صناعة البزق .. موروث الأجداد للأحفاد

عُرف “البزق” من أكثر الآلات الموسيقية الشرقية انتشارا بين المجتمع الكردي، وكان وما يزال يحظى بالكثير من الاهتمام؛ لما له من قابلية على التناغم مع حالات العازف من فرح، وحزن، والصوت الممزوج بطبيعة الكرد الخلابة، والغنية بطبيعتها، وتراثها الغني، وفلكلورها العابق بالأصالة.

عبدو رسول شاب كردي من قرية زيارة، التابعة لمنطقة شيراوا، يواصل مهنة آبائه، وأجداده، وأيضاً يكسب لقمة عيشه بصناعة آلة البزق.

عبدو رسول ينحدر من ناحية جنديرس في مقاطعة عفرين، وبعد احتلال دولة الاحتلال التركي، ومرتزقتها لقريته، هجر قسراً الى قرية زيارة بمنطقة شيراوا.

في قرية زيارة، ومواصلة لمهنة الآباء والأجداد في صناعة البزق، ولكسب لقمة العيش، عاد عبدو رسول إلى صناعة البزق، ويرى رسول اليوم في صناعة البزق مواصلة للفن، ولمهنة عريقة في المجتمع الكردي، يقول في لقاء لوكالة أنباء الفرات: “لأن صناعة البزق فن مجتمعي، ومهني لأسلافنا، نحاول مواصلتها حسب الشروط والظروف الحالية، فكل شخص يعمل بمهنة ما من أجل كسب لقمة عيشه، وأنا أيضاً قمت باختيار هذه المهنة، عندما يقوم الشخص بجلب قطعة خشب بلا شكل، ويعمل عليها لإعطائها شكلاً، بالتأكيد يصبح متحمساً، يخلق شعوراً بالإنتاجية داخل الشخص”.

طريقة ومراحل صنع البزق

وبين رسول طريقة صناعة البزق، ومراحلها باختصار: “لكي يكون عمر البزق طويلاً، وصوته جميلاً، هناك نوع معين من الأشجار، مثل أشجار اللوز، والتوت يتم استخدامها، فبسبب ظروف النزوح والحرب، وحسب الإمكانات، وتوفر الأشجار، التي تم قطعها قديماً، نقوم بصناعة البزق، بداية تقطع الشجرة عند النجار إلى قطع، بعد ذلك يتم إخراجها على شكل ألواح مقوسة، ولكي يتم تليين تلك الألواح، التي تم قطعها، وتبقى في الماء فترة معينة، ثم توضع بشكل منظم على قوالبها وتسخن، حتى تأخذ شكل القالب، عندما تجف، وتتصلّب، وبعدها يتم لصق هذه الألواح الرفيعة المقوسة مع بعضها، وبالتالي يتم اقتصاص الأجزاء الطويلة؛ كي تتوافق مع الآلة، في النهاية تلصق تلك الألواح المتراصة بالصمغ واللاصق المناسب، وبذلك يتم صنع الجسم الأساسي للبزق”.

عبدو رسول أضاف في حديثه، إن ظروف التهجير القسري، والنزوح لا تمكنه من الحصول على الخشب الجيد المناسب والأفضل لصنع البزق، وكذلك الظروف والإمكانات المادية المتاحة، في تأمين باقي المواد، مؤكدا إنه سيستمر في مهنته، التي يعشقها بالظروف وبالإمكانات المتاحة.

وكالة فرات للأنباء