No Result
View All Result
المشاهدات 0
للحياة معان أخرى وجمال لا تدركه العين أحياناً، لكن مرهفي الحس وسريعي البداهة والفطنة، يصطادون اللحظة الجميلة ويبدعون في خلق الجمال حتى من الجماد.
زهرة البدوي؛ الفتاة الصماء والبكماء منذ ولادتها، لفتت الانتباه إلى معنى الحياة الحرة وآلام ومعاناة مجتمعها من خلال رسوماتها ولوحاتها.
زهرة ورغم إنها صماء بكماء، أدركت ماهية نهج مرتزقة داعش الإرهابي تجاه النساء في المناطق التي كانوا يحتلونها، وذلك من خلال القصص التي كانت النساء والأهالي يسردونها بعد تحرير المناطق من قبل وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية.
في الرقة، كان لم يُسمح للنساء بمغادرة منازلهن إلا برفقة رجل (عادة ما يكون الأب أو الأخ الأكبر أو الزوج)، كان على النساء تغطية وجوههن وارتداء الحجاب وملاءات سوداء تغطي أجسادهن بالكامل من الرأس إلى الكاحل، كما أنشأت مرتزقة داعش كتائب لمراقبة النساء في الرقة التي احتلتها عام 2014.
كان لدى مرتزقة داعش وحدة تسمى الخنساء، وكانت تتألف من النساء فقط وتتفقد ملابس النساء في الشوارع، ومعظم النساء في هذا اللواء هن زوجات لمرتزقة داعش، ويفترض أن واجب النساء في هذه الكتائب هو معاقبة من لا تخضع أزيائهن للقانون وتعذيب اللواتي يتم اعتقالهن في المعتقلات.
لم تغادر النساء منازلهن لهذه الأسباب إلا للضرورة القصوى، وتجنباً للزواج من المرتزقة، إحدى هؤلاء النساء هي زهرة التي تبلغ من العمر 30 عاماً.
بدأت زهرة البدوي الصماء والبكماء منذ ولادتها، والثالثة من بين تسعة أطفال في المنزل، الرسم منذ أن كانت في الرابعة من عمرها حيث كان يزداد اهتمامها بالرسم يوماً بعد يوم.
قاومت كل الضغوطات والعقبات
بعد احتلال مرتزقة داعش مدينة الرقة، لم تغادر عائلة زهرة المدينة، وشهدت مثل مئات العائلات القمع والظلم الوحشي لمرتزقة داعش، لكن زهرة قاومت كل الضغوط والعقبات.
زهرة، التي تحب الكتابة والرسم منذ طفولتها، شجعتها والدتها على الرسم، وخوفاً من المرتزقة بأن تكتشف أمرها، بدأت برسم لوحاتها سراً في المنزل.
عبّرت عن معاناة الشعوب من خلال الرسم
طوّرت زهرة نفسها في مجال الفن بالقوة والمعنويات التي تلقتها عن والدتها، تلقت التدريب اللازم وحاولت جاهدةً إظهار أفكارها الإبداعية في رسوماتها، لم تستطع زهرة، التي درست في مدينة الرقة حتى الصف التاسع، من إكمال تعليمها بسبب العادات المتخلفة في المنطقة التي تعيش فيها، على الرغم من أنها لم تستطع الذهاب إلى المدرسة، إلا أنها لم تتخلَّ عن تطوير نفسها في العديد من المجالات منها الكتابة والرسم.
الرسم في فضاء الحرية
تريد زهرة أن ترسم كل الفظائع التي لم ترها من قبل، وكذلك مقاومة الشعب التي ظهرت أثناء احتلال عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، والألم والأسى الذي يعيشه الشعب السوري، وميراث شعوب شمال وشرق سوريا.
بعد أن حررت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة من مرتزقة داعش عام 2017، تنفست زهرة وعائلتها مثل عشرات الآلاف من الأشخاص رائحة الحرية، تواصل زهرة أعمالها الفنية وتستمر في الرسم بحرية بالقوة والمعنويات التي تتلقاها من عائلتها وأصدقائها، وتصر اليوم وأكثر من ذي قبل أن توصل رسالتها إلى كل العالم، وتقول إن الإرادة والفن ستكون لسان حالها لتخاطب وتسمع العالم أجمع.
“وكالة أنباء الفرات “ANF
No Result
View All Result