سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الحياة رمية نرد ما بين إيتل عدنان وريك بارتون

أحمد ديبو_

غادرتنا إيتل عدنان في الرابع عشر من تشرين الثاني 2021. عام مضى على رحيلها، لكن شعرها ورسمها، وحبها الكوني، وكفاحها، يجعل إرث هذه المرأة بمثابة رغيف للحياة.
التقيت إيتل عدنان مرتين: مرّة في مبنى جريدة النهار القديم الواقع في شارع الحمرا، وفي اليوم نفسه مساءً التقيتها في “الداو تاون”.
كان اللقاء الثاني مثمراً وغنياً بأشياء كثيرة، كنت في الثلاثينات، وكانت في الخمسينات من عمرها، قلت لها: قولي لي شيئاً عما ترسمينه أو تكتبينه الآن؟
فقالت لي: سأروي لك شيئاً غريباً واستثنائياً حدث معي، وكان وقعه سطعاً على حياتي، ومسيرتي الفنية في الرسم والشعر.
قلت لها: سأدوّن ذلك في دفتري.
قالت: كما تشاء، في أوائل الثمانينات تعرّفت على شخص كان يمضي حياته جالساً في مطعمين بسان فرنسيسكو، فنان يرسم بلا انقطاع وجوه الناس من حوله، أو يرسم أيديهم في أكثر الأحيان.
التقيته، في مقهى “اليوينافيستا”، كان ذلك المقهى معروفاً في ناحية بيتش هايد، اشتهر بال “آيريش كوفي”.
سافر الى الصين في الستينات وعاد منها الى الولايات المتحدة ومعه تلك العادة، وهو أن يحمل دائماً: محبرة نحاسية صينية، ريشة، وأوراقاً مطوية على شكل كتاب، صفحاته كطيّات الأكورديون.
لما أراني عدّته الفنية، قلت: أنت فنان؟ رفض تسميته فناناً.
قال: أنا لست فناناً، إنني كاتب، وأضاف بعد صمت متأمل، كنت ذات يوم في بكين جالساً في الساحة الكبرى، أرسم زهرة الأقحوان، توقف صبي صغير بقربي، نظر إلى عملي، وقال لأبيه: انظر، إنه يكتب أقحوانة، كان محقاً إني كاتب.
ريك في الحقيقة متقد الذكاء، قلت: من ريك؟، قالت: الذي أحدثك عنه.
وتابعت… كان يقرأ ساعات، وأياماً في غرفته البائسة في جيري/ فان نسّ، وكان يناقش أفكاره مع اثنين أو ثلاثة من أصدقائه في المدينة.
كان يأكل في أتعس الأماكن، وكان ينفق دخله الضئيل لشراء المخدر، الكتب المطوية، الحبر الصيني، والمشروب، الذي كان يتناوله في المقهى، حيث كان يمضي ساعات متى خرج من غرفته، إضافة إلى ذلك كان مصاباً بالأرق، ينام نصف نومة مغلفاً بدخان غلايينه.
فتح دفتره المطوي، الذي كان يعمل عليه، ووضعه على الطاولة بعدما أبعد كأس المشروب، وجفف مكانه… أنا، كنت في دهشة: رؤوس عديدة مرسومة، لكلٍ طابعه الخاص، هم روّاد المقهى مسجلون بعناية قصوى، مكتظون على كل صفحة من الكتاب كما هي حالهم في المقهى، وفي رأس ريك.
وثمة في الفراغات على الورق، جعل أصابع ممسكة بسجائر، ودوائر دخان، كتلة بشرية متراصة، مهووسة، متسلطة، ومتدفقة كالنهر، هكذا، مر معي في انفعالاتي الفنية، في وسط حشد من الناس في جوّ سان فرنسيسكو السحري.
في لقاء من لقاءاتنا كان ريك قد بدأ كتاباً، كان قد أنجز منه بضع صفحات، وضع الكتاب أمامي بين يديّ، وقال: إنه واثق من أني أودّ أن أعمل بالطريقة، التي كان هو يعمل بها، وأن هذا الكتاب هو لي، ولي أن أكمله، كان في هذا الفعل سرٌّ كوني واضح فيما يتعلق بي.
عندما رجعت إلى البيت، فتحت طيّات الكتاب، نظرتُ إلى ريشاتي ومحابري، وفكرت في أن أرسم كما أعلم… رسمت، على ما أذكر، مزهرية زنجبيل صينية، ثم رسمت فخارة زرع مع بعض الأزهار، ثم محبرتي الخاصة… كلّها مختلفة جداً عن رسومات ريك!.
كان عليّ أن أعمل شيئاً لم أعمله من قبل، وعليَّ أن أجد طريقة للتفكير مناسبة لي، ولهذه المادة الجديدة، وتحققت كم أن المواد التي يستعملها الفنانون هي أدوات تتوسط الفكر، كم أنها تتحكم بالخيارات الجمالية، كم أنها تصبح عناصر أساسية في التعبير الشخصي، وبدل أن تكون مجرد وسيلة، فإنها تصبح بطريقة ما “المؤلف الشريك” في العمل الفني.
أعرف أنني أقول لك قصة، لكن القصة أفضل دائماً من النظرية، ولئن كانت النظرية… قصة أخرى.
بدا لي، وأنا أتأمل كتاب “ريك” أن تسلسل العمليات الذهنية مماثل لتلك الشرائح الأفقية الطويلة، التي لا تُرى من نظرة واحدة كما ترى اللوحة، بل أنها تتطلب قراءة بصرية متسلسلة، كما يقرأ كتاب عادي، إذ لا يمكن قراءته من نظرة واحدة، هذا الشعور بالقراءة إزاء شكل هذه الرسومات المتسلسلة أيقظ فيّ الشعر والأدب.
شعرت بالعلاقة الوثيقة بين النص، وأفقية الورق، وأدركت فجأة أنني سأكتب شعراً على هذه الأوراق، ألوان ممزوجة بالكلمات، وبالجمل، والأبيات، هكذا، وببهجة عظيمة فتحت لذاتي عالماً فنياً جديداً، وعرفت أنني سأكتشف من خلال فعل الرسم والتلوين نفسه.
استعملت الأشعار العربية… وانتبهت أن في الخط العربي إمكانات لا متناهية، وقد استعملت خط يدي (البعيد كل البعد عن الكمال) محاولة اكتشاف الإمكانات الصورية كلها، لتحريك الحروف، والكلمات العربية لما في الخط العربي من مرونة، ذلك أن حرفاً واحداً، مثلاً، يمكن أن يكون صغيراً كأصغر ما يكون عليه الخط، كما يمكنه أن يكون شاسعاً يغطي صفحة كاملة، ويمكنه أن يمتد إلى أقصى حدود الممكن أو المتخيّل.
لم يكن شعوري تجاه هذه المقاربة الجديدة اهتماماً عادياً بل كان فيه شيء من القدسية، كنت أقرب إلى مشاعر كاتب الأيقونة في الماضي.
كنت أتقلّب ضمن مزيج من الشعر، والكتابة، والرسم بالألوان، أتلمس طريقاً طالعاً من الماضي (الخط الكلاسيكي)، ممتداً إلى أقاصي الإمكانات المكنونة في الكتابة العربية، كنت أكتشف عبر اختباري هذا؛ أن الكتابة والرسم هما روح واحدة، وأن الرسم بالحبر، وكتابة الشعر هما وحدة مستمرة في المجال المرئي للعمل الفني.
صرت أنتبه، أنه يجب أن يكون كل شيء في تناغم، الحجم والشكل، النص والألوان، مادة هذه الألوان، والضوء الخارجي وجهوزيتي أنا.
صرت أدخل في طقس ديني، وأحياناً كمتسلقة جبال إذ أنطلق صعوداً، وكأن الرسم بالألوان في هذه الحال قد غدا رياضة مقدسة، معركة روحية ومادية في آن واحد، فيما هي أيضاً لعبة… أو رمية نرد.
صرت أكتشف أن الخطأ غير مسموح، وأنه يجب الحفاظ على الإيقاع ما دام العمل مستمراً… فإنه رحلة سفر، مغامرة، يقظة في أعماق الإنسانية – صور في الذاكرة، استذكار لجوهر البداوة في الروح، وصرت أسأل كثيراً، إذا كانت الرسومات والمائيات، التي أمزجها مع النص المكتوب هي رسوم “توضيحية”، وعليّ أن أجيب في كل مرّة إنها ليست كذلك، فهي بالأحرى “معادلات”.
هي أجوبة وردود إيقاعية على النص المستعمل، ليس على أساس بنائي فحسب، بل أنها وسيلة للتعبير عن قراءة ما، إنها جواب فكري وعاطفي على الشعر، فبدل أن أفسر وأحلل قصيدة ما، أو نصاً مكتوباً بالكلمات، أستعمل أنا لغة الرسم بالألوان؛ في هذه الحال تتقابل الكلمات المكتوبة، والعمل المصوّر، وينظران أحدهما الى الآخر في مرآة، فيؤلفان وحدة جديدة تمزج الإثنين معاً.
لقد قادني عملي طوال سنوات بهذه الطريقة إلى الظن، بأن عالمنا الفكري: هو “ترجمة” مستمرة، وأن الفهم: هو ترجمة هذا التأويل من طبيعة أخرى، من طبيعة مختلفة عن التفكير نفسه، أو أمراً يبقى مبهماً، وتتم ترجمة هذا الأمر المبهم بفعل عملية نشيطة، وهي “العقل”.
بالنتيجة، في كلام بسيط: قادتني هذه الحساسية الجديدة، التي ألهمني إليها “ريك”، إلى مضاعفة العناصر، التي تكوّن العمل الفني المفتوح إلى اللانهاية، فهي تدعو العقل إلى المشاركة المكثفة في هذا العمل، وإلى المساهمة فيه بمختلف قواه.
واكتشفت أن بهذه العملية تحصل استنارة للعقل، وبها تُشرق للوجوه وجوه أخرى، ومتعددة للعمل الفني، ولعلي من هنا، بدأت أفهم أن تسمية الأعمال الفنية التقليدية قديماً، التي جمعت بين الكلمات والصور، والتي عرفت بالمزخرفات المستنيرة، هذه التسمية، لم تكن صدفة تعني، “إشراقات”.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle