الطبقة/ ماهر زكريا ـ
تتعدد السياسيات الدولية في مناطق شمال وشرق سوريا، بانتهاكات متكررة يقوم بها المحتل التركي بموافقة روسية ـ أمريكية، بعد فرض الدول الكبرى مشاريع جديدة ضد المنطقة خدمة لمصالحها العسكرية والاقتصادية.
المحتل التركي يهاجم الجميع دون تمييز
وللوقوف على الجرائم، والانتهاكات التركية بحق شعوب شمال وشرق سوريا، تحدث لصحيفتنا أحمد الخلف رئيس مجلس الطبقة لحزب سوريا المستقبل: “في الفترة الأخيرة قامت دولة الاحتلال التركي بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات ضد مناطق وشعوب شمال شرق سوريا، هذه الجرائم مارستها منذ بداية الأزمة السورية، حيث تدخلت بالشأن السوري، واستهدفت العشائر في سوريا، بحكم إن المنطقة المستهدفة هي منطقة عشائرية”.
وتابع الخلف: “دولة الاحتلال التركي دعمت المجموعات المرتزقة، التي ارتهنت لها، وأصبحت أداة طيعة بيدها، من خلال تلك المجاميع المرتزقة استطاعت إحداث تغيير ديمغرافي على الشريط الحدودي، وتهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين، بدءًا من الباب ومروراً بعفرين ووصولاً لإدلب، وتلك المناطق تطغى عليها الصبغة العشائرية، فهجرت سكانها قسراً، ونهبت أموالهم، وارتكبت بحقهم أفظع الجرائم”.
وفي 20/11/2022م قامت دولة الاحتلال التركي، بهجمات جديدة استهدفت فيها بالطيران الحربي كامل الشريط الحدودي في سوريا، استهدفت من خلالها البنى التحتية وسبل عيش المواطنين، فضربت آبار النفط، ومعمل الغاز المنزلي وخطوط توليد الكهرباء، في محاولة لتفريغ المنطقة من سكانها وتهجيرهم؛ وحول ذلك قال الخلف: “نحن نعلم بأن الهجمات التركية لم تتوقف، ولكن هذه المرة كانت أشد، واستهدفت مناطق واسعة على طول الحدود، وكان لها أهداف عدة، الهدف الأول ضرب البنى التحتية من أجل إفراغ المنطقة، والثاني خلق الفوضى لإفشال مشروع الإدارة الذاتية، والثالثة ضرب شعوب المنطقة بعضه ببعض، والسيطرة على المزيد من الأراضي السورية واحتلالها، ولكنها لم تحقق ما أرادت نظراً لتشبث أهالي المنطقة بأرضهم، بحكم الامتداد العشائري، واللحمة الوطنية، وتحاول دولة الاحتلال التركي من خلال هذه الهجمات تحقيق مكاسب انتخابية، وبخاصة أن الذكرى المئوية لتأسيس دولة الاحتلال التركي على الأبواب، حيث أعلن رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان بأنه خلال الذكرى المئوية سيقدم إنجازات جديدة للشعب التركي، وإحداها احتلال كامل الشريط الحدودي بدءًا من حلب في سوريا، وصولاً إلى الموصل في العراق، وتحقيق الميثاق الملي، الذي تتبجح به الحكومة الفاشية التركية”.
الحجج التركية لم تعد تنطلي على أحد
وبين الخلف: “قرب الانتخابات في تركيا تدك مضجع أردوغان وحزبه، لذلك يحاول بالوسائل كلها لفت الرأي العام التركي لما سيقوم به، ضد مناطق شمال وشرق سوريا، فهو يهدد مشروع الإدارة الذاتية ليل نهار، وبخاصة أن أهالي المنطقة يلتفون حول هذا المشروع الديمقراطي، وحول قواتهم قوات سوريا الديمقراطية، تحت حجج واهية باتهامها بالخطر على أمنها القومي، والذرائع التركية، لم تعد تنطلي على أحد”.
وأشار الخلف: “العشائر في شمال وشرق سوريا لها دور كبير في أمن واستقرار المنطقة، وهذا الدور لا بد من تجسيده على أرض الواقع، والعشائر في المنطقة تعبر دائماً عن آرائها بحرية، وتعلن على الملأ دعمها ووقوفها خلف الإدارة الذاتية، المشروع، الذي أثبت أنه النموذج الأمثل لحل الأزمة السورية، التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وأبناء العشائر العربية والكردية والشعوب الأخرى يعبرون عن دعمهم لمشروع الإدارة الذاتية، والذي ينبثق عن فلسفة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب”.
واختتم رئيس مجلس الطبقة لحزب سوريا المستقبل أحمد الخلف حديثه بالقول: “ما حدث من عدوان أخير ضد مناطقنا الآمنة، حدث بموافقة أمريكية روسية وهذا ما لا شك فيه، حيث حصلت تركيا على الضوء الأخضر من هاتين الدولتين، بهدف خلق الفوضى وإثارة البلبلة بين الأهالي، والهجمات الأخيرة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي، لأنه من حق أبناء وشعوب شمال شرق سوريا، وعشائرها المطالبة بحقوقها في الحرية، والعدالة، والمساواة من خلال مشروع الأمة الديمقراطية، مشروع أخوة الشعوب، والتعايش المشترك”.
