عين عيسى/ حسام إِسماعيل ـ
تعمد الدولة التركية المحتلة أدلجة التعليم، وتطبيق سياسة التتريك في المناطق، التي تحتلها من مقاطعة كري سبي، حيث قامت مؤخراً بإدراج نشيدها الوطني، وتضمين الرموز والشخصيات القوموية التركية في خطوة خطيرة تمهيداً لتكريس احتلالها.
ومنذ بدء احتلال الدولة التركية للأراضي السورية في عام 2016م، عمدت إلى تطبيق سياساتها الاحتلالية (التتريك ـ التغيير الديمغرافي …. وغيرها) بهدف سلخ تلك المناطق، ولاسيما عبر الأدلجة، وتتريك المناهج الدراسية، وإدخال الجمعيات ذات الطابع المتطرف، لا سيما في أراضي مقاطعة كري سبي المحتلة.
فقد أدرج المحتل التركي عبر ما يعرف بـ “مجلس تل أبيض المحلي التابع للمرتزقة” النشيد الوطني التركي ضمن المنهاج الدراسي، الذي تشرف عليها لجان مختصة، ويطبع في الأراضي التركية، ويتم فرضه على مدارسها وطلابها شفهياً، وكتابياً حسب (وكالة أنباء هاوار) الذي نشرت خبراً، يؤكد ذلك عبر مصادر محلية في 18 كانون الثاني الجاري.
وحسب المصدر، الذي أفاد لـ (هاوار) أن طلاب المقاطعة المحتلة بدؤوا ترديد ما يعرف بـ (النشيد الوطني التركي) في مدارسهم مع بداية كل أسبوع دراسي، الأمر الذي أثار غضب أولياء أمور الطلاب، ولجوء بعضهم إلى إرسال أبنائهم إلى معاهد خاصة كرد فعل على ذلك.
سياسة خطيرة لسلخ المزيد من الأراضي السورية
وتعليقاً على سياسة المحتل التركي، أجرت صحيفتنا لقاء مع المتحدثة باسم إدارة المدارس العامة بمقاطعة كري سبي، خديجة العلي حيث قالت: “منذ دخول المحتل التركي أراضي المقاطعة المحتلة استهدف المجال التعليمي، لتطبيق سياسته الممنهجة، وأدلجة الجيل الناشئ بما يتماشى مع المخطط الاستعماري، ولقطع المزيد من الأراضي السورية، وضمها لتركيا مستقبلا”.
وأضافت: “ترديد ما يُعرف بالنشيد الوطني التركي في الأراضي السورية، هو مؤشر خطير، ودليل دامغ على أن ما يُصرح به المسؤولون الأتراك من عدم وجود مطامع لهم على الأراضي السورية هو محظ أكاذيب وافتراءات لإطالة أمد الأزمة السورية، والعمل على فرض المنهاج المؤدلج التركي، الذي يساعدهم على غسل الأدمغة، وإعادة تنشئة جيل جديد مسلوب الهوية”.
أدلجة لتبيض الماضي الدموي لتركيا
ولفتت خديجة إلى وجوب رفض سياسة المحتل التركي، الهادفة إلى تركيز حفظ وتعليم النشيد التركي، وإدراجه ضمن المنهاج التعليمي، إلى جانب تضمين تفاصيل تاريخ الدولة التركية، وإلى تعريف الجيل من الطلاب لمؤسس ما يُعرف بالدولة التركية الحديثة (مصطفى كمال أتاتورك) بغرض تمجيد تلك الشخصيات القوموية، وتاريخها الدموي، الذي أُسس على حساب دماء شعوب المنطقة.
وحذرت المتحدثة بإدارة المدارس العامة بمقاطعة كري سبي في ختام حديثها من استمرار عمل، ونشاط المنظمات، والجمعيات ذات الطابع المتطرف، ونشر الفكر المتطرف والقوموي؛ ما يهدد السلم والأمن العالميين، ويجعل المناطق المحتلة بؤرة لتصديره، ونشره، مشددة على وجوب أن يكون هنالك رفض رادع للمجتمع الدولي.
هذا وتتزايد أساليب المحتل التركي في تغيير ديمغرافية المنطقة، وترسيخ سياسته الاحتلالية في مناطق احتلها شمال وشرق سوريا كما في عفرين، وكري سبي/ تل أبيض، وسري كانيه، في الوقت الذي تتقارب حكومتا دمشق، وأنقرة بعد انقطاع دام 11 سنة.
