قامشلو/ دعاء يوسف –
على مشارف عام جديد للثورة النسائية، والتي لاقت انتشاراً كبيراً في جميع أنحاء العالم، شهدت عدة مدن عالمية مظاهرات تضامنية مع انتفاضة المرأة، ووقفات احتجاجية تُدين سياسة القمع والاضطهاد المُمارس تجاهها، فوقفت النساء يداً بيد في وجه الأنظمة الفاشية، ليُبشر عام 2023 بأنه عام الحرية للمرأة.
فتيل الشرارة الذي انطلق من ثورة روج آفا أيقظ العالم على صوت قمع منذ آلاف السنين ليُسمع اليوم عبر شعارات رُدّدت في الساحات والشوارع ومنابر الحرية “Jin Jîyan Azadî” حيث وحّد هذا الشعار صفوف المرأة تحت رايته.
فمن منا لم يسمع بالشعار الذي ظهر بلغات مختلفة حول العالم، ورفعه المئات تضامنًا مع النساء الإيرانيات، في حين استخدمه البعض الآخر في إطار أجندات أوسع، حتى أصبح اليوم رمزًا دوليًا يرافق المدافعين عن حقوق المرأة حول العالم.
ليشهد عام 2023 مشارف الحرية للمرأة، وفي إطار تصعيد الانتفاضة النسائية، شهدت عدة مدن عالمية مظاهرات تضامنية مع انتفاضة المرأة الإيرانية، ووقفات احتجاجية تُدين ممارسات النظام الإيراني.
وقفة احتجاجية
نظّم مؤتمر ستار وقفة احتجاجية بمشاركة ناشطات، ومناضلات، وكاتبات، ومثقفات، وعاملات في كافة المجالات، من جميع قرى ومدن إقليم الجزيرة، وذلك لمساندة انتفاضة روجهلات وإيران (ثورة الجدائل)، وتنديداً بالمجزرة التي حصلت في باريس منذ أيام والتي استشهد على أثرها امرأة من رياديات حركة المرأة الكردية أمينة كارا، وحصل هذا الهجوم على مشارف أيام قليلة من ذكرى استشهاد الشهيدات ساكينة جانسيز ورفيقاتها فيدان دوغان وليلى شايلمز، وذلك في ملعب الشهيد هيثم كجو بمدينة قامشلو؛ حاملات صور للشهيدة ساكينة جانسيز ورفيقاتها بالإضافة لصور جينا أميني والعديد من الشهيدات اللواتي خُلِّدت صورهن بالأذهان ليلتقين بفود النساء القادمات من الحسكة وقراها بملعب الشهيد هيثم كجو، تحت شعار “بالنضال الدؤوب لثورة المرأة ستنتصر انتفاضة “Jin Jîyan Azadî”.
وبعد الوقوف دقيقة صمت، ألقيت كلمتين من قبل عضوة منسقية مؤتمر ستار “ريحان لوقو”، وكلمة أخرى باسم حركة المرأة في شمال وشرق سوريا سمر عبد الله، وجاء بموجز الكلمتين أنه على المرأة تصعيد مقاومتها عالمياً وتتضامن مع الانتفاضة النسائية في روجهلات كردستان، كما استذكرنَ عملية الاغتيال التي حصلت بحق الناشطات الثلاثة ساكينة وليلى وفيدان وذلك في 2013 بباريس، وقد تزامنت مجزرة باريس الثانية مع اقتراب الذكرى العاشرة لمجزرة باريس الأولى.
انتفاضة المرأة مؤشر للنصر
والتقت صحيفتنا بالإدارية في مؤتمر ستار بمدينة قامشلو، “هندرين خليل” والتي حدثتنا عن انتفاضة المرأة الحرة: “إن الانتفاضة، التي تقودها المرأة في روجهلات كردستان، بدأت تلقى صدىً واسعاً في عموم المناطق المجاورة لروجهلات، حيث تضامنت النساء والشعوب الآذرية بقوة مع ثورة المرأة، ووقفت معها وهذه المرة الانتفاضة وصلت إلى قلب العاصمة (طهران)، التي لطالما اتصفت بالهدوء، والقبضة الأمنية المشددة، التي تنتهجها السلطة وهذا يدل أن ثورة المرأة في أوج ازدهارها، وأنها على مشارف تحقيق أهدافها”.
وأضافت هندرين: “نضال المرأة في روجهلات هو دليل، ومؤشر قوي على قُرب الخلاص من النظام القمعي الحاكم، ودليل على ثورة الشعوب لتحرير ذاتها من الاضطهاد والظلم الممارس بحقها منذ عقود”.
واختتمت الإدارية في مؤتمر ستار بمدينة قامشلو هندرين خليل: “نقف مع ثورة المرأة الحرة في كل مكان، بعد أن ألهمت ثورتنا (ثورة روج آفا) شعوب المنطقة عامةً، والعالم لمناهضة أشكال الاضطهاد، والقمع بحق الشعوب والنساء على وجه الخصوص، ونرى ونحن على مشارف عام جديد أنه هذا العام سيشهد أن المرأة نالت حريتها في جميع أنحاء العالم”.
