قامشلو/ دعاء يوسف –
بهممٍ شبابية، وطموحاتٍ عالية، قرر ثلاثة شبان رغم صغر سنهم، في إنشاء فريق باسم “آرتيست تيم” لتطوير مواهبهم، وكسر القيود، التي تواجه الفئة الشابة.
تُعد مرحلة الشباب مرحلة القوة، التي تتوسط مرحلتي الطفولة والكهولة، وهي المرحلة الأكثر امتداداً في حياة الإنسان، وفي هذه المرحلة يتميّز الفرد بالطموح والحماسة والإرادة الفتيّة، فلا يوقفه حاجزٌ، ولا يثنيه صعابٌ، فهي مرحلة العطاء، وتحقيق الأهداف ومدّ يد العون للآخرين.
وفي قامشلو بدأ ثلاثة شبابٍ وهم “دليار أحمد، وهيلاز عمر، وهيرو فرمان”، يخطون أولى خطواتهم في طريق الحياة، ليبدؤوا في رحلة الكفاح، تحت رايةِ فريقٍ صغيرٍ يسمى “ارتيست تيم”، يهدف إلى تطوير موهبتهم من جهة، وإقامة نشاطات طفولية من جهة أخرى.
وقد بدأ هذا الفريق منذ ما يقرب من سبعة أشهرٍ، التحضيرات لإقامة أول معرض رسم له، يحتوي على 25 لوحة، وضمن هذا المعرض سيتم تقديم عرض مسرحي، وأيضاً توقيع كتابين، وذلك بدعم من منظمة “ماري، ومركز مالفا، وكوما شانو”.
إضافةً إلى ذلك، سعيهم بإمكاناتهم البسيطة، إلى إدخال البهجة على قلوب الأطفال كتوزيع المجلات عليهم، وكتابة قصصٍ، وعرض مسرحياتٍ، وإقامة نشاطات ترفيهية لهم، ونشر أعمالهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
دعم مشاريع الشباب
وخلال تسليط “روناهي” الضوء على عمل هذا الفريق التقينا أحد مؤسسي فريق “آرتيست تيم” وهو طالب البكالوريا، ويدعى “دليار أحمد“، والذي أطلعنا على فكرة الفريق: “تعرفنا في ورشة الرسم والمسرح، وعملنا معاً حتى خطرت لنا فكرة الفريق بمبادرة صغيرة من لوحات برسوماتنا، وكتابين مترجمين باللغة العربية، والكردية، فكل كتاب يتألف من عشر قصص بالإضافة لعرض مسرحي”.
وأشار أحمد بقوله إلى: “إنهم أسسوا هذا الفريق لتطوير ذاتهم، وإقامة فعاليات للأطفال لرسم البسمة على وجوههم، وإدخال الفرحة لقلوبهم”.
كما وبين دليار أحمد أبرز الصعوبات، التي عانوا منها بقوله: “قلة الدعم كانت مشكلتنا الكبرى، فقد توجهنا إلى الكثير من الأماكن بحثاً عن داعمٍ لمشروعنا، ولكن القليل من مد لنا يده، وذلك بسبب صغر سننا، وقلة خبرتنا، حتى وجدنا منظمة ماري ومركز مالفا، اللذين أبديا أعجابهم بالفكرة، ومدا يد العون لنا في تأمين الميزانية”.
الجيل البناء
رغم المشاكل، التي عانوا منها يرى دليار أحمد، أنهم كانوا قادرين على تغير نظرة المجتمع للجيل القادم: “بالرغم من أعمارنا الصغيرة، فنحن قادرون على التغيير، لأننا جيل المستقبل، لكن الجميع ينظر إلينا نظرة دونية، ورغماً عن ذلك كله، لم نستسلم، بل وصلنا لمرحلة متقدمة جداً، فنحن الآن على مشارف نهاية أول مبادرة لنا”.
وشجع دليار أحمد الفئة الشابة على البدء من اليوم، والانطلاق برحلة تحقيق الأحلام، وعدم السماح للسلبيين في تحطيمهم، بل شجعهم أن يؤمنوا بقدراتهم على تغيير نظرة المجتمع للجيل القادم، فاسترسل قائلاً: “أنا رسام، وصديقتي كاتبة، والأخرى تحب المسرح، اجتمعنا معاً بمواهبنا، لنخلق مزيجاً قادراً على إثبات فكرة أن الجيل القادم جيل بناء”.
كما وتمنى الطالب “دليار أحمد” في ختام حديثه، أن يتم دعمهم من قبل المؤسسات المحلية والمنظمات لتوسيع مشاريعهم قائلاً: “إننا نطمح بالمستقبل لتطوير أنفسنا وفريقنا، ونتمنى حقاً أن نجد الدعم لفريقنا المحلي”.
لا عمر للإبداع
كما كان لنا حديث مع “هيلاز عمر“، وهي أيضاً طالبة المرحلة الثانوية، ومن مؤسسات فريق “آرتيست تيم”، والتي حدثتنا عن حبها للمسرح ومشاركتها في العديد من المسرحيات فقالت: “في الشهر الخامس من العام المنصرم، اقترحنا أنا ودليار أفكاراً عدة لتنضم لنا صديقة أخرى أيضاً، والتي تدعى “هيرو فرمان”، ومن هنا تشكل فريقنا الصغير ذو الطموح الكبير، حيث بدأنا في الشهر السادس العمل على مبادرتنا ورسم لوحاتنا، والتي ستعرض في غضون أيام قليلة”.
وتابعت هيلاز حديثها قائلةً: “إنهم على مشارف الانتهاء من الكتب، ومسرحيتهم قيد الإخراج، أما فيما يتعلق بلوحاتهم، فقالت لم يبقَ منها سوى بضع لوحاتٍ”.
كما وأكدت هيلاز بقولها: إنهم يسعون ليثبتوا للمجتمع بأن العمر مجرد رقم، وبأعمارهم الصغيرة سيسعون لإظهار مواهبهم.
وبينت أيضاً، إن الشباب ذوي الأحلام الكبيرة، بحاجة للدعم، والتنمية، متمنية وجود مراكز ومنظمات أكثر، لدعم هذه الفئة الطموحة من الشباب.
واختتمت “هيلاز عمر” حديثها بالشكر لكل من مد يد العون لهم في تحقيق أهدافهم.
