغم من العزلة الشديدة ونظام التعذيب الشديد في إمرالي، وانتهاك جميع القوانين الدولية وحقوق السجناء، فقد حُرم القائد أوجلان من “حق الأمل”، ووفقاً لهذا القانون، يمكن أن يتمتع القائد أوجلان بالحق في الحرية.
ـ وفقا للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (DMME)، هناك قانون أو حق يسمى “حق الأمل”، الذي يمنع أن يبقى أي سجين في السجن إلى الأبد، وبعد أكثر من 24 عاماً في السجن، يحق له مراجعة قضيته والبقاء خارج السجن لبقية حياته.
– أن تتضمن بعض الحقوق وفقاً لقانونها، وبحسب هذا القانون، قررت محكمة حقوق الإنسان إعطاء حق الأمل للقائد أوجلان، لكن لم تقبل الحكومة التركية هذا القرار.
– في 18 كانون الأول 2022، قدمت الدولة التركية “خطة عمل” إلى لجنة وزراء مجلس أوروبا بشأن العزلة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، ورفضت مرة أخرى تنفيذ “حق الأمل”.
– القائد عبد الله أوجلان حُرم من الاجتماع مع محاميه منذ عام 2011، وبعد الاجتماع في 5 نيسان 2015 مع وفد إمرالي، دخلت العزلة الشديدة حيز التنفيذ في إمرالي.
– وفي 10 حزيران 2022، تقدّم ما مجموعه 775 محامياً من 29 نقابة للمحامين بطلبات لعقد اجتماع في إمرالي، وفي 26 آذار 2021، تم تقديم طلبات لعقد اجتماع مع القائد أوجلان من خلال توقيع 868 محامياً، تقدم 350 محامياً من 22 دولة مختلفة إلى الوزارة لعقد اجتماع في إمرالي.
وبعد رفض هذه الطلبات، قال المحامون في 25 آذار 2021 إنهم لا يتلقون أي معلومات من موكلهم بأي شكل من الأشكال، وقالوا إنه “بمعزل عن العالم الخارجي”، في القرار الصادر بحق أوجلان في تركيا بتاريخ 18 آذار 2014، وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرارها قائلةً إن “تنفيذ الحكم حتى الموت قبل أن يكون هناك أمل في الإفراج عنه هو انتهاك للمادة 3 من الاتفاقية”، وبعد هذا القرار، لم يكن هناك تقدم في نظام إنفاذ القانون في تركيا.
سلام على الحر في يوم مولده
وتستمر العزلة الشديدة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، الذي تعرض للاعتقال جراء مؤامرة دولية في 15 شباط 1999 في نيروبي، عاصمة كينيا، منذ 24 عامًا في جزيرة إمرالي، ولكنه ونحن أيضاً لن نفقد الأمل في حريته وحصول الكرد على حقوقهم.
ولكن هذا ليس نهاية المطاف، فالأمل باقٍ، والقائد حاضر بروحه وفكره وثقافته وانحيازه لشعبه ولقيم الإنسانية… كل عام وهو بخير حر، ليقود الفكر البشري لنهضة منشودة وناشدة للعدل، وكل عام والشعب الكردي بخير، سلام لأوجلان، وسلام عليه…

No Result
View All Result