No Result
View All Result
المشاهدات 3
مركز الأخبار –
الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا غيّر كثيراً في المعطيات السياسية، حيث جعل أردوغان يكتشف كم تركيا بحاجة إلى العالم، وأيضاً كيف أن الحكومة التركية لم تقم بواجبها تجاه المناطق الكردية المتضررة، كما أن الزلزال بيّن بأن الحكومة السوريّة غير مهتمة بالمناطق المدمرة ذات الغالبية الكردية، حيث أن هناك الآلاف تحت الأنقاض حتى الآن، وعلى المجتمع الدولي معرفة هذه الحقيقة، بأن سياسة المصالح هي التي تُسيطر حتى في الفواجع والكوارث.
كشف الزلزال أنّ تركيا، التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية، ليست بتلك العظمة التي يتصورها أردوغان، وأنّ عليه تقليص تطلعاته إلى لعب دور مهيمن في المنطقة، وأكثر من ذلك، سيكون على أردوغان إعادة النظر في خططه للسنة 2023 والدور التركي إقليمياً، بعدما كان بنى الكثير على انتهاء مفاعيل المعاهدات الدولية الموقّعة في 1923 والتي فُرضت على تركيا، في ضوء انهيار الدولة العثمانيّة قيوداً في مجالات عدّة من بينها السيطرة على الملاحة في ممر البوسفور.
وكشف الزلزال بأن تركيا في حاجة إلى العالم، خصوصاً إلى الولايات المتحدة وأوروبا، في حال كانت تريد بالفعل أن تكون دولة محترمة ذات شأن في المنطقة وخارجها، بدل السعي إلى مناورات لا فائدة تُذكر منها.
في الوقت ذاته، استفادت الحكومة السوريّة برئاسة الأسد من هذا الزلزال، حيث رفعت الولايات المتحدة الأمريكية بعض العقوبات لوقت معين، وبخاصةٍ أنه لم يتهتم بما جرى إثر الزلزال في المناطق خارج سيطرته، ولكن ذلك لن يكون طويلاً، وذلك مهما حاول نظامه نشر أنباء عن اتصال زعماء المنطقة والعالم به نتيجة الزلزال.
وفي آخر حصيلة تجاوز عدد الضحايا الزلزال الذي ضرب باكور كردستان وأجزاء من سوريا وتركيا30 ألفًا وعشرات الآلاف من المصابين، مع انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة، مع استمرار البحث عن ناجين رغم تضاؤل الآمال في العثور عليهم.
ففي باكور كردستان وتركيا ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 24 ألفاً و617 ضحية وأكثر من 80 ألف جريح، وفي عموم سوريا ارتفعت الحصيلة إلى 5273 ضحية وأكثر من ثمانية آلاف جريح.
ورغم مرور نحو أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش المُدمّر، فإن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة، حيث أعلن المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل تسجيل 70 هزة أرضية السبت الماضي، تراوحت بين 3 و4.7 درجات على مقياس ريختر.
ومع تضاؤل فرص العثور على ناجين في اليوم السابع للزلزال يُتوقَع أن يرتفع عدد الوفيات في البلدين نظراً لوجود أعداد كبيرة من الضحايا تحت الأنقاض.
في وقتٍ تواجه فيه عمليات الإنقاذ تعقيدات مختلفة بينها اتساع رقعة الدمار وحالة الطقس، إضافة إلى تسييس ملف وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، من قبل دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها.
وفي شمال وغرب سوريا؛ يواجه ملايين السكان أوضاعاً أكثر تعقيداً في ظل انعدام شبه تام للمساعدات الدوليّة، على الرغم من الإعلان عن دخول أولى قوافل الإغاثة المُقدمة من الأمم المتحدة من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع دولة الاحتلال التركي.
ووسط تلك المأساة ارتفعت التحذيرات الأممية من إمكانية انتشار بعض الأوبئة لاسيما الكوليرا، فيما أعلنت منظمة الصحة بأن عدد المتضررين من الزلزال المدمّر بلغ نحو 26 مليون شخص، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سوريا.
كما نبهت إلى أن أكثر من خمسة ملايين من هؤلاء يُعتبرون من بين الأكثر عُرضة للخطر، وبينهم نحو 350 ألف مُسن وأكثر من 1.4 مليون طفل.

No Result
View All Result