روناهي/ قامشلو ـ
اعتُقِل ما لا يقل عن 702 شخصاً من عفرين المحتلة من قِبل مرتزقة المحتل التركي خلال العام المنصرم 2022، حيث اختلفت أساليب الاعتقال إلا أن النتيجة كانت ذاتها اعتقال واختفاء، والبعض منهم إخلاء سبيل بدفع الفدية.
يواصل مرتزقة المحتل التركي بفصائلهم المختلفة جرائمهم في عفرين، من تغيير ديمغرافي ببناء المستوطنات ليتعدوا ذلك بتعليم الطلبة اللغة التركية ومناهج خاصة بهم، ناهيك عن تجريف القبور، وهدم الأماكن المُقدسة، وقطع الرمز المقدس لدى العفرينينن؛ شجرة الزيتون.
واعتقال المواطنين المتشبثين بموطن الزيتون كان إحدى الأساليب القمعية التي مارسها ولازالت تمارسها المرتزقة هناك منذ احتلالها عفرين، وخلال عام 2022 اعتُقل سبعمئة واثنين مواطناً بينهم نساء وأطفال ومسنين.
وسعى مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا إلى توثيق حالات الاعتقال في عفرين المحتلة من خلال مصادرها الخاصة، علماً أنه كان هناك بعض الحالات التي لم يتمكن المركز من الوصول إليها بالإضافة إلى تحفّظ بعض العائلات عن كشف بعض الحالات الخاصة بأبنائهم.
وأكد مركز التوثيق في تقريره السنوي أنّه على تواصل مع عوائل ومُقربين من المعتقلين وأنّ جميع الاعتقالات التي تُنفذ في مناطق سيطرة المرتزقة من الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدّعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكلٍ تعسفي، وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم، كما أنّ أغلب الاتهامات الموجهة للمعتقلين غير مستندة إلى أدلة، وهي كيدية.
وكما كشف عنه المركز كانت إحصائيات الاعتقالات بشكلٍ تسلسلي كل شهر بشهره على الشكل التالي:
كانون الثاني:
في الشهر الأول من عام 2022 اعتُقل 52 مدنياً من قبل مرتزقة الجيش الوطني المدعوم تركياً، بينهم أربع نساء في الأول من كانون الثاني تم اعتقال ثلاث فتيات كرديات من قبل ما يسمى بجهاز “الأمن السياسي” التابع للمرتزقة هناك عُرف منهم: روهات إيبو (24 عاماً) من قبل عناصر “حاجز القوس” على طريق عفرين – إعزاز. الشابات الثلاثة ينحدرن من قرية كرزيليه/ قرزيحل في ريف مدينة عفرين.
وفي التاسع عشر من الشهر نفسه اعتقل عناصر من جهاز “الشرطة العسكرية” التابعة للمرتزقة هناك خديجة أوسو مع زوجها عادل أوسو 43 عاماً من أهالي قرية قطمة بناحية شران في ريف عفرين وذلك أثناء مرورهم بحاجز القوس في مدخل مدينة عفرين من الجهة الشرقية.
شباط:
لم يكن الشهر الثاني مختلفاً عن الشهر الأول بل ازداد عدد المعتقلين حيث اعتقل 54 مدنياً في عفرين بينهم امرأتين خلال شباط 2022 من قبل مرتزقة الجيش الوطني التابعين للمحتل التركي.
ففي الثاني من شهر شباط 2022 اعتقلت المواطنة “آسيا أحمد حيدر” من قِبل ما يُسمى بجهاز “الشرطة العسكرية” وعناصر مرتزقة أحرار الشرقية الذين اقتحموا منزلها في قرية كتخ التابعة لناحية معبطلي في عفرين. علماً أن آسيا سبق أن اعتقلت في حزيران 2018 وأفرج عنها بعد شهر، بعد أن دفعت عائلتها دفع فدية مالية.
وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه اقتحم مرتزقة من قرية أيسكا في ناحية شيراوا في عفرين وشنوا حملة اعتقالات وتفتيش عشوائية، اعتقلت خلالها حميد محمد مصطفى مع آخرين.
آذار:
أما في الشهر الثالث فقد ازداد عدد المعتقلين بعدد أكبر من الشهرين السابقين، حيث بلغ عدد المعتقلين 78 مدنياً من عفرين بينهم خمس نساء وطفلة.
في الأول من آذار اعتقلت المواطنة هيفين طاري بعد اقتحام منزلها في مدينة عفرين من قبل جهاز مخابرات المحتل التركي برفقة مرتزقة الجيش الوطني السوري، وتم اقتيادها لمكان مجهول، وسبق أن اعتُقلت أكثر من مرّة وأفرج عنها بعد دفع فدية مالية.
وفي منتصف الشهر اختطفت “مريم عبد الله الثلجه” (21) عاماً، أثناء توجهها لشراء ربطة خبز، بالقرب من شارع السياسية في وسط مدينة عفرين، من قبل ملثمين.
وبعدها بيومين 17 آذار اقتُحم منزل المواطنة فيدان محمود حنان (62) عاماً من قبل دورية تابعة لما يسمى جهاز الشرطة العسكرية التابعة للمرتزقة المحتلين هناك حيث قاموا باعتقالها برفقة ابنها مصطفى سمير جمال البالغ من العمر (42) عاماً وتم اقتيادهما إلى مقر الشرطة العسكرية في مدينة عفرين.
وفي الثاني والعشرين من آذار اقتحمت جماعة مسلحة تابعة لمرتزقة (الملك شاه) منزلاً في قرية جمان في ناحية شران في ريف عفرين وقاموا بتفتيشه وتخريب محتواه واعتقال الفتاة القاصر فيدان بنت أحمد يازو (17) عاماً، مطالبين بفدية مادية قدرها 20 ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنها، والد الفتاة أيضاً كان مختطفاً وقتها من قبل ما تسمى بـ الشرطة العسكرية هناك منذ ستة أشهر.
كما واعتقلت المواطنة إلهام عبد الرحمن سليمان 42 عاماً في الرابع والعشرين من شهر آذار من قبل ما يسمى بجهاز الشرطة العسكرية التابع للمرتزقة هناك في ناحية راجو بعفرين بعد شهر من اعتقال زوجها، وإلهام من أهالي قرية خالتا التابعة لناحية جندريسه.
وفي السابع والعشرين من الشهر نفسه اعتقلت مرتزقة فيلق الشام الطفلة زينب علي خليل سبعة أعوام مع طفل آخر إبراهيم آمد إبراهيم تسعة أعوام الطفلان من أهالي قرية غزاوية التابعة لناحية شيراوا.
نيسان:
الشهر الرابع أيضاً؛ نيسان شهد حالات اعتقالات وصل إلى 42 مدنياً من عفرين بينهم امرأتين؛ في الثاني عشر من نيسان 2022 اختطفت المواطنة سيلدا كمال شيخو البالغة من العمر (27 عاماً) في معبر جرابلس الحدودي مع تركيا أثناء عودتها من تركيا لزيارة ذوييها وسيلدا من أهالي قرية موساكو التابعة لناحية راجو في عفرين، وفي الواحد والعشرين من الشهر نفسه اعتقلت الفتاة الكردية “همرين ابراهيم” البالغة من العمر (29) عاماً من قبل مرتزقة الجبهة الشامية في مدينة إعزاز في ريف حلب.
أيار:
وفي الشهر الخامس ازداد حالات الاعتقال مقارنة مع الشهر الذي سبقه، حيث وصل عددهم إلى 60 مدنياً في عفرين المحتلة بينهم خمسة نساء.
في الثاني من أيار اعتقلت مرتزقة “فرقة السلطان مراد” المعروفة باسم العمشات فتاة اسمها “خلود فيصل اليوسف” وابنتها “مريم اليوسف” وهما من أهالي ريف دمشق في منطقة ديرا صوان على الحدود السورية – التركية وتم نقلهما لسجون هذه المرتزقة في منطقة شيخ الحديد في عفرين.
وبعدها بيوم واحد اعتقلت المواطنة آرين فخري مسلم (35) عاماً عند مدخل مدينة “عفرين” وهي متزوجة وأم لطفلين من أهالي قرية شيتكا التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين.
وفي التاسع من الشهر نفسه اختطفت شابة اسمها “هبة الله كنعان” من قبل القيادي لمرتزقة “فرقة السلطان مراد”.
وفي الرابع والعشرين اعتقلت المواطنة حليمة جولو (55) عاماً من قبل ما يسمى بـ جهاز الشرطة التابع للمرتزقة هناك بعد اقتحام منزلها في بلدة الميدانيات في ناحية راجو ذلك بسبب ظهورها قبل أعوام في برنامج تلفزيوني.
حزيران:
وازداد عدد المعتقلين في شهر حزيران عن أيار بما يفوق 11 شخص، اعتقال 71 مدنياً في عفرين بينهم ثلاث نساء، إحداهن اعتقلت في الأول من حزيران حيث داهم مسلحون تابعون لمرتزقة السلطان مراد منزل المواطنة (نسرين محمد وقاص) في قرية كاخرة في ناحية موباتا في ريف عفرين، وتم تخريب محتويات المنزل واعتقالها للمرة الثالثة بغرض المطالبة بالفدية.
أما الأخرتين فقد اعتُقلتا في التاسع والعشرين من حزيران، حيث نفذ مرتزقة من ” فيلق الشام” في الجيش الوطني السوري حملة اعتقالات عشوائية في قرية بعية في ناحية شيراوا في ريف عفرين، واعتقلت من خلالها زينب علوش وحميدة جمعة مع آخرون (محمود درويش، فريد شوقي، غريب مصطفى).
تموز:
وبعد مرور ستة أشهر من عام 2022 زادت المرتزقة المحتلين لعفرين من قمعها لأهالي المنطقة، وذلك باعتقال أعداد أكبر من سابقها في الأشهر السابقة، حيث وصلت عدد المعتقلين في شهر تموز إلى 82 مدنياً بينهم خمس نساء.
في السادس من تموز اقتحم مرتزقة “محمد الفاتح” قرية “مست عاشور” التابعة لناحية ماباتا في عفرين وقاموا بخطف ثلاث نساء وهن: رقية مصطفى، هيفين حميد علطونو، وحنيفة إبراهيم، واقتادوهنَّ إلى جهة مجهولة.
وفي التاسع عشر من تموز اعتقلت المواطنة كردستان منان مصطفى (37) عام، من منزلها في حي الأشرفية بمدينة عفرين وهي من أهالي قرية كيلا التابعة لناحية بلبل، ومتزوجة من أحد أبناء قرية متينا ـ ناحية شران..
وفي الثامن والعشرين داهمت الشرطة العسكرية التابعة للمرتزقة منازل المواطنين في مدينة عفرين اعتقلت على إثرها المواطنة عائشة نعسان مع مواطنين آخرين محمد كنجو، حسني سليم حسين.
آب:
وفي الشهر الثامن وصل عدد المعتقلين قرابة المئة شخص؛ اعتقال 91 مدنياً ثلاث نساء وطفلة؛ في الأول من الشهر اعتقل أربعة مواطنين بينهم امرأة في ناحية جنديرس من قبل ما يسمى بجهاز الشرطة العسكرية التابعة للمرتزقة وهم: إلهام محمد حسن والدتها سلوى (47) عاماً، نوري محمد علي عيسو والدته زلوخ (24) عاماً، محمود سعيد جاسم الحمد والدته حميدة (34) عاماً، عماد محمد حمو والدته بسمة (33) عاماً.
وفي العاشر من الشهر نفسه اعتقلت مرتزقة الجيش الوطني ثلاثة مواطنين بينهم امرأة مسنة في قرية دير صوان وقرية قرية كوران في ريف عفرين وهم: عواش حسين (67) عاماً، رياض أكرم شيخ (34) عاماً، حميد نورس إسماعيل (24) عاماً.
وفي الحادي والعشرين اعتقل ما يسمى بجهاز الشرطة الطفلة نور شوكت حمو (16) عاماً، من منزلها في بلدة ميدان أكبس وتم اقتيادها لجهة مجهولة.
وفي اليوم ذاته اعتقلت الجهة نفسها المواطنة “فيدان عبد العزيز (43) عاماً” من أهالي قرية دير صوان التابعة لناحية شران في ريف عفرين المحتلة، واقتادوها إلى جهة مجهولة.
أيلول:
في شهر أيلول وصل عدد المعتقلين الذين وثق أسمائهم مركز توثيق الانتهاكات لـ (61) مدنياً في عفرين بينهم امرأتين، ففي الخامس من أيلول داهمت مرتزقة فرقة الحمزة قرية داركريه التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين وقامت باعتقال عدد من المواطنين بينهم نساء عُرف منهم: صباح خليق الله “65” عاماً، جهاد داوود “50” عاماً (مختار القرية)، صبري أحمد محمد”48″عاماً وتم نقلهم إلى جهة مجهولة.
وفي الثامن عشر من أيلول تعرضت المواطنة “عائشة أمين الجندي” البالغة من العمر 30 عاماً وابنها “محمد وليد الجندي” للخطف من قبل مرتزقة الجيش الوطني وذلك أثناء خروجهم من منزلهم وسط مدينة عفرين، وهم من أهالي حي الكلاسة بحلب.
تشرين الأول:
أما في تشرين الأول فقد اعتقل (35) مدنياً بينهم ثلاث نساء، ففي الأول من الشهر اقتحم ما يسمى بجهاز الشرطة العسكرية قرية “دير صوان” التابعة لناحية شران في ريف مدينة عفرين وتم اعتقال عدد من المواطنين بينهم امرأة وعرف من المعتقلين: كرمو محمد، عائشة محمود نعسان (50) عاماً.
وبعدها بيومين الثالث من تشرين الأول اقتحم ما يسمى بجهاز الشرطة العسكرية قرية ميركان التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين وقاموا باعتقال عدد من المواطنين عرف منهم الشقيقتين: ميديا فتحي جندي وتولين فتحي جندي، وتمّ اقتيادهما إلى جهة مجهولة.
تشرين الثاني:
خلال شهر تشرين الثاني اعتقل (26) مدني بينهم فتاة قاصرة، حيث تم اختطاف الفتاة القاصر مريم نوري ابراهيم جابو البالغة من العمر 17 في السابع والعشرين من الشهر من قبل مرتزقة “السلطان مراد”، كانوا يستقلون سيارة تكسي نوع سابا بلون أصفر، ومريم من أهالي قرية قريكول التابعة لناحية بلبل في ريف عفرين.
كانون الأوّل:
وفي الشهر الأخير من عام 2022 تم اعتقال 50 مدنياً بينهم ثلاث نساء، حيث اعتُقل ما يسمى جهاز الشرطة المدنية التابع لمرتزقة الجيش الوطني مسنة كُرديّة حنيفة خليل ترك 62 عام من منزلها في قرية عدما في ناحية راجو في ريف عفرين واقتديت لجهة مجهولة بتاريخ 2 كانون الثاني.
وفي الثاني والعشرين من كانون الأول اقتحم مسلحون من جهاز الشرطة العسكرية خيمة عزاء في بلدة ميدان أكبس في ناحية راجو في ريف مدينة عفرين وقاموا باعتقال عدد من المقربين من ذوي العلاقة وعدد من المعزين عرف منهم: شيخ موس بكر، عمر خالد، عمر حمو، فوزي محمد مسلم وابنته الطفلة إينجا مسلم البالغة من العمر 12 عاماً، زوجة فوزي محمد مسلم. تعود أسباب حملة الاعتقالات بسبب مزاعم أنّ العزاء أقيم دون إبلاغ الجهات الأمنية.
والجدير ذكره أنه منذ التوغل التركي في سوريا ولغاية نهاية عام 2022 وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا فإنه تم رصد مقتل وإصابة 10130 شخصاً / القتلى 2760 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8901 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 6400 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً، ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 188 شخصاً، كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قُتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 539 شخصاً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة).
