أحلام صغيرة ومشاريع بسيطة لمواجهة الواقع

جل آغا/ أمل محمد –

أكدت كوثر محمد، وهي من ضمن المشاركات في مجموعة “أحلام صغيرة” لدعم أعمال النساء، أن الطموح والحلم لا حدود لهما، وعلى أي امرأة الثقة بنفسها وبموهبتها، والعمل بشكل جدي لتحقيق أهدافها.

تتميز النساء في شمال وشرق سوريا بمواهبها الفريدة، والتي تنميها للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن، تلك من احترفت الخياطة والأخرى، التي استغلت خبرتها في الطهي بالبدء بمشروعها الخاص، وهناك من تبدع في حياكة الصوف، وغزله، فتكثر الحِرف والمواهب للنساء اللواتي يثبتن قدرة المرأة وفعاليتها في المجتمع، كوثر محمد من مدينة قامشلو آمنت بموهبتها على بساطتها، واستغلالها لتكون مصدر رزق لها ولعائلتها، وعن هذا قالت كوثر محمد: “تعلمت حياكة الصوف منذ زمن بعيد، حينما كنت طفلة، وأخواتي الأكبر مني يعملنَّ في الحياكة، ونتيجة محبتي بالفطرة لهذه الموهبة والهواية، تعلمت أصولها حتى أصبحت محترفة، غزل الصوف هو فن قبل كل شيء، وحرفة تحتاج للكثير من الدقة”.

اليوم كوثر محمد عضوة في مجموعة “أحلام صغيرة” وهي مجموعة تضم عدة نساء بمختلف المواهب، يعملنَ ويفتحنَ معارض لعرض أعمالهنَّ؛ بغية بيعها، والاستفادة منها، وعن مشاركة كوثر في هذه المجموعة قالت: “نحن عدة نساء، نقيم معارض بفترات متفاوتة لعرض أعمالنا، نلتقي، ونتساند، ونتبادل الدعم المعنوي، إلى يومنا هذا شاركنا في خمسة معارض، والنتيجة كانت جيدة جداً، وهذا يدفعنا للاستمرار”.

الإرادة ومعوقات العمل

وزادت كوثر محمد: “نتيجة صعوبة المعيشة، والظروف الاقتصادية بدأت فكرة مشروعي الصغير، أحيك وأغزل الصوف للأطفال خاصةً، أجيد العمل على الإبرة وبالسنارة، ولدي لمسة مميزة يجعل الناس يقبلون لشراء أعمالي، أعمل حسب طلبات الزبائن، الذين يأتون لمنزلي، وكما أعرض البعض منها في محل للألبسة، أشتري الصوف حسب النوعية واللون، الذي يطلب مني، أعمل في أوقات الفراغ في منزلي؛ لأنني ربة منزل ولدي عائلة”.

بحثت كوثر قبيل سنوات عديدة عن عمل، ولكن كانت هنالك بعض الظروف، التي وقفت عائقاً في طريقها مثل الشهادة الدراسية، والعمر، وكونها لا تستطيع ترك أطفالها بمفردهم في المنزل، وتتجه للعمل، وأضافت كوثر: “عملي هذا مناسب جداً لوضعي، أعمل في منزلي ولا أضطر لترك صغاري عدا أني أعشق هذه الهواية، أحببتها منذ الصغر حتى غدت اليوم المهنة التي تدر علي بالمال”.

وعن الصعوبات، التي تواجه كوثر في عملها قالت: “أسعار الصوف مرتفعة في وقتنا الراهن، ويصعب عليك شراء اللون المفضل في ظل قلة إنتاج الصوف، كبكوب أو كرة الصوف أسعارها تبدأ من ستة آلاف، وما فوق، وذلك حسب النوعية، ومن هنا يقل الإقبال على العمل لارتفاع السعر، وأيضاً حياكة الصوف تحتاج لجهد وتركيز، ويؤثر على صحتنا أحياناً أحيك قطعة واحدة صغيرة الحجم على مدار ثلاثة أيام، وذلك يتوقف على وقت فراغي”.

نحو غدٍ أفضل

وفي نهاية حديثها، وجهت “كوثر محمد” رسالة للنساء، وخاصةً اللواتي يمتلكنَ موهبة، ولا يعملنَ عليها، بأن يقدمن أولى خطوات النجاح، وهي الثقة بأنفسهنَّ، والإصرار على مواجهة الواقع بكل عزيمة وإرادة بقولها: “كنت يوماً امرأة بموهبة، ولكن بدون إرادة، آمنت بنفسي، وبعملي، وهذه هي بداية النجاح، على كل امرأة الإيمان بأنها ستصل لما تريد سواء في مجال العمل، أو حتى في حياتها الخاصة، كلمة الثقة موجودة في قاموسي، ويجب أن تكون مرافقة لنا أينما حللنا”.