سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شهر رمضان ولهيب الأسعار

محمد سعيد_

سعر صرف الدولار في ارتفاع قبل الدخول إلى شهر رمضان الكريم، وأسعار المواد الغذائية ارتفعت بارتفاعه، وبعض التجار رفعوا أسعار بعض السلع أكثر من قيمة ارتفاع الدولار أمام الليرة السورية، كون بعض المواد أساسية في شهر رمضان، ولا يمكن الاستغناء عنها، بينما لايزال دخل المواطن ضعيفاً وفي بعض الأحوال قد يكون معدوماً، وهذا ناهيك عن عدم توفر الغاز المنزلي والطاقة الكهربائية؛ ما يزيد أعباء المواطن، ويثقل كاهله وسيؤدي ذلك به إلى حذف بعض الأنواع من القائمة الرمضانية، وقد يحذف جل الأنواع إذا ما تطرق للتفكير بالعيد ومصاريفه!
إلا أن الأسعار لن تبق ثابتة في هذا المستوى، ولن تتذبذب مع تذبذب سعر الصرف، لأنها ببساطة ترتفع مع ارتفاع الدولار ولا تنزل بنزوله، وأنا أتوقع ارتفاع الأسعار أكثر خلال شهر رمضان الفضيل، وذلك بسبب جشع التجار وارتفاع التكاليف، والجمارك والنقل وغيرها من الأسباب الكثيرة….
ويلزم مع دخول الشهر الكريم زيادة الرقابة على الأسواق، وتزويد المؤسسات الاستهلاكية العامة بمختلف المواد الغذائية والاستهلاكية، وبأسعار مدعومة ومنافسة، والعمل على فتح هذه المؤسسات أبوابها للمواطنين بدوام إضافي بنظام مناوبات بعد الإفطار، ليتسنى للمواطنين التسوق والتخفيف من الأعباء عليهم، كون أن غالبيتهم أعمالهم تكون في النهار، ولا يتسنى لهم التسوق وتأمين احتياجاتهم.
ونعود هنا إلى موضوع، دعم بعض المواد الأساسية، كون الدخل محدوداً والمصاريف كبيرة، والعملة المحلية بتهاوٍ مستمر في ظل ضعف الاقتصاد والأوضاع السياسية الراهنة…إلخ، من المؤثرات التي تساهم سلباً في انهيار العملة وتراجعها بشكل مضطرد أمام الدولار؛ ما يؤدي لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وازدياد معدل الفقر، الذي يحض مع عدة أسباب أخرى إلى الهجرة واستنزاف الشباب من البلد.
وكل هذه العوامل مجتمعة، تؤثر على المجتمع والأوضاع المعيشية في كل وقت وزمان، فكيف بشهر رمضان حيث تحتاج العائلة إلى تجهيزات خاصة ومختلفة عن الأيام العادية، والمائدة الرمضانية تختلف عن المائدة المعتادة في الأشهر الأخرى، وهذا يسبب ضغطاً كبيراً على أرباب الأسر، ولا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الراهنة المتدهورة… فأعان الله الفقير على ما سيلاقيه!